أعياد الميلاد في ألمانيا.. جذور في الماضي وعادات مكتسبة
٢٤ ديسمبر ٢٠٢١
العديد من الطقوس والعادات التي تصاحب الاحتفالات بأعياد الميلاد ضاربة في القدم تناقلتها الأجيال، غير أن بعضها نشأ حديثا وظهر في ضوء التطورات الاجتماعية والثقافية التي عرفتها ألمانيا خلال القرنيين الماضيين.
إعلان
تعد ظاهرة إشعال الشموع في أيام الأحد الأربعة السابقة لعيد الميلاد أحد أهم الطقوس في فترة الاستعداد لإحياء أعياد الميلاد في ألمانيا. وهي عبارة عن أربع شموع مثبتة وسط رزمة من الزخارف، التي تزين في العادة أشجار عيد الميلاد. وبعد أن أصبح التيار الكهربائي في كل بيت، تحولت الشموع إلى مصابيح صغيرة تعلق على أبواب المنازل ويتم إنارة واحدة منها كل يوم أحد. والملفت للانتباه هو أن هذه العادة، رغم ارتباطها باحتفالات أعياد الميلاد، فهي ليست مغرقة في القدم.
لقد تمت إنارة أولى الشموع في العام 1838، حسب ما روته المرشدة السياحية في مدينة كولونيا أنجيليكا مارك زوبل. وارتبط ظهور هذه العادة بقسيس بروتستنتي كان يعيش في شمال ألمانيا. وكان القسيس يلتقي مع الحرفين كل يوم بعد انقضاء يوم العمل في إحدى مجمعات سكن الحرفين، الذين كانوا يعكفون على تلاوة الإنجيل. وجرت العادة لديهم أن يشعل كل يوم شمعة وذلك طوال 25 يوما. بيد أن اقتناء تلك الشموع كان بالنسبة للحرفيين مكلفا جدا، ما حدا بهم في السنة التالية إلى الاكتفاء بإشعال شمعة واحدة فقط في أيام الأحد الأربعة السابقة لعيد الميلاد.
اختلاط العادات البروتستنتية والكاثوليكية
وانتشرت هذه العادة بسرعة لدى الطائفة البروتستنتية في ألمانيا خاصة في دور العبادة ثم انتقلت إلى ملاجئ الأطفال والمدارس وأخيرا البيوت. وبعد الحرب العالمية الثانية انتشرت هذه العادة أيضا في أوساط الطائفة الكاثوليكية. وترى زوبل أن هذا الأمر يعد من الأمور الملفتة للانتباه، إذ جرت العادة في ألمانيا أن تأخذ الطائفتين بعض الطقوس من بعضهما، بل وصل الأمر مع تقادم السنين إلى حد ابتكار طقوس مشتركة. فقد أضحت الشموع الاحتفال بأيام الأحد الأربعة السابقة لعيد الميلاد تزين مختلف البيوت والمكاتب والمحلات في ألمانيا.
شجرة الميلاد والعناقيد المضاءة
أما شجرة الميلاد، التي علقت على غصونها عناقيد إضاءة مختلفة الأشكال ومزركشة الألوان، فهي تعد أحد أهم مظاهر الاحتفالات بأعياد الميلاد. ويعود اقتناء وتزيين شجرة الميلاد إلى القرن التاسع عشر واقتصر في البدء على الأسر الميسورة والأغنياء فقط. وتعتقد المرشدة السياحية أن هذه الأشجار تزين بثلاث وثلاثين شمعة، وهي السنوات التي عاشها المسيح. ومن الأرجح أن تكون الشموع، حسب المرشدة، قد استبدلت مع تقادم القرون بعناقيد الإضاءة، التي تعكس الضوء بشكل أفضل.
ط.أ/م.س
من بودابست إلى برلين.. مدن أوروبية تتزين بأضواء "الميلاد"
مع اقتراب ليلة عيد الميلاد تضيء الزينة والأضواء الشوارع بشكل احتفالي مبهر وألوان مبهجة وساحرة في جميع أنحاء أوروبا،. بالصور نستعرض مشاهد احتفالية مميزة من مدن أوروبية مزينة بأشجار الميلاد متلألئة رغم انتشار كورونا.
صورة من: Arnd Wiegmann/REUTERS
فيينا - النمسا
ترامب والانسحاب الجزئي
منذ 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، أضيئت شوارع فيينا وساحاتها بأضواء احتفالية متلألئة. ويمكنك رؤية أضواء عيد الميلاد على طول شارع التسوق النابض بالحياة في فيينا "غرابين"، حيث يمكن للأشخاص الذين تم تطعيمهم أو تعافوا من فيروس كورونا كوفيد 19 على الأقل الاستمتاع بالمزاج الاحتفالي.
صورة من: Georg Hochmuth/APA/picturedesk.com/picture alliance
براغ - جمهورية التشيك
تزين شجرة الميلاد الكبيرة بطريقة مميزة واحتفالية وسط مدينة براغ على الرغم من أنه لا يتم تزيينها عادة بحسب التقليد حتى صباح عيد الميلاد. كما تنتشر أسواق عيد الميلاد المختلفة في المدينة وتدعو الزوار لتذوق الحلوى التشيكية التقليدية "تردلنيك"، وهي عبارة عن معجنات مغطاة بمسحوق السكر والجوز.
