مما لا شك فيه أن اتباع أسلوب حياة صحي يقى من الإصابة من أمراض القلب، ولكن لا يكفى فقط ممارسة الرياضة أو اتباع الأنظمة الغذائية الصحية حيث رصد أطباء القلب مؤخرا أسبابا غريبة لا نعرفها وراء الإصابة بهذه الأمراض.
إعلان
على الرغم من اتباع الكثيرين للرياضة وتناول الأطعمة الصحية وعدم التدخين، إلا أنهم ربما يكونون عرضة لللإصابة بأمراض القلب لأسباب لا تخطر على البال. خبراء أمراض القلب والأوعية الدموية في جمعية أمراض القلب الأمريكية رصدوا أسبابا غريبة للإصابة بأمراض القلب نشرها موقعا "ومنزهيلث" و"ريدرز دايجست" وكان أغربها البلوغ المبكر لدى السيدات. فطبقا للخبراء في الجمعية فإن بلوغ الفتيات قبل سن الثانية عشر يزيد احتمالات الإصابة بالأمراض القلبية بنسبة 10% مقارنة باللاتي بلغن في وقت لاحق.
عقاقير التنحيف
ومن أخطر أسباب الإصابة بأمراض القلب كانت عقاقير التنحيف التي تؤدي إلى الإصابة بالأزمة القلبية، حيث أكدت الدكتورة أمبر خانا من مستشفى جامعة كلورادو في حوار مع موقع "ريدرز دايجيست " أن تلك العقاقير لا تساعد على إنقاص الوزن كما يعتقد البعض ولكنها مضرة وربما تؤدي للوفاة. فعقاقير التنحيف تحتوى على تأثير محفز للجسم يرفع معدلات ضغط الدم ويزيد من نبضات القلب إذا تم تناولهم لفترات زمنية طويلة.
الانفلونزا
وكانت الأنفلونزا التي تصيب الكثيرين في كل أوقات العام أحد المتهمين في الإصابة بأمراض القلب. فقد أكدت دراسة نشرتها مؤخرا دورية " نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين" أن الإصابة بالأنفلونزا الشديدة ربما تؤثر على القلب حتى بعد مرور عام على الإصابة. فهناك أنواع من البكتيريا والفيروسات يمكن أن تنتقل إلى القلب بسبب الأنفلونزا وتكون قاتلة. فإذا شعر مريض الأنفلونزا بأي ضيق في التنفس أو ألم في الصدر أثناء النوم فعليه التوجه فورا للطبيب للتأكد من صحة القلب.
الوحدة القاتلة
هل تصدق أن الوحدة يمكنها أن تقتلك! نعم هذه حقيقة، فالعزلة وعدم الاندماج مع الآخرين يزيدان من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية بنسبة 30% حسبما ذكر موقع "ومنزهيلث" نقلا عن دورية "هارت جورنال الأمريكية ". وينصح الأطباء بعدم استخدام وسائل التواصل الإجتماعى بكثرة والاعتماد عليها في التواصل مع الآخرين، إذ يجب الخروج مع الأقارب والأصدقاء أو اقتناء حيوان أليف لتحسين مستوى آداء القلب .
الحمل
الحمل وتربية الأطفال هما حلم كل إمراة، لكن في الحقيقة ربما يؤثر ذلك على صحة القلب إذا لم تتبع المرأة الطرق السليمة للحفاظ على أسلوب حياة صحي. فالحمل والمجهود المبذول في تربية الأطفال يزيدان من تدفق الدم في الدورة الدموية والقلب، لذا فإن الحفاظ على معدلات طبيعية لضغط الدم وتناول الطعام الصحي من شأنهما أن يساعدا في عدم تعريض حياة المرأة للخطر في سنوات العمر المتقدمة.
