دعت منظمة أطباء بلا حدود الشركات العالمية المصنعة للأدوية إلى خفض أسعار لقاحات علاج الالتهاب الرئوي في الدول النامية والفقيرة، لافتة أن غلاء الأسعار من شأنه أن يحول دون تطعيم الأطفال ضد هذا المرض العضال.
إعلان
حثت منظمة أطباء بلا حدود شركتي غلاكسو سميثكلاين وفايزر للمستحضرات الدوائية اليوم الثلاثاء (20 يناير/كانون الثاني) على خفض أسعار لقاحات علاج الالتهاب الرئوي إلى خمسة دولارات للطفل في الدول النامية. وفي تقرير بشأن أسعار اللقاحات قبيل مؤتمر دولي للجهات المانحة يعقد في برلين في نهاية الشهر الجاري، انتقدت المنظمة كبريات الشركات العاملة في مجال إنتاج المستحضرات الدوائية وقالت إن تكلفة تطعيم طفل الآن في أفقر بلدان العالم يعادل 68 مرة سعره الذي كان ساريا عام 2001 .
شركة باير للأدوية.. 150 عاماً من النجاح
مئة وخمسون عاما مرت على تأسيس شركة باير . قصة باير بدأت من غرفة صغيرة في شقة بمدينة فوبرتال لتصبح بعد 150 عاما واحدة من اكبر شركات الدواء في العالم، والتي يرتبط اسمها أساسا بمادة الأسبرين السحرية.
صورة من: Bayer AG
فريدريش باير
بالتعاون مع صديقه يوهان فيسكوت، أنشأ فريرديش باير في مدينة فوبرتال مصنعا صغيراً لإنتاج الأصباغ، تحول مع مرور الزمن إلى واحد من أكبر مصانع الأدوية في العالم.
صورة من: Bayer AG
من غرفة إلى مصنع
شقة فريدريش باير الصغيرة في فوربرتال تحولت إلى مكتب لإدارة عمله. الصورة تعود إلى منتصف عام 1870. الشقة كانت واقعة بجانب مصنع الأصباغ الصغير.
صورة من: Bayer AG
ثلاثة صباّغين
وفّر المصنع في سنواته الأولى عملا لثلاثة عمال. توضح الصورة أول عامل في المصنع، هايرنيش ريتر. بعد عشرين عاما عمل 300 شخص في المصنع. واليوم يعمل 110 آلاف موظف وعامل في مصنع باير.
صورة من: Bayer AG
الفيناستين
صنّع المعمل أول مادة ضد الصداع وهي مادة الفيناستين، والتي كانت تخرج كمنتج ثانوي من صناعة الأصباغ. أسيئ استخدام هذه المادة وتم منع بيعها في السوق الألمانية.
صورة من: Bayer AG
معمل الاليزارين
الصورة بالأبيض والأسود. لكن الصورة الطبيعية تشير إلى أول معمل لصناعة مادة الاليزارين ذات الصبغة الحمراء الغامقة. في نهاية القرن التاسع عشر بدأت الشركة تفتح لها فروعا أخرى. وقبل الحرب العالمية الأولى، أصبح للشركة فروع في كل قارات العالم.
صورة من: Bayer AG
الهيروين المضاد للسعال
قبل الحرب العالمية الأولى قامت الشركة أيضا بتثبيت براءة اختراع مادة ثنائي أسيتيل المورفين. التي استخدمت حينها كمضاد لارتفاع الحرارة وضغط الدم، وأمراض الرئة، بالإضافة إلى مسكن لآلام جرحى الحرب العالمية. بعد الحرب العالمية الثانية منعت المادة التي تعرف اليوم بالهيروين.
صورة من: public domain
تزيكلون بي
منذ عام 1925 أضحت شركة باير جزءا من معامل IG لصناعة الأصباغ. المنتجة لصناعة مادة تزيلكون بي المبيدة للحشرات. والتي استعملت لقتل سجناء معتقل آوشفيتس السيئ الصيت في بولندا. وفي مصانع باير عام 1944 عمل أكثر من 4300 سجين في مدينة ليفركوزن فقط.
