لحظات رمي أجسام نارية من قبل المشجعين من مدرجات الملعب إلى وسطه هي لحظات حزينة، عاشها مشجعو كرة القدم في ألمانيا في الأسبوع الأخير من منافسات الدوري للدرجتين الأولى والثانية. وكانت مباريات فريق كولونيا الأخيرة في الدوري، والتي تخللها باستمرار رمي أجسام نارية إلى داخل الملعب ومصادمات مع مشجعي الفرق الأخرى، وأيضا مباراة إياب الملحق المؤهل لدوري الدرجة الثانية بين فريقي كالرسروه وريغينسبورغ، في ملعب الأول، والتي اندلعت فيها أعمال عنف وشغب بين الجماهير والشرطة أدت إلى إصابة أكثر من 70 شخصا واعتقال أكثر من 100 شخص من قبل الشرطة.

أما المباراة الأكثر شغبا في الدوري، فكانت بين فورتونا دوسلدورف وبين هيرتا برلين في إياب دور الملحق المؤهل إلى دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، والتي وُصفت بـ"الفضيحة الكروية"، وذلك بعد إيقاف الحكم للمباراة قبل دقيقتين من انتهائها بسبب دخول مشجعي فريق فورتونا دوسلدورف إلى ساحة الملعب واحتفالهم بفريقهم قبل صفارة الحكم النهائية.

أسلوب جديد من شغب الملاعب

أعمال الشغب ليست جديدة على الملاعب الألمانية، ففي ثمانينات وتسعينات القرن الماضي كانت قد حدثت أحداث عنف كثيرة، لكن نوعية أحداث الشغب في الموسم المنصرم كانت من نوعية خاصة وتختلف عن سابقاتها كثيرا. فولكر لانغه، مسؤول الشرطة المكلف بحماية مباريات كرة القدم في مدينة كولونيا الألمانية، وصف أسلوب المشاغبين في الملاعب بأنه "نمط جديد يختلف عما كان عليه أسلوب الشغب سابقا، فالشغب الجديد يتخذ أسلوبا منظما يراد منه التشويش على سير المباراة".

استعمال المشاعل النارية داخل الملاعب

هارالد لانغه، الأستاذ في مؤسسة "ثقافة التشجيع" أشار من جانبه إلى أن الكثير من مشجعي كرة القدم لا يجدون ضررا في استعمال المشاعل النارية داخل الملعب، التي تصل درجة حرارتها إلى 1000 درجة مئوية. هارالد لانغه، أوضح بأن من يستعمل هذه الأجسام النارية داخل الملعب "يرى بأنها ستزيد من جمالية المباراة، وإنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بتشجيع كرة القدم، لذلك يحافظ هؤلاء على استعمال هذه المشاعل النارية داخل الملعب".

أما خبراء الحرائق في ألمانيا فقد حذروا من جانبهم من استعمال الأجسام النارية بجميع أنواع ، لما تشكله من خطر على صحة المشجعين، لأنها قد تؤدي إلى أعراض صحية خطيرة، كضيق التنفس والحروق الجلدية.

الاتحاد الانكليزي لكرة القدم، قرر مثلا منع استعمال جميع الأجسام النارية في الملاعب، ومن يقبض عليه متلبسا يعاقب عقابا شديدا وقد يمنع من زيارة الملاعب طيلة حياته، فلذلك تنعدم هذه المظاهر السلبية في إنجلترا.

منتدب إدارة فريق كولونيا لمشجعي النادي، راينر ميندل، أيد تطبيق هذه القوانين الانكليزية في الملاعب الألمانية ووصفها بالجيدة وطالب أيضا المؤسسات الألمانية بالإسراع في معاقبة المخالفين لهذه القوانين، بدلا من الانتظار لفترات طويلة لقرارات المحاكم المختصة.

مشكلة تحت السيطرة

لكن فولكر لانغه، من شرطة كولونيا، ورغم زيادة أحداث الشغب في الملاعب الألمانية، قلل من أهمية ذلك وأشار إلى أن هذه الأحداث الشغب ورغم خطورتها، لم تؤد إلى مقتل أو إصابة أحد ما بإصابات بليغة . ووصف الوضع في الملاعب في ألمانيا بأنه "دون مشاكل كبيرة"، وأن الشرطة "عندها مشاكل فقط مع بعض المشجعين الذين يبالغون في طرق تشجيعهم لفرقهم".

أوليفيا فريتز/ زمن البدري

مراجعة: عبد الرحمن عثمان