صورة من: Hurin Martin/dpa/CTK/picture alliance
كوبنهاغن - الدنمارك
تجتذب مدينة ملاهي "تيفولي" الشهيرة عالمياً الزوار من جميع أنحاء العالم في أي وقت من السنة. ومع ذلك، فإن فترة الميلاد تضيف عليها سحراً خاصاً للغاية. تُزين الحديقة بأكملها لعيد الميلاد مع الكثير من الأضواء. وبالطبع يزور بابا نويل مع حيوان الرنة سوق الكريسماس "الميلاد الكبير".
صورة من: Oliver Förstner/Zoonar/picture alliance
بالما - أسبانيا
مايوركا، جزيرة العطلات الأكثر شهرة وشعبية لدى الألمان، تتألق في روعة ما قبل عيد الميلاد، وخصوصاً بأنها تتميز بوجود شجرة عيد الميلاد التي يبلغ ارتفاعها 27 متراً (88 قدماً) أمام كاتدرائية بالما. يضيء حوالي 4200 مصباح، وأكثر من 415 كيلومتراً (258 ميلاً) من الأضواء الخيالية عاصمة الجزيرة. مشهد جميل جداً إلا أنه مكلف للغاية أيضاً، إذ تبلغ التكلفة ما يقرب من 1.5 مليون يورو.
صورة من: Isaac Buj/dpa/picture alliance
بازل - سويسرا
كل عام، تجعل مئات الأكشاك وعدد لا يحصى من الأضواء من بازل واحدة من أجمل مدن عيد الميلاد في أوروبا. لا سيما وسط المدينة القديمة الذي يتألق في روعة احتفالية. وتجذب المتاجر الكثيرة السياح والسكان المحليين على حد سواء لشراء هدايا جميلة. ومع ذلك، نظراً لوباء كورونا، لا يُسمح بالدخول إلى السوق إلا بجواز كوفيد، وهو شهادة تطعيم سارية المفعول.
صورة من: Georgios Kefalias/KEYSTONE/picture alliance
كاتوفيتشي - بولندا
تحت شجرة عيد الميلاد المزينة بشكل جميل في ساحة السوق في كاتوفيتشي، يستمتع الزوار بروح الأعياد. ويفرح الصغار والكبار بالألعاب المختلفة كالأرجوحة وحلبة التزلج على الجليد. ومن المؤكد أن أولئك الذين ما زالوا بحاجة لشراء الهدايا سيجدون شيئاً مناسباً في الأكشاك المتعددة، التي تبيع زينة عيد الميلاد والصناعات اليدوية وتخصصات الطهي.
صورة من: Beata Zawrzel/Nur Photo/picture alliance
بودابست - المجر
تصدر سوق الميلاد في العاصمة المجرية بودابست قائمة أجمل أسواق الميلاد في أوروبا لعدة سنوات. وبعد إلغائه بسبب جائحة فيروس كورونا العام الماضي، سمح مسؤولو المدينة بإقامته مجدداً هذا العام، ولكن فقط لاستقبال الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو تعافوا مؤخراً من عدوى كورونا.
صورة من: Bernadette Szabo/REUTERS
ستوكهولم - السويد
الأزقة الخلابة لمركز ستوكهولم التاريخي، تتألق بزينتها الرائعة خلال الأمسيات الباردة. في سوق الميلاد التقليدي في متحف (Skansen) المفتوح، يمكن للزوار صنع الشموع الخاصة بهم أو مشاهدة تحضير الخبز.
صورة من: Alexander Farnsworth/picture alliance
لندن - المملكة المتحدة
كما هو الحال في كل عام، تتألق شجرة عيد الميلاد النرويجية في ميدان ترافالغار بلندن. شجرة التنوب هدية من مدينة أوسلو تقديراً للدعم البريطاني أثناء احتلال ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. ولكن بالنسبة لمعظم المارة، فعلى الأرجح أنها مجرد واحدة من العديد من أماكن عيد الميلاد المزينة بشكل جميل في العاصمة.
صورة من: Matt Dunham/AP/picture alliance
بروكسل - بلجيكا
تصبح العاصمة البلجيكية أرض العجائب الشتوية الملونة عندما تستضيف الساحة المركزية (غراند بالاس) وميادين المدينة الأخرى أسواق عيد الميلاد. إذ يقام مئات من الأكواخ الخشبية الصغيرة والآلاف من الأضواء التي تعكس أجواء احتفالية مميزة. وإذا كنت ترغب في الهروب من الزحام والضجيج لبضع دقائق، فيمكنك القيام ببعض الدورات في دولاب الملاهي.
صورة من: Nicolas Maeterlinck/BELGA/dpapicture alliance
برلين - ألمانيا
أجواء احتفالية مميزة في العاصمة الألمانية ببرلين مع اقتراب عيد الميلاد، تناسب الصغار والكبار، حيث تزين الإضاءة والألوان والألعاب شوارع المدينة وأسواق الميلاد الكثيرة المنتشرة في أنحاء المدينة، ولكن الدخول يقتصر على الأشخاص الملقحين أو الذين تعافوا من كورونا. إعداد: صوفي ديزموند/ مارتن كوخ/ ر.ض.