"أطباء بلا حدود" تدين "غارة جوية غير مبررة" على سجن صعدة
٢٣ يناير ٢٠٢٢روى محمد علي سالم لرويترز تفاصيل الهجمات التي استهدفت مركز الاحتجاز بصعدة في اليمنالذي كان موجودا فيه عند فجر الجمعة الماضي عندما تعرض المبنى للقصف، ففتح الباب وخرج المحتجزون وقال إن الباب انفتح جراء الضغط. ولم يحالف الحظ آخرين.
وأفادت تقارير أن ما لا يقل عن 60 شخصا لقوا حتفهم عندما أصابت صواريخ مركز احتجاز في محافظة صعدة اليمنية معقل جماعة الحوثي التي تخوض حربا مع التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015، بينما أشارت تقارير أخرى غير مؤكدة أن عدد القتلى فاق المئة.
ونفى التحالف بقيادة السعودية يوم السبت استهداف مركز الاحتجاز وقال إن المركز لم يكن مدرجا على قوائم الاستهداف المتفق عليها مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ولم يتم الإبلاغ عنه من قبل الصليب الأحمر ولا تنطبق عليه المعايير المنصوص عليها في اتفاقية جنيف الثالثة لأسرى الحرب.
"لا توجد أي طريقة لإنكار" الغارة الجوية
غير أن منظمة "أطباء بلا حدود" قالت في بيان صادر ليل السبت نقلا عن أحد موظفيها في صعدة إنه "لا توجد أي طريقة لإنكار أن هذه كانت غارة جوية. الجميع في مدينة صعدة سمع ذلك".
وأكد رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن أحمد مهات في البيان أن "هذه الأحدث في سلسلة طويلة من الضربات الجوية غير المبررة التي نفذها التحالف بقيادة السعودية على أماكن مثل المدارس والمستشفيات والأسواق وحفلات الأعراس والسجون".
وأضاف "منذ بداية الحرب، شهدنا مرارا الآثار الرهيبة لقصف التحالف العشوائي في اليمن، بما في ذلك عندما تعرضت مستشفيات تابعة لنا للهجوم".
وتفيد أرقام صادرة عن "وزارة الصحة" التابعة للمتمردين، بأن 82 شخصا قتلوا واصيب 266 آخرون بجروح. ولكن لا يمكن التأكد من هذه الأرقام من مصادر مستقلة.
واتهم هؤلاء المتمردون المقربون من إيران والذين يسيطرون على جزء كبير من شمال البلاد، طيران التحالف الذي يسيطر على المجال الجوي لليمن، بشن غارة على السجن. فيما أكد التحالف الخميس أنه استهدف مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون وتمر عبرها معظم المساعدات الدولية المرسلة إلى البلاد التي تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وأفادت مجموعة "نت بلوكس" التي تتعقب أعطال شبكات الانترنت، عن انقطاع في خدمة الشبكة العنكبوتية في اليمن.
هجمات مكثفة
وبعد هجوم الحوثيين على العمق الإماراتي، ادانته الأسرة الدولية بشدة، نفذ التحالف عمليات عسكرية في اليمن تعد الأدمى منذ أكثر من عامين وجاءت وسط تصعيد غير مسبوق في الصراع المستمر منذ سبع سنوات مع احتدام الاشتباكات للسيطرة على منطقتي شبوة ومأرب الغنيتين بالنفط وتصاعد الهجمات الحدودية. وجاءت الهجمات على أبو ظبي في أعقاب عشرات الهجمات المماثلة على مدن سعودية بطائرات مسيرة مسلحة وصواريخ باليستية.
وتجمع مئات الأشخاص في صعدة حول أكياس جثث يوم السبت بالقرب من أنقاض مركز الاحتجاز بحثًا عن معلومات عن أقاربهم. وقام البعض بفحص الجثث على أمل التعرف على ذويهم.
وقال شاهد إن عدة أشخاص بينهم مهاجرون أفارقة لقوا حتفهم في الغارة. وقالت هيئة إنقاذ الطفولة في بيان إن ثلاثة أطفال لقوا حتفهم في غارات جوية يوم الجمعة في مدينة الحديدة بغرب اليمن.
الأطفال أكبر ضحايا الصراع
وفي سياق متصل، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن عدد القتلى الأطفال في اليمن تضاعف خلال شهر واحد، إذ بلغ 17 قتيلا منذ بداية العام. وهذا العدد تقريبا هو ضعف ما كان عليه خلال كل شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي، وفقا لبيان صادر عن تيد شيبان مدير اليونيسف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن شيبان القول "الأطفال هم دائما أول وأكثر من يدفع الثمن خلال الأعوام السبعة الأخيرة في اليمن، الذي يشهد واحدا من أكثر النزاعات قساوة في التاريخ الحديث". وناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أطراف النزاع في اليمن - وأولئك الذين بإمكانهم التأثير عليها - حماية المدنيين بما في ذلك الأطفال في كافة الأوقات. وقال شيبان "لا يجب أبدا استهداف المناطق المدنية المأهولة بالسكان والمرافق المدنية بما في ذلك مرافق التعليم والصحة ويجب حمايتها في كافة الأوقات".
ومنذ تصاعد النزاع في اليمن، تحققت اليونيسف من مقتل وإصابة أكثر من عشرة آلاف طفل. وقد يكون الرقم الفعلي أكبر من ذلك بكثير.
ح.زم و.ب (رويترز/ د.ب.أ)