أطياف محمود، لاعبة المنتخب الوطني للفنون القتالية من بغداد كسرت حدود المألوف في كل شيء، فهي مصورة وعاملة بناء ولاعبة فنون قتالية، وراكبة دراجة نارية. DW تابعت قصتها من بغداد
إعلان
أطياف رياضية تركب الدراجة النارية بشوارع بغداد
00:44
فجأة يرن الهاتف المحمول لتسرع أطياف لالتقاط الهاتف قبل فوات الأوان فهذه المكالمة قد تكون مكالمة عمل تنتظرها منذ أسابيع لأن عملها يعتمد على رنة الهاتف، ومضمون العمل الذي تمارسه أطياف كسرت فيه حواجز العادات والتقاليد التي مازالت مفروضة على الكثير من النساء العراقيات وأيضا بسبب البطالة التي تجتاح المجتمع العراقي.
الدراجة النارية "هواية وعمل"
أطياف، 24 عاما، تدرس حاليا في كلية التربية الرياضية ومعروفة في الوسط الرياضي فهي لاعبة طموحة حلمها العالمية مارست أنواع عديدة من الرياضة أبرزها كيكوشنكاي، ومواي تاي، وكونغ فو، وحصلت على عدة ميداليات ومراكز متقدمة توج بعضها بالفوز محليا وعربيا ودوليا، كما تستعد حاليا لبطولة العرب لكيكوشنكاي بتونس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
الجانب الآخر الذي لا يعرفه كثيرون هو أنها راكبة دراجة نارية محترفة علمت ودربت نفسها بنفسها كانت لسنوات تركب الدراجة التي تستعيرها من أحد أصدقائها لتجوب بها شوارع بغداد إلى أن استطاعت في العام الماضي شراء دراجة نارية بتكلفة مناسبة لتعتمد عليها في تنقلاتها.
تقول أطياف لـDWعربية: "أحب ركوب الدراجة وأتمنى المشاركة بمسابقة للدراجات النارية حيث أنني أسوق الدراجة بجميع مناطق بغداد وفي المناطق الشعبية ارتدي القبعة على شعري القصير لأبدو كشاب، وإذا حدث عطل بالدراجة أقوم بتصليحها بنفسي، لكن استخدامي الأول للدراجة النارية للذهاب إلى عملي بسبب تكاليف المواصلات".
تتابع حديثها "أعمل عاملا لبناء الطابوق أو كهربائي أو حفريات للمجاري أو مصورة لحفلات الأعراس وتزيين السيارات وغرف نوم العرسان، وببعض الأحيان اضطر للتأخر عن البيت إلى الساعة الثانية صباحا".
وتضيف أطياف "عملي يعتمد على رنة هاتف المحمول من أحد أصدقائي الذين أثق بهم، فإذا كان هنالك حاجة إلى شخص للقيام بأحد هذه الأعمال، فورا يتصل بي الأصدقاء لأقوم بعملي ولأحصل على أجري اليومي لأعيل نفسي وعائلتي".
مظهر الشاب
عائلة أطياف متواضعة الحال، وتسكن حاليا ببيت للإيجار في منطقة الأعظمية، شمالي بغداد، وبعد مقتل الأخ الأكبر والمعيل لهم أمام عيني أطياف عام 2007، بسبب الطائفية، أثرت كثيرا هذه الحادثة على نفسيتها ما جعلها تأخذ دور أخيها الكبير لإعالة نفسها والعائلة.
تقول أطياف لـDWعربية: "والدتي ربة بيت ووالدي يعمل كهربائيا وأختي الكبيرة مدرسة وأخي التوأم يعمل كاسبا".
تتابع الحديث "لكني من بينهم جميعا قوية أكثر وحازمة ولا أخاف كثيرا خصوصا بعد ممارسة رياضة الفنون القتالية لأنها علمتني كيف اعتمد على نفسي وكيف أدافع عن نفسي، وأعطتني القوة والصلابة لذلك حملت إعالة العائلة على ظهري نيابة عن أخي الكبير".
وتضيف "لكوني توأم مع أخ لي، من صغري أحب القصات القصيرة وملابس تميل للمظهر الذكوري لكن بقيت بهذا المظهر إلى الآن لأتجنب المضايقات والتحرش عند ركوب الدراجة والقيام بعملي بسبب مجتمعنا المحافظ".