صورة من: picture-alliance/ ZB
البنسلين المضاد للأوبئة
بعد التأسيس الجديد للشركة في خمسينات القرن الماضي، بدأت بإنتاج مادة البنسلين المضادة لالتهابات البكتيرية، والتي اكتشفت من قبل الاسكتلندي الكسندر فليمنغ. استخدمت المادة ضد الطاعون والزهري والسل. وأصبحت بذلك متوفرة للعامة بأسعار رخيصة.
صورة من: Bayer AG
درالون: "فتاة صغيرة بعينين كبيرتين"
بعد الحرب العالمية الثانية دخلت شركة باير مجال إنتاج النسيج، لتظهر على صفحات مجلات الأزياء، مثل مجلة "الخيط الفضي" في عام 1959.
صورة من: Bayer AG
أسبرين .. المادة السحرية
عندما أقلعت مركبة الفضاء ابولو 11 عام 1969، حمل رواد الفضاء معهم علبة أسبرين المضادة للآلام والصداع. تباع سنويا أكثر من 11 مليار حبة منها في سبعين بلدا.
صورة من: Bayer AG
من غرفة في شقة
في عام 2013 يمر على قصة باير 150 عاما، انتقلت فيها قصة النجاح من غرفة صغيرة إلى شركة ترتبط بها حياة ملايين الأشخاص. يصل دخل الشركة السنوي إلى 40 مليار يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وأوضحت المنظمة أن الارتفاع الهائل في الأسعار يعني أنه لم يعد بمقدور كثير من الدول تحمل تكلفة لقاحات جديدة باهظة الثمن مثل تلك التي تعالج الالتهاب الرئوي الذي يقتل نحو مليون طفل في السنة. وقال روهيت مالباني مدير السياسات والتحليل لحملة أطباء بلا حدود "عدد من كبريات شركات صنع المستحضرات الدوائية تتقاضى مبالغ فيها من الجهات المانحة والدول النامية مقابل اللقاحات التي تدر عليها بالفعل مليارات الدولارات في الدول الغنية".
من جهتها، ردت شركة غلاكسو سميثكلاين على انتقادات موجهة لها بأنها تغطي التكاليف بالكاد في الأسعار التي تبيع بها حقن سينفلوركس لعلاج الالتهاب الرئوي للدول الفقيرة. وقالت في بيان إنه "واحد من أعقد الأدوية التي تقوم بتصنيعها". وأكدت "الكثير من لقاحاتنا المتاحة متقدم ومعقد ويتطلب استثمارات رأسمالية كبيرة في التصنيع والتوزيع"، مضيفة أن خفض لقاحات الالتهاب الرئوي أكثر سيهدد قدرة الشركة على توفيرها على المدى الطويل.
وقالت شركة فايزر بدورها إن حقن بريفينار 13 وهو العقار الذي تنتجه لعلاج الالتهاب الرئوي معقد للغاية "مرحلة إنتاج واحدة من بريفينار 13 تستغرق أكثر من عامين ما يتضمن نحو 500 من الاختبارات المنفصلة لضبط الجودة.. مع تعدد منشآت التصنيع ومئات من المحترفين المدربين".
وجاء في تقرير منظمة أطباء بلا حدود بأن جرعات علاج الالتهاب الرئوي وحدها تمثل نحو 45 في المائة من التكلفة الإجمالية لتطعيم الطفل الواحد ضد 12 مرضا. وقال إن شركتي غلاكسو سميثكلاين وفايزر أعلنتا عن حجم مبيعات عالمية مجتمعة يتجاوز 19 مليار دولار لهذه اللقاحات منذ بدء تصنيعها. وفي سياق متصل، شددت كيت ألدر، مستشارة السياسات في منظمة أطباء بلا حدود، بالقول: "يجب على الحكومات ممارسة ضغوط على شركات تصنيع الدواء لتوفير أسعار أفضل".