ثلثا أعضاء الحزب الاشتراكي يؤيدون الائتلاف مع تحالف ميركل
٤ مارس ٢٠١٨
وافق 66 بالمائة من أعضاء الحزب الاشتراكي على الدخول في ائتلاف جديد مع التحالف المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، مزيلين بذلك العقبة الأخيرة من أمام تشكيل حكومة بعد خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية.
إعلان
هذه النسبة من الاشتراكيين صوتت لصالح التحالف مع حزب ميركل
00:48
أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي اليوم الأحد (الرابع من آذار/ مارس 2018) رسمياً أن أغلبية أعضائه (66 بالمئة) قد وافقوا على تشكيل ائتلاف حكومي مع التحالف المسيحي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل.
وأعلن الاشتراكيون أن نسبة التصويت بين الأعضاء بلغت 78.39 بالمائة من إجمالي أعضاء الحزب وأن .604239 أعضاء صوتوا بـ"نعم" لصالح الائتلاف الحكومي مقابل 123.329 عضواً رفضوا النسخة الجديدة من الائتلاف.
وبدورها بدت رئيسة كتلة الحزب في البرلمان الألماني "بوندستاغ" أندريا ناليس راضية بالنتيجة، مضيفة أنها لم تتوقع أن تصل نسبة الموافقين على الدخول في حكومة مع المستشارة ميركل إلى الثلثين: "أنا سعيد بذلك"، مؤكدة أن التصويت لن يؤدي إلى حدوث انشقاق في الحزب.
ومن جانبها عبرت المستشارة الألمانية وزعيمة التحالف المسيحي أنغيلا ميركل عن سعادتها وارتياحها بعد صدور نتيجة التصويت: "أتقدم بالتهنئة للحزب الاشتراكي الديمقراطي ويسعدني متابعة التعاون معه لرفاه بلدنا".
ومن المقرر أن ينتخب البرلمان الألماني المستشارة ميركل لولاية رابعة في الرابع عشر من آذار/ مارس الجاري.
وبذلك أخرج الاشتراكيون ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من أزمة سياسية كانت محتملة. كما أنهم مهدوا الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة بعد نحو خمسة أشهر من الانتخابات التي أجريت أواخر أيلول/ سبتمبر 2017 والتي أعقبها مفاوضات فاشلة بين تحالف ميركل المسيحي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، مما اضطر ميركل للتفاوض مع الاشتراكيين لتشكيل ائتلاف موسع مع الاشتراكيين.
وكان استطلاع للرأي أجراءه معهد انتراتيست ديماب بتكليف من القناة الأولى في التلفزيون الألماني "أيه آر دي" أن غالبية أعضاء الحزب الاشتراكي تؤيد الدخول في ائتلاف مع التحالف المسيحي المكون من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاجتماعي المسيحي البافاري. وأظهر الاستطلاع أن نسبة المؤيدين في صفوف الحزب الاشتراكي يبلغ 66 بالمائة، أي بزيادة 15 بالمائة عن استطلاع سابق قبل أسبوعين.
الحزب سيتمهلفيتقديمقائمةوزرائه
وقال أولاف شولتس، الذي يتولى رئاسة الحزب الاشتراكي بالنيابة، إن الحزب يعتزم التمهل في الإعلان عن الشخصيات التي سيرشحها لتولي الحقائب المخصصة للحزب وذلك وفقاً لما كان مخططاً له من قبل بالفعل. وأعلن شولتس أنه سيكون من بين الوزراء الاشتراكيين بعض الوزراء الحاليين بالإضافة إلى شخصيات لم تتولى حقائب وزارية من قبل، مضيفاً أن القائمة ستضم ثلاث نساء وثلاثة رجال لتولي الحقائب الوزارية الست المخصصة للحزب. يُشار إلى أن شولتس مرشح لتولي حقيبة المالية بالإضافة إلى منصب نائب المستشارة.
خ.س/ع.غ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
بالصور: طريق ميركل الصعب إلى ولاية حكم رابعة
الطريق أمام الولاية الرابعة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في منصبها كان طويلاً وصعباً، فقد مر بمراحل عديدة محفوفة بالمتاعب.
صورة من: Reuters/A. Schmidt
ميركل تترشح لولاية رابعة
في مؤتمر صحفي في الـ 20 نوفمبر/ تشرين الأول 2016 أكدت المستشارة أنغيلا ميركل ترشحها لولاية رابعة. ولو أنهت ميركل ولايتها الرابعة ستكون قد حطمت الرقم القياسي في مدة الحكم لـ14 عاما في المانيا الذي سجله المستشار كونراد أديناور بعد الحرب العالمية الثانية. لكنها ستعادل سلفها وراعيها السياسي هلموت كول الذي بقي مستشارا لـ16 عاما.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
صفعة الانتخابات
في الـ 24 من سبتمبر/ أيلول 2017 اسفرت الانتخابات عن نتائج سيئة لحزبي الائتلاف الحكومي المسيحي والاشتراكي بشكل غير مسبوق. وعلى إثر هذه النتائج بأقل من 20 في المائة من الأصوات، أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنه سيكون في صفوف المعارضة، فيما أعلن الحزب الليبرالي والخضر أنهم مستعدون لتشكيل ائتلاف مع حزبي الاتحاد المسيحي.
صورة من: Reuters/A. Schmidt
انطلاق مشاورات جامايكا
في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 بدأت مشاورات ما يُسمى بتحالف جامايكا، بين الحزب المسيحي والليبرالي والخضر. واتضح أن هذه المشاورات كانت صعبة للغاية. ورغم التوصل في البداية إلى نتائج مرضية، فإنها لم تكن كافية لتشكيل تحالف جامايكا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
الحزب الليبرالي يُفشل مشروع جامايكا
بعد أسابيع من المشاورات، خرج رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي كريستيان ليندنر في الـ 19 من نوفمبر/ تشرين الثاني للإعلان أمام الصحافة أن حزبه ينسحب من مشاورات جامايكا، وبات الوضع السياسي في ألمانيا مبهماً، لاسيما وأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يرفض المشاركة في حكومة مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
العدول عن دور المعارض
بعد تدخل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بإجراء مفاوضات مع رؤساء الأحزاب وبعد أخذ ورد داخلي أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أخيراً أنه مستعد للدخول في مفاوضات مع حزبي الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل لتشكيل حكومة ألمانية، نظراً للمسؤولية أمام البلاد. وبدأت هذه المفاوضات في الـ 7 من يناير/ كانون الثاني 2018.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
مفاوضات ائتلاف حكومي موسع
في مطلع يناير/ كانون الثاني التقى زعماء حزبي الاتحاد المسيحي أنغيلا ميركل وهورست زيهوفر والحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس ليعلنوا الشروع في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي موسع، بالرغم من وجهات النