أطفال اليمن في خطر محدق.. وتحذير من تصعيد الحوثيين في مأرب
٢٤ مارس ٢٠٢٣
حذر مسؤول يمني في الحكومة المعترف بها دولياً من عواقب تصعيد ميليشيا الحوثي للأوضاع في مأرب ما تسبب في نزوح جديد لمئات الأسر، فيما حذرت اليونيسيف من أن 2.2 مليون فتاة وفتى في اليمن يعانون سوء التغذية.
إعلان
قال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، إن "تصعيد مليشيا الحوثي في مديرية حريب بمحافظة مأرب، شرقي البلاد، تسبب بنزوح جديد لمئات الأسر من منازلها".
وأضاف الإرياني، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، "إن التصعيد الغادر والجبان لمليشيا الحوثي، في جبهات غرب مديرية حريب، وما رافقه من قصف صاروخي ومدفعي على قرى (بواره، ملعاء، شرق، ضو) يكشف عن استهتار صارخ بدعوات وجهود التهدئة واستعادة الهدنة الإنسانية".
وأشار إلى أن هذا الهجوم "يؤكد مضي مليشيا الحوثي في نهج التصعيد السياسي والعسكري، ومحاولة استغلال حالة اللاسلم واللاحرب القائمة منذ انهيار الهدنة لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض، دون أي اكتراث بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين جراء الحرب التي فجرها الانقلاب".
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي بإدانة واضحة وصريحة لهذا التصعيد الذي وصفه بـ" الخطير" الذي يهدد بإعادة الأوضاع لمربع الحرب ونسف فرص التهدئة، و ممارسة ضغوط حقيقية على مليشيا الحوثي لإجبارها على الانصياع لجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام.
والأربعاء الماضي، قتل نحو عشرة جنود من القوات الموالية للحكومة الشرعية، إثر مواجهات اندلعت مع مسلحي الحوثيين في محافظة مأرب، عقب هجوم شنه الأخرون على مواقع الجيش في مديرية حريب. ولم تصدر جماعة الحوثي أي تعليق حول هذا الهجوم حتى الآن.
مئات آلاف الأطفال في خطر
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن 11 مليون طفل في اليمن الذي مزقته الحرب يعتمدون على المساعدات الإنسانية .
وحذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة، الاسم الرسمي للمنظمة، من أن 2.2 مليون فتاة وفتى في اليمن يعانون من سوء التغذية وأنه من دون تدابير مضادة فورية، سيصبح الوضع أكثر خطورة.
وقالت اليونيسف إن أكثر من 540 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد لدرجة أن حياتهم في خطر محدق إذا لم يتلقوا العلاج. وأضافت المنظمة: "يموت طفل (في المتوسط) كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها".
ووفقا لليونيسف فقد أدت ثماني سنوات من الحرب الأهلية إلى انهيار الاقتصاد وبالتالي انهيار الإمدادات الأساسية للسكان، مما تسبب في أزمة إنسانية مدمرة في البلاد.
وتقول المنظمة إن أكثر من 11 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة في اليمن بين عامي 2015 و2022. وحذرت اليونيسف من أن رفاه الأطفال معرضة لمزيد من التهديد بسبب القرارات التي تتخذها الأسر التي تعاني من ضائقة، بما في ذلك زواج الأطفال أو عمالة الأطفال أو التجنيد في القوات العسكرية .
وقالت المنظمة إنها بحاجة إلى حوالي 484 مليون دولار لمواصلة مساعداتها للأطفال في اليمن هذا العام، مع اتخاذ تدابير مهمة لتأمين الإمدادات الأساسية وأن رفاه الأطفال في خطر إذا لم يتم سد هذه الفجوة.
ع.ح./ف.ي. (ا ف ب، د ب أ)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..