بشعرها القصير وملابسها الفضفاضة ووشم على أنحاء متفرقة من جسدها معبرا عن حبها لأصدقائها الذين يساعدوها كثيرا، فالذي لا يعرف أطياف سيقول كأنها شاب لكن عندما يكتشف بأنها امرأة شابة قد تتغير النظرة وتبدأ المضايقات.
تقول أطياف: "تعرضت إلى انتقادات ومضايقات عديدة منها قيام مجموعة من الشباب بالتحرش بشكل غير لائق بعد خروجي من التمرين مع أحد من زملائي فاضطررت لاستخدام قوتي للدفاع عن نفسي، كما تعرضت إلى تهديدات لكوني أمارس رياضتي القتالية في أثناء التدريب مع ذكور".
وتضيف "عندما أخرج بمظهر الشاب سأتجنب العديد من المشكلات سواء عند ركوبي الدراجة النارية والقيام بعملي الصعب المقتصر على الرجال وحتى أكسر العادات والتقاليد وأعمل عملا حرا بسبب البطالة، لكن عند حدوث حفلة أو مناسبة أعود إلى مظهري الأنثوي".
الدعم العائلي
تحظى أطياف بدعم عائلي كبير، فتقول عن ذلك: "عائلتي تدعمني وتشجعني وتعتبرني فخر لهم وللعراق، صحيح أنهم يخافون علي كثيرا بسبب الأوضاع في البلاد لكنهم يعلمون مدى قوتي وصلابتي وكيف أفرض احترامي على الآخرين".
تضيف "الأقرباء والجيران أيضا نظرتهم مختلفة لي لأنهم عرفوا أخلاقي وطموحي، كما هنالك العديد من الأصدقاء الذين يحبوني ويدعموني".
في هذا السياق، تحدث مدرب نادي الأعظمية للعبة الكيكوشنكاي الكاراتيه، محمد اسماعيل، لـDWعربية عن أطياف قائلا: "تعرفت على اللاعبة أطياف عام 2009، ووجدت فيها روح القتال وعدم التردد والخوف وفي حينها قررت تدريبها ودعمها مستمرا بذلك إلى الآن".
ويمضي في القول متابعا "في الحياة العامة أطياف إنسانة مكافحة ومثابرة وعند ركوبها الدراجة لا تفعل شيئا خاطئا بل العكس أفادتها من ناحية المواصلات كما ستفيد الكثير من النساء العراقيات لكن تبقى المشكلة بمجتمعاتنا ذات النظرة القاسية على المرأة".
وعلى ضوء ذلك، تقول أطياف: "حاليا أقوم بتدريب بعض الشابات على ركوب الدراجات النارية وأنصح كل شابة عراقية بركوب الدراجة النارية لأن ركوبها سيقتصد الكثير من الأمور".
تتابع "كما أطلب من الجهات الحكومية الاهتمام بالرياضة النسوية في العراق لعدم وجود الدعم الكافي لأن لدينا طاقات رياضية شبابية هائلة بحاجة إلى الدعم لذلك حاولت أكثر من مرة الهجرة خارج العراق ومنها الذهاب إلى ألمانيا عام 2014، لكن والدتي منعتني خوفا علي، لكن إذا تكررت الفرصة سأعيدها أكيد لأحقق طموحي إلى العالمية".
فرح عدنان- بغداد
بغداد 2018 - انتصرت حرية الفرد وانهزمت الدولة!
بعد 15 عاماً من سقوط نظام صدام حسين، تروي الصور للعالم قصة بغداد، التي شهدت عشرات التغيرات على مدى التاريخ. العراقيون اليوم أحرار في كل شيء تقريبا لكنّ الدولة العراقية غائبة تماماً، و هذا يجعل حياة الناس أصعب.
صورة من: M. Rauf
ساحة الفردوس
إنها الساحة التي شهدت عام 2003 اسقاط تمثال صدام حسين إيذانا بنهاية دولته. وبعد كل هذه السنين ما زالت ساحة الفردوس تفتقد لمسةَ أناقة وفخامة رسمية، وبقيت بدون هوية، مكتفية بمواجهة مسجد الشهيد الظاهر (الصورة). وأقيم تمثال عشوائي في ساحة الفردوس بعد اسقاط تمثال صدام حسين، لكنه رُفع وبقيت منصته المشوهة.
