أعلن المخرج الإيراني اصغر فرهادي الحائز جائزة اوسكار، أنه لن يحضر حفل توزيع جوائز اوسكار الذي سيجري الشهر المقبل، مشبها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر دخول مواطني سبع دول إسلامية بسلوك المتشددين في بلاده.
إعلان
وقال فرهادي المرشح لنيل جائزة أفضل فيلم أجنبي "البائع" في هذا الحفل، عبر بيان نشرته وكالات الأنباء الإيرانية إنه كان يعتزم في البداية حضور الحفل الذي سيجري في لوس انجيلس، إلا أنه أجبر على تغيير برنامجه. ووقع ترامب أمرا تنفيذيا يحظر دخول مواطني كل من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن للولايات المتحدة لثلاثة أشهر.
وقال المخرج الإيراني "لم أكن أنوي عدم حضور الحفل ولم أكن أريد مقاطعة الحدث لإظهار اعتراضي، لأنني أعلم بان العديدين في قطاع السينما الأميركية وأكاديمية فنون وعلوم السينما يعارضون التعصب والتطرف الذي يجري الآن أكثر من أي وقت مضى". وأضاف "ولكن الآن يبدو أن احتمال هذا الحضور تشوبه الشكوك وهو أمر لا أقبله بتاتا حتى لو تم اتخاذ استثناءات من أجل تأمين رحلتي". واعتبر أن المتشددين في إيران والولايات المتحدة يتصرفون بالعقلية نفسها.
وأوضح "على مدى سنوات وعلى جانبي المحيط، حاولت مجموعات من المتشددين تقديم صورة غير واقعية ومخيفة لشعوبها عن الدول والثقافات الأخرى من أجل تحويل اختلافاتهم إلى خلافات، وخلافاتهم إلى عداوات، وعداواتهم إلى مخاوف". وتابع أن "زرع الخوف هو أداة مهمة يستغلها أفراد ضيقو الأفق لتبرير التصرفات المتطرفة والمتعصبة".
وكان فرهادي قد فاز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن فيلمه "انفصال" في 2012.
ح.ز/و.ب (رويترز/ أ.ف.ب)
إيران: أمة سينمائية كبيرة
في وقت واحد، يركز مهرجان السينما في هامبورغ ومهرجان سينما حقوق الإنسان في نورنبرغ على المخرجين الإيرانيين، إذ تعرض فيهما أفلام إيرانية أنتجت رغم الرقابة والقمع في عهد الشاه وبعده، وتظهر أن إيران أمة سينمائية كبيرة.
صورة من: NIHRFF
جعفر بناهي وفتح نافذة على العالم
تسلط الأضواء العالمية من جديد حالياً على مخرجي الأفلام الإيرانيين. المخرج جعفر بناهي موضوع في طهران منذ مدة طويلة قيد الإقامة الجبرية. ورغم ذلك، تمكن بناهي من إنتاج فيلمه "ستائر مغلقة" (في الصورة). وقد حصل في فبراير/ شباط على جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي (بيرليناله). وسيتم عرض فيلم بناهي ضمن سلسلة "إيران ديلوكس" في مهرجان الفيلم بهامبورغ.
صورة من: uConnect
اهتمام كبير بـ"المخطوطات لا تحترق"
على الرغم من القمع في ظل نظام الشاه وحكومات المتشددين الدينيين بعد عام 1979، نجح المخرجون الإيرانيون مراراً وتكراراً في إنتاج أفلام رائعة. وقد حظي العرض الأول في ألمانيا لفيلم "المخطوطات لا تحترق" لمحمد رسولوف باهتمام كبير. محمد رسولوف ممنوع حالياً من مغادرة إيران. ويصور فيلمه نظاماً يقوم على المراقبة والتخويف.
صورة من: Elle Driver
دراسات سينمائية مثيرة
الحياة في ظل الرجعية يمكن مشاهدتها أيضاً في عمل قديم للمخرج الإيراني الشهير عباس كياروستامي. ففي فيلمه "المسافر"، الذي أخرجه عام 1974، يحكي كياروستامي قصة مشجع كروي شاب كان يريد الذهاب إلى طهران ليشاهد في الاستاد مباراة فريقه المفضل. وقد اعتمد كياروستامي على ممثلين أطفال وأشخاص بسطاء في فيلمه.
صورة من: DreamLab Films
صراعات مع السلطات
فيلم "حياة صامتة" للمخرج سهراب شهيد ثالث (1974) يعتبر أيضاً دراسة رائعة لهموم واحتياجات الناس البسطاء. ففي مواقف هادئة وطويلة، يحكي ثالث عن حياة عامل في السكة الحديدية بإحدى المناطق الريفية يفقد عمله في يوم من الأيام وتتحول حياته التي هي أصلاً صعبة إلى حياة أكثر صعوبة. الفيلم هو عبارة عن شكوى ضد الفقر والبؤس الاجتماعي.
صورة من: New Film Group and Telefilm
نظرة على مناطق اجتماعية ملتهبة
تعرض في هامبورغ أفلام أنتجت في حقبة نظام الشاه وأخرى في زمن ما بعد عام 1979. وكان فيلم "العداء" من عام 1985 لأمير ناظري أول فيلم إيراني يشاهد خارج إيران بعد اندلاع الثورة الإسلامية. ويصوّر الفيلم حياة يتيم من أيتام الحرب عمره 13 عاماً ويعيش في مدينة ساحلية إيرانية. صورة مخيفة من الفقر والحزن.
صورة من: DreamLab Films
الحرب مع العراق في السينما
تناول المخرج بهرام بيزاي في عام 1986 موضوعاً حساساً هو الحرب بين إيران والعراق، التي كانت ما زالت مستعرة في ذلك الوقت. في فيلم "باشو الغريب الصغير"، يحكي المخرج عن صبي عمره عشر سنوات يفقد عائلته ويضيع في البلاد. في البداية، دعم النظام الإيراني الفيلم، وبعد أن اتضح أنه فيلم نقدي شديد، قامت الرقابة بمنعه.
صورة من: DreamLab Films
نقد الوضع الاقتصادي
فيلم "الحاجة" (1991) من إخراج علي رضا داود نجاد هو أيضاً مثال مذهل على تعامل المخرجين الإيرانيين بلا هوادة مع الواقع الاجتماعي. في الفيلم يتصارع شابان حول فرصة تدريب. ويعتمد فيلم "الحاجة" أيضاً على ممثلين صغار السن. كما أنه فيلم خارج أيديولوجيات الوطنية والدعاية ويظهر صورة الحياة الحقيقية للشعب في إيران.
صورة من: Farabi Cinema Foundation
تواجد للسينما الإيرانية في نورنبرغ أيضاً
الأفلام الإيرانية لا تثير الإعجاب في هامبورغ فقط، وإنما في نورنبرغ أيضاً، حيث يقام المهرجان السينمائي الدولي لحقوق الإنسان، الذي يركز هذا العام على إيران. أفلام مثل "نار تحت الرماد" تلقي نظرة على المناخ السياسي الحالي في البلاد. وكان من المفروض أن يكون المخرج الإيراني محمد رسولوف هو راعي المهرجان، لكنه ممنوع من مغادرة طهران.