إنها واحدة من مئات ما يسمى بـ "أطفال الذئاب”، الذين كافحوا للبقاء على قيد الحياة وحدهم في بروسيا الشرقية ودول البلطيق بلا والدين. لم يغير انتهاء الحرب العالمية الثانية الخرائط فقط، بل غيّر أيضًا حياة الناس. ومن تبعات الحرب خروج موجات النزوح الجماعي من بروسيا الشرقية التي طالت الأطفال أيضًا. في شمال بروسيا الشرقية حول كونيغسبرغ مات عشرات الآلاف بسبب الأمراض وسوء التغذية. وغالبًا ما كان الناجون مجرد أطفال، بلا والدين أو عائلة أو بيت، يعتمدون على أنفسهم تمامًا. كثير منهم هربوا من شبح الجوع إلى ليتوانيا المجاورة، حيث عملوا لقاء قطعة خبز أو استجدوا القليل للبقاء. ظل مصير هؤلاء الأطفال لفترة طويلة في طي النسيان: إذ كانوا صغار جدًا ليُعدّوا جناة، لكنهم كانوا في الوقت ذاته ألمان جداً ليُعتبروا أبرياء من النظام النازي.
