أطباء بلا حدود تدق ناقوس الخطر بسبب الحصار في اليمن
٣٠ يوليو ٢٠١٥
لفتت منظمات إنسانية الخميس الأنظار إلى تدهور الوضع الإنساني في اليمن حيث يتسبب الحصار الذي يفرضه التحالف العربي بقيادة السعودية والنزاع الدائر منذ سنة في سقوط عدد مماثل من القتلى، مع استمرار القتال لا سيما في الجنوب.
إعلان
بعد زيارة إلى اليمن عبرت جوان ليو رئيسة منظمة أطباء بلا حدود الخميس (30 تموز/ يوليو 2015) عن أسفها لأن "أعداد الذين يموتون بسبب الحصار، الذي يفرضه التحالف الدولي بقيادة السعودية على البلاد، مماثل للذين يقتلون بسبب النزاع الدائر حاليا"، ذاكرة أن هناك "منعا لوصول المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين."
وقالت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، ومقرها سويسرا إنها تتفهم حاجة التحالف لفرض حصار على اليمن بعد أن فرض مجلس الأمن الدولي حظرا على الأسلحة الى المتمردين (الحوثيين)؛ لكنها دقت خلال تواجدها في صنعاء ناقوس الخطر أيضا بشأن الوضع الإنساني في اليمن، الذي صنف "كارثيا" من قبل المنظمات غير الحكومية، بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء تحالف تقوده السعودية غارات جوية ضد المتمردين الحوثيين في 26 آذار/مارس.
وأضافت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، أنه "يجب علينا إيجاد وسائل لإيصال الإمدادات بطريقة آمنة، وكي يحصل الناس على الأدوية لا أن يموتوا"، وتابعت "نرى مرضى يموتون لأنهم لم يتلقوا العلاج" لأمراض عادية.
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
7 صورة1 | 7
وأشارت إلى الظروف الصعبة التي يعيشها العاملون في المنظمة (حوالي ستين أجنبيا و500 محلي) الذين يبقون في بعض الأحيان في قبو مبنى "ليوم أو يومين" بسبب الغارات الجوية. كما تحدثت عن خطر القناصة.
وجدير بالذكر أن خبراء حذروا من أن اليمن سيواجه قريبا أزمة أخرى تتمثل في نقص المياه مع ارتفاع سعرها وسط حرب مستعرة تمزق ذلك البلد العربي الفقير.
وميدانيا، تمكنت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم الخميس من استعادة مناطق جديدة من أيدي المقاتلين الحوثيين حول عدن ثاني مدن اليمن التي فرضت عليها سيطرتها الأسبوع الماضي، وفق مصادر عسكرية. واستمرت المعارك رغم الهدنة الإنسانية المعلنة منذ منتصف ليل الأحد/الاثنين لخمسة أيام بمبادرة من التحالف العربي، علما بأن الغارات والمعارك خلفت خلال أربعة أشهر قرابة أربعة آلاف قتيل نصفهم من المدنيين، وفق الأمم المتحدة.