الاكتئاب
الاكتئاب لا يؤدي فقط إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بالأمراض القلبية وإنما ربما يقتلك أيضا! هذا ما أكدته دراسة في"الكلية الأمريكية لأمراض القلب" في دورتها العلمية الـ 66 عام 2017 . وليس واضحا بالتحديد الصلة بين الاكتئاب والوفاة بأمراض القلب، ولكن تقول الدراسة إن مرضى الاكتئاب يعانون من ارتفاع الكوليسترول والضغط والذي يرتبط كل منهما بأمراض القلب، حسب ما جاء في تقرير موقع "ريدرز دايجست".
الذكريات المؤلمة
كما أكدت دراسة نشرت في دورية "سيركوليشن" أن الذكريات المؤلمة ترفع من معدلات الإصابة بأمراض القلب مثل الجلطات أو السكتة القلبية. ووجدت الدراسة أن السيدات اللاتي تعرضن لما يقل عن 3 أحداث مؤلمة في طفولتهن مثل التحرش أو التعرض لحوادث مؤلمة أو كن ضحايا لأعمال عنف زادت لديهن احتمالات الإصابة بأمراض القلب في سن متقدم.
س.م/ ع.ج
القلب - الجهاز النابض العجيب
القلب هو العضو الرئيسي المحرك للدم في الجسم. كيف يعمل هذا العضو الفعال الذي لا يتجاوز حجمه حجم قبضة اليد؟ وماذا يحدث حين يتعذر على القلب لأي سبب من الأسباب العمل بصورة طبيعية؟ الصور والرسوم التوضيحية التالية تبين ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa
القلب – المضخة العجيبة
القلب هو عضو عضلي مجوف تتقلص عضلاته ما يقارب سبعين مرة في الدقيقة ويضخ بهذه النبضات نحو عشرة آلاف لتر من الدم في اليوم الواحد إلى جميع إنحاء الجسم. ويقوم القلب بعملية ضخ هذه الكميات الكبيرة على مدى الحياة. وفي بعض الأحيان، كما عند إجراء التمارين الرياضية، يزيد القلب كمية ضخه للدم إلى خمس مرات عن المعتاد.
صورة من: Zoonar/picture alliance
عمل مزدوج للقلب
يتكون القلب من قسمين وكل قسم من القلب يحتوي على أذين وبطين. وجسم الإنسان يتكون من جهازين لدوران الدم وليس من جهاز واحد. لأن القسم الأيمن من القلب يضخ الدم إلى الرئتين لتزويد الدم بالأوكسجين، وفي الوقت نفسه يضخ القسم الأيسر من القلب الكمية نفسها من الدم إلى أنحاء الجسم. وترتبط أجزاء القلب مع بعضها بصمامات تسمح بمرور الدم باتجاه واحد وتمنع رجوعه في الاتجاه المعاكس.
جهد عضلي مضن
القلب هو عبارة عن عضلات من نوع خاص تشبه العضلات الموجودة في اليدين أو الساقين من حيث سرعة وقوة تقلصها. ولكن الذي يميز عضلات القلب عن غيرها هو قابليتها للعمل لفترة طويلة بدون تعب أو كلل. بالإضافة إلى ذلك فان خلايا نسيج عضلة القلب ترتبط مع بعضها البعض مشكلة شبكة كبيرة، كما يظهر في الصورة، والتي تساعد القلب على العمل كعضلة واحدة أثناء النبض.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخلايا المحفزة لنبض القلب
هل حاولت يوما أن ترغم قلبك على إيقاف نبضه؟ حتى وان حاولت فانك لن تستطيع، لأن القلب لا يمكن السيطرة على عمله عن طريق الخلايا العصبية وإنما عن طريق الخلايا المولدة للنظم الجيبية الأذينية. وهي خلايا تقع في جدار الأذين الأيمن وتقوم بتنظيم عمل القلب عن طريق توليد الإشارة المحفزة له بشكل دوري. وفي حال تعذرها عن ذلك تقوم بدلا عنها العقدة الأذينية البطينية بتوليد الإشارة.
