قالت منظمة أطباء بلا حدود إن عدد القتلى في مستشفى كانت تدعمه بمدينة حلب وتعرض لغارة جوية هذا الأسبوع، قد ارتفع إلى 50 على الأقل بينهم ستة مسعفين. وتجدد القتال في المدينة التي قال الجيش السوري إن اتفاق التهدئة لا يشملها.
إعلان
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية اليوم الجمعة (29 أبريل 2016) أن عدد القتلى في مستشفى تدعمه المنظمة في حلب قد ارتفع إلى 50 على الأقل بينهم ستة مسعفين. وتعرض مستشفى القدس الواقع في منطقة تقع تحت سيطرة المعارضة للقصف في غارة جوية ليل الأربعاء في هجوم أثار موجة إدانات دولية. واعتبر أمين عام الامم المتحدة بان كي مون أن هذه الغارات "لا يمكن تبريرها".
لكن النظام السوري نفى قصف المستشفى، حتى أن وزير الإعلام عمران الزعبي قال إن "لا وجود لهذا المشفى".
وتجدد القصف الجمعة على مدينة حلب حيث قتل أكثر من 20 مدنيا، وأصيب عدة أشخاص بجروح في غارة استهدفت مستوصفا في منطقة المرجة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب بحسب الدفاع المدني. وارتفعت هذه الحصيلة الجمعة بمقتل 13 شخصا في أحياء تسيطر عليها اقوات لنظام السوري و11 في مناطق تحت سيطرة المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن إصابة العشرات بجروح.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارات جوية على مناطق تسيطر عليها المعارضة أودت بحياة 123 مدنيا هذا الأسبوع بينهم 18 طفلا.
في هذه الأثناء أعلن مصدر عسكري سوري اليوم الجمعة إن مدينة حلب لا يشملها اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار يطلق عليه "نظام التهدئة" والذي يطبق بمناطق في محيط اللاذقية ودمشق. وقال المصدر لوكالة رويترز "نظام التهدئة لا يشمل حلب لأن في حلب إرهابيون لم يتوقفوا عن ضرب المدينة والسكان." وأضاف "هناك عدد كبير من الشهداء في حلب لذلك الموضوع هناك مختلف" في إشارة لمقتل عشرات المدنيين في قصف للمعارضة على مناطق تسيطر عليها الحكومة خلال الأيام الماضية.
من جانبه قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين اليوم الجمعة إن التقارير الأخيرة عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، بما في ذلك قصف الأسواق السورية والمنشآت الطبية، كشفت عن "عدم اكتراث مروع بحياة المدنيين من قبل جميع أطراف النزاع"، وحث جميع الأطراف على التراجع عن العودة إلى حرب شاملة. وذكر زيد " إن التقارير الآتية من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب ودير الزور تشير إلى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين".
من ناحية أخرى اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على وقف القتال ليل الجمعة السبت في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق وفي ريف اللاذقية شمالا، لكن ليس في مدينة حلب التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أكثر من أسبوع، وفق ما أعلن الجيشان السوري والروسي.
م.أ.م/ع.ج.م (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.