أطراف النزاع اليمني توافق على سحب قواتها من الحديدة
١٥ أبريل ٢٠١٩
أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أن الأطراف المتناحرة في اليمن قبلت خطة مفصلة لسحب قواتها من ميناء الحديدة، وهي بؤرة توتر رئيسية في الصراع اليمني. يأتي ذلك في إطار تنفيذ اتفاقية ستوكهولم.
إعلان
أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن الاثنين (15 نيسان/ أبريل 2019) توصل الحكومة اليمنية والحوثيين لاتفاق على خطة مفصلة لانسحاب المقاتلين من مدينة الحديدة من دون إعلان أي جدول زمني لهذا الانسحاب.
وكان الجانبان قد اتفقا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي على انسحاب المقاتلين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم توقيعه في العاصمة السويدية ستوكهولم أحيا الآمال بالمضي نحو إنهاء حرب وضعت اليمن على شفير المجاعة.
وأبلغ المبعوث الدولي مجلس الأمن، مارتن غريفيث، بأن "الجانبين قد وافقا على خطة مفصّلة لإعادة الانتشار" كمرحلة أولى للانسحاب من الحديدة. وقال غريفيث إن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قدم له خلال لقاء جمعهما في صنعاء الأسبوع الماضي ضمانات بأن قواته ستدعم اتفاق الحديدة. لكن المبعوث آثر عدم الإفراط في التفاؤل بعدما تأجل الانسحاب مراراً.
ومن العاصمة الأردنية عمان، قال غريفيث في مؤتمر عبر الفيديو: "لنكن واضحين بأنه عندما، وآمل أنه عندما وليس إذا، تحدث إعادة الانتشار، فإن هذه ستكون أول عملية انسحاب طوعية لقوات في هذا النزاع طويل الأمد".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في 17 شباط/ فبراير التوصل لاتفاق ينص على انسحاب على مرحلتين من مدينة الحديدة وموانئها. لكن الاتفاق لم يطبق، ما أدخل مفاوضات السلام في حالة من المراوحة.
وقال غريفيث إنه يضع الأسس لمفاوضات جدية أشمل لإنهاء النزاع في اليمن، لكنه أضاف: "نحتاج جميعاً لتحقيق تقدم ملموس في الحديدة قبل الانتقال للتركيز على الحل السياسي".
وتدخل عبر ميناء الحديدة الواقعة على البحر الأحمر غالبية المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والسلع المستوردة لليمن.
وكان رئيس بعثة المراقبين الأمميين في اليمن، الضابط الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد، قد أجرى مفاوضات حول خطة الانسحاب. وبعد الاتفاق على المرحلة الأولى منه، سيركز لوليسغارد اهتمامه على المرحلة الثانية وسيسعى لحل الخلافات بشأن نشر قوات محلية في المناطق التي يتم الانسحاب منها.
ع.ج/ ي.أ (ا ف ب،ن د ب أ)
النازحون اليمنيون ورحلة الهروب المستمرة من الموت
خلال رحلة فرارهم من الحرب وأشكال العنف الدائر في مناطقهم، يواجه النازحون اليمنيون ظروفا قاسية تفتقد لأدنى مقومات العيش. ويعد الأطفال، الفئة الأكثر تضرراً بسبب سوء التغذية وتفشي الأوبئة، فضلاً عن كافة أشكال الاستغلال.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
غياب أدنى مقومات العيش
منذ ثلاث سنوات والحرب مستعرة في اليمن. ومنذ بداية الحرب نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص. يعيش هؤلاء النازحون داخل مخيمات ميدانية، مثل تلك القريبة من مدينة عبس في مقاطعة حجة الواقعة في الساحل الشمالي الغربي. يفتقر الناس هناك إلى مقومات العيش االكريم من ماء وغذاء و أدوية.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم!
هناك 24 مليون شخص، أي حوالي 80 في المائة من اليمنيين، في حاجة ماسة للمساعدة. ووفقاً لليونيسف، يموت طفل واحد على الأقل كل عشر دقائق نتيجة للجوع وسوء التغذية. وتحتاج الأمم المتحدة مبلغ 4.2 مليار دولار لتمويل حاجات اليمنيين من المساعدات هذا العام. وتتطلع المنظمة الدولية في ذلك إلى دعم الدول الأعضاء في مؤتمر المانحين في جنيف.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
الأطفال الأكثر عرضة للخطر
تفر العديد من العائلات من المناطق المحاصرة في البلاد باتجاه محافظة حجة، التي تضم خُمس جميع النازحين اليمنيين. المدينة ليست الأكثر أماناً. ووفقاً لمركز رصد النزوح الداخلي الدولي (IDMC)، يتعرض الأطفال للمخاطر بشكل خاص. إذ يتم استغلال الأطفال عن طريق الزواج أو تدريبهم على القتال.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
حياة النزوح..
دخل اليمن عمليا في أزمة سياسية وإنسانية قبل عام 2015، إذ يعيش 50 في المائة من السكان تحت خط الفقر، ولا يحصل 70 في المائة من سكان البوادي على المياه الصالحة للشرب أو الرعاية الطبية. كما أدى العنف من قبل الجماعات الإرهابية إلى نزوح السكان، خاصة في جنوب اليمن. ومع بداية الحرب، ارتفعت أعداد النازحين بشكل كبير.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وباء الكوليرا
قبل تصاعد الأزمة في اليمن، كانت البلاد تستورد 80 إلى 90 في المائة من احتياجاتها الغذائية. الآن وبعد إغلاق المطار في صنعاء وحصار الموانئ، لا تصل المساعدات للبلاد بشكل كافي. أكثر من 13 مليون شخص لا يحصلون على مياه شرب، كما تنتشر الأمراض المعدية في معظم أنحاء البلاد. وبحلول نهاية عام 2017، كان حوالي مليون شخص من اليمنيين مصاب بوباء الكوليرا.إعداد: يوليا فرجين/ ترجمة: إيمان ملوك