صورة من: picture-alliance/dpa
جهاز مزيل الرجفان
في حالة تعذر القلب عن العمل بصورة طبيعية، كما في حالة الرجفان البطيني، أي توقف القلب عن العمل بسبب خلل في منظومة القلب تؤدي إلى ارتجاف البطينين بدل انقباضهما، يستخدم جهاز مزيل الرجفان الذي يقوم بإعطاء صدمة كهربائية تنهي الاضطراب في نقل الإشارة الكهربائية في القلب وتعيده للعمل بصورة طبيعية. هذا الجهاز متوفر حاليا في معظم الأماكن وسهل الاستعمال.
صورة من: picture-alliance/dpa
جهاز مولد نبضات القلب
وإذا كان نبض القلب بطيئا جدا، يستعان عند هذه الحالة المرضية بجهاز طبي يزرع في جسم الإنسان يقوم بتوليد نبضات الكترونية ترسل إلى عضلة القلب. هذا الجهاز الطبي تم استعماله لأول مرة في عام 1958 والنوعيات الحديثة منه تستطيع العمل في جسم الإنسان لمدة تتراوح بين خمسة أعوام واثني عشر عاماً.
صورة من: picture-alliance/dpa
عملية القلب المفتوح
كان الأطباء يرغمون على إيقاف عمل الدورة الدموية في الجسم عند إجراء عملية جراحية في القلب. ولكن في خمسينات القرن الماضي اكتشف الجراحون طريقة جديدة مكنتهم من حل المشكلة عن طريق استعمال جهاز يستخدم مؤقتا إثناء العملية الجراحية ويقوم بتزويد الدم بالأوكسجين ومن ثم إرساله إلى باقي الجسم، وفي هذه الحالة يقوم الجهاز بعمل القلب والرئة معاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
القسطرة الطبية
الطب الحديث بإمكانه الكشف الكامل عن عمل القلب والتعرف على مشاكله إضافة إلى القيام بتدخلات جراحية دون فتح بطن المريض. حيث يقوم الأطباء باستخدام عملية القسطرة، أي إدخال أنبوب معدني أو مطاطي في جسم الإنسان يتم عن طريقه إدخال أدوات جراحية وطبية وإجراء العملية الجراحية في قلب المريض.
صورة من: picture-alliance/dpa
صمامات اصطناعية للقلب
في حال تعطل صمامات القلب عن عملها الطبيعي أو في حال تآكلها يستعمل الأطباء بدلا عنها مواد بيولوجية بديلة مستخرجة من الخنازير أو صمامات معدنية. وفي الوقت الحاضر توجد أيضا صمامات اصطناعية صغيرة قابلة للامتداد، كما يظهر في الصورة، ويتم ربطها بقلب المريض عن طريق عملية القسطرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
قلوب ومضخات دم اصطناعية
عندما لا يعمل القلب بصور منتظمة كما في حالة ضعف القلب، يتم الاستعانة بمضخة دم لتكمل عمل القلب ويتم زراعتها في الجسم، إضافة إلى ذلك يربط قلب صناعي لمساندة عمل القلب القديم في جسم المريض، أما المشغل الآلي والبطاريات الخاصة بالمضخة والقلب الاصطناعي فتكون في العادة خارج جسم المريض.
صورة من: picture-alliance/dpa
قلب اصطناعي قيد التطوير
وفي الوقت الحاضر يقوم العلماء بتطوير قلب اصطناعي يقوم بمهام القلب الطبيعي بالكامل، وتمت تجربة هذا القلب الاصطناعي الجديد بنجاح على الأبقار. يحتوي هذا القلب، كالقلب الطبيعي، على بطينين اثنين وأربعة صمامات. لكن ما زال أمام العلماء وقت طويل والكثير من الأبحاث لغاية تطوير هذا القلب الاصطناعي وجعله بديلا ناجحا عن القلب الطبيعي.