صورة من: M. Rauf
نهاية الديكتاتور وبداية التغيير
صبيحة التاسع من نيسان/ أبريل 2003 شهدت ساحة الفردوس اسقاط تمثال صدام حسين فانتهت بسقوطه الدولة الديكتاتورية، التي حاربت كل جيرانها وعاش في ظلها شعب العراق 13 عاماً من الحصار. هذا التغيير المصيري أحدث انقساماً في العراق وفي المنطقة والعالم، ما زالت آثاره ظاهرة حتى اليوم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
حرية الكلمة وحرية الرأي
أعتاد العراقيون بعد سنوات من التغيير على حرية الرأي ويقولون اليوم كلمتهم من عشرات المنافذ الإعلامية العراقية متلفزة أو إلكترونية أو ورقية أو إذاعية. الصورة لمقهى في الكرادة اسمه" كهوة وكتاب" يجتمع فيه عشاق الكتاب والثقافة رجالاً ونساءً حتى ساعةٍ متأخرةٍ من الليل ويعيشون بعيداً عن أزمات العاصمة. ثقافة العراقيين باتت حرةً بعد زوال عقيدة الحزب الواحد وأقوال القائد الضرورة .
صورة من: DW/M. S. Almalaika
غياب الأمن والكهرباء أمراض مستدامة؟
يكاد غياب الأمن عن العاصمة يصبح أمراً معتاداً يعيش معه الناس ومع نتائجه الكارثية، فالحواجز الخرسانية تقطع أكثر من نصف شوارع العاصمة. هنا في الصورة حواجز في شارع بمنطقة الكرادة، المركز الثقافي المتجدد في بغداد. وتظهر الصورة أيضاً أسلاك شبكات الكهرباء البديلة، المرتبطة بمولدات محلية، تطفي نوعا من القبح على شوارع العاصمة، حيث ماتزال الكهرباء غائبة.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
المركز العراقي للسلام
محطات ثقافية غير رسمية تنتشر في بغداد بشكل شبه إسبوعي وتتجدد. منها المركز العراقي للسلام (هنا في الصورة مدخله)، ويمثل مساحة حرة للشباب لتعلم الموسيقى ولصناعة الإبداع ونشر ثقافة التسامح والمحبة، عبر مبادرة فردية دعمها صاحب البيت، الذي أجره لهم بسعر رمزي. وفي ظل غياب الدولة، ينشط الأفراد لترميم النسيج الاجتماعي والوطني.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
وسائل عراقية لمكافحة أزمة الكهرباء
تنتشر في كل مناطق العراق مولدات تيار كهربائي محلية. وعلى الناس أن ينتقلوا إلى خدمتها حال انقطاع التيار الرسمي، ولهذا يحتاجون إلى مفتاح تغيير التيار (الصورة)، وهو جزء من خدمات الشبكة البديلة، التي يعتمد عليها العراقيون في غياب الدولة؛ رغم أن الحديث يدور عن انفاق الحكومة 30 مليار دولار لاصلاح الشبكة، غير أنه لم ينتج عن تلك المليارات شيء.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
الحافلات الحمراء عملة نادرة !
شبكة الحافلات العامة، التي تنقل الركاب انهارت في عام 2003 ونُهبت أغلبُ مخازن ومرائب الحافلات بالعاصمة، ثم عادت الدولة لتشغل حافلات جديدة اقتصرت خدمتها على مناطق محدودة جداً في مركز بغداد. ويشكو العراقيون من سوء توقيتها وعدم انتظام سيرها في الشوارع المكتظة.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
شوارع مختقنة وسيارات فارهة في كل مكان
شوارع العاصمة بدون استثناء مختنقة على مدار اليوم، ويشكو الناس من تدفق السيارات دون حساب على شوارعهم، كما أنّ قوانين المرور غائبة، وعناصر شرطة المرور لا يجرؤن على محاسبة أي مخالف في أي مكان تقريباً. الملفت للنظر أنّ السيارات الأمريكية واليابانية الفارهة تجوب الشوارع بأعداد كثيرة، ما يدل على ارتفاع مستوى دخل الفرد . الصورة هنا في ساحة المستنصرية ببغداد.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
أطفال وسط الطريق والقمامة تحتل الأرصفة
يجري الاعتداء على الأرصفة وشُغلها بغير ما بُنيت لأجله. وتُرمى القمامة بشكل عشوائي في مناطق عدة من العاصمة. هنا في الصورة، أقام أحدهم منصة عالية مسيجة لعرض بضاعته فقطع الطريق، والفسحة التي تلي المنصة باتت مكبّ قمامة، فيما شغلت مظلة الحارس ما تبقى من الرصيف، ولم يبق للمشاة وللصغار إلا الشارع مساحة لحركتهم. الصورة في شارع النضال بقلب بغداد.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
عبد الكريم قاسم عاد ليتحدى قتلته
ما إن سقط نظام صدام حسين حتى سارع عشاق الزعيم الركن عبد الكريم قاسم إلى إقامة تمثال له بمنطقة "رأس القرية" التي شهدت محاولة اغتياله بمشاركة صدام حسين عام 1959. الزعيم الفقير عبد الكريم قاسم قتلته حكومة البعث الأولى عام 1963. والتمثال جرى نصبه وتشجير الحديقة المحيطة به بجهد شخصي من محبي هذه الشخصية، وغابت الدولة عن كل ذلك.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
موتور دفع المياه
في كل بيت ومبنى يوجد موتور لسحب ودفع المياه، والسبب هو ضعف تدفق الماء، القادم من شبكة التغذية الحكومية. المياه الحكومية تصل الناس ملوثة وغير صالحة للشرب، لذا يعتمد العراقيون على مياه الشرب المعبأة في قنانٍ بلاستيكية. ويدور حديث عن عدم ثقة الناس في المياه المعبأة أيضاً بسبب غياب الرقابة الصحية للدولة على المصانع. الصورة هنا في مدخل مبنى بشارع الرشيد.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
غسيل السيارات في غياب القانون
في شوارع العاصمة بغداد وباقي الطرق في كل أنحاء البلد تقريباً، أقام بعض المخالفين للقانون محطات غسيل السيارات، حيث يكسرون أنابيب شبكة المياه الوطنية ويقومون بتركيب مضخات ضغط عالٍ لاستخدامها في غسيل السيارات. ويجري هذا الأمر تحت أنظار الحكومة والدولة، بل ويقوم أغلب سائقي السيارات الحكومية بغسيل سياراتهم في هذه المحطات. الصورة هنا في منطقة الحبيبية ببغداد، قرب قناة الجيش.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
مول في الكرادة
عرف العراقيون المولات التجارية بعد عام 2003، وباتت متنفساً لهم للتسوق وتناول الطعام وقضاء وقت ممتع. وتنتشر في بغداد مولات أهلية تمثل نزوعاً استهلاكياً عالياً لدى الناس، وتمارس نشاطها التجاري والاجتماعي بعيداً عن سلطة الدولة، وهو أمر لم يكن ممكناً في عهد صدام حسين، الذي كانت دولته تسيطر على التجارة عبر نظام "الأسواق المركزية".
صورة من: DW/M. S. Almalaika
المسيحيون- حضور خجول يغلفه الخوف
ادى التخندق الطائفي والديني والأثني، الذي عمّ العراق منذ التغيير، إلى هجرة أغلب العراقيين وخاصة من المكونات الصغرى، التي يمثل المسيحيون أكبرها. الصورة لروضة أطفال ومدرسة مسيحية في منطقة الكرادة الشرقية مقابل مستشفى الراهبات، وهي من المظاهر المسيحية القليلة الباقية في العاصمة.
صورة من: DW/M. S. Almalaika
المدارس الأهلية في كل مكان
شاعت في العاصمة بغداد، بصفة خاصة، المدارس الأهلية، بسبب ضعف مستوى التعليم في المدارس الحكومية. ويتندر العراقيون على المدارس الحكومية بسبب غياب سلطة الدولة والفساد المستشري في أجهزتها. ويمتنع طلبة الصف السادس الإعدادي (الثانوي) لمدة 3 أشهر عن الحضور؛ ليتفرغوا للدراسة في المدارس الأهلية، التي تضمن لهم معدلاً عالياً يؤهلهم للقبول في الجامعات! هنا صورة لمدرسة أهلية في حي الشعب جنوب شرق العاصمة .
صورة من: DW/M. S. Almalaika
أسوار لحماية المصارف في قلب العاصمة !
الصورة في شارع الرشيد بقلب بغداد، حيث أقامت الدولة سياجاً معززاً بالأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة لحماية مجمّع المصارف، الذي يضم البنك المركزي العراقي وفيه احتياطي الذهب والعملات الصعبة وبنك الرافدين، أكبر مصرف عراقي . الجدار الكبير قطع شارع الرشيد وحوله إلى ممر للباعة المتجولين وعربات الحمالين.البنك المركزي العراقي تعرّض لعمليات سطو مسلح كبرى متعددة. ملهم الملائكة - بغداد