رغم كون بكين ليست واحدة من أكبر 10 مدن يوجد بها الهواء الكثيف، فالمدينة حالياً تغمرها سحابة من الضباب الدخاني.قد تصل نسبتها في بكين أكثر من 500 ميكروغرام لكل متر مكعب، في مدينة يتجاوز فيها المتوسط السنوي 121 ميكروغرام لكل متر مكعب، وهي نسبة غير صحيّة. ولا يستطيع الناس في بكين الخروج من البيت بدون أقنعة تنفس.

تُتصدّر مدينة الأهواز، عاصمة ومركز محافظة خوزستان شمال غرب إيران، في الوقت الحاليّ قائمة أقذر مدن العالم، بسبب نسبة الضبخان (خليط من الدخان والضباب يتكون فوق المدن والمناطق الصناعية) المرتفع بها. ويعود ذلك إلى الصناعات الثقيلة في محيط المدينة، ومعالجة النفط، والمعادن، والغاز الطبيعي.

لا تُعتبر عاصمة منغوليا فقط أبرد عاصمة في العالم، لكنها أيضاً ثاني مدينة في العالم ذات نسبة كبيرة من الضبخان. فخلال فصل الشتاء القارس يلجأ السكان إلى التدفئة التقليدية باستخدام الفحم والخشب، ما يجعل المدينة تغرق في الضباب الدخاني بنسبة 60 إلى 70 بالمئة.

في باكستان يُعتبر تلوث الهواء واحداً من بين أبرز القضايا البيئية الرئيسية، خصوصاً في لاهور التي تُعدّ ثاني أكبر مدينة في البلاد. ومن بين العوامل التي تقف وراء ذلك، ارتفاع حركة المرور وحرق النفايات، إضافةً إلى الغبار الطبيعي القادم من المناطق الصحراوية المحيطة بها.

في نيودلهي التي يعيش فيها حوالي عشرة ملايين شخص، ارتفع عدد السيارات والدرجات النارية في غضون 30 سنة الماضية إلى 3،5 مليون سيارة وشاحنة ودرجة نارية. كما تتسبب محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في تلوث الهواء، حيث تعتبر مصدر 80 في المئة من الانبعاث الهوائية الضارة بالبيئة.

تزيد العواصف الرمليّة في عدد من المدن، كما هو الحال في الرياض، في تزايد نسب الدخان الضبابيّ. إضافةً إلى ذلك، تحوّل أشعة الشمس القوية الغازات العادمة التي تصدر عن الصناعة وحركة المرور إلى هواء ملوث في الأوزون.

الهواء السيئ في القاهرة يتسبب في عدد من الأمراض كأمراض الجهاز التنفسي المزمن أو سرطان الرئة. ويموت سنوياً جراء ذلك ما بين 10 آلاف إلى 25 ألف شخص. ومن بين أسباب تلوث الهواء في العاصمة المصرية ارتفاع حركة المرور من خلال وسائل النقل وأيضا بسبب التطور السريع للصناعة.

وفقاً لدراسة أجراها معهد ماكس بلانك في مدينة ماينز ولاية هيسن، فإن 500 ألف شخص في نيويورك وطوكيو يموتون بسبب تلوث الهواء. وفي عاصمة بنغلاديش دكا، التي يعيش فيها سبعة مليون نسة، فإن ما يقارب 150 ألف شخص يموتون فيها بسبب التلوث . وفي دكا قام الباحثون بقياس أعلى تركيز في العالم من ثاني أكسيد الكبريت.

تختلف أسباب تلوث الهواء في المدن الكبرى من دولة لأخرى. ففي موسكو، يعود تلوث الهواء إلى ارتفاع نسبة المواد الهيدروكربونية. غير أن الرياح الغربية تجعل الهواء غرب موسكو أنظف وأعذب نسبياً.

يرجع مشكل الضباب الدخاني في مكسيكو سيتي إلى موقعها الجغرافي . فالمدينة يحيط بها بركان يصل علوه إلى 5 آلاف متر. ويفرز ذلك نسباً عالية من ثاني أكسيد الكبريت والهواء الذي يحتوي على الهيدروكربون. وكانت مكسيكو سيتي لفترة طويلة أقذر مدينة في العالم.

نيويورك ا تصل نسبة الغبار الناعم فيها 21 ميكروغرام لكل متر مكعب. وتعمل المدينة على تحديث المركبات والحد من التلوث من خلال أنظمة الترشيح، واستخدام وقود الديزل الحيوي واستعمال وسائل النقل العام على نطاق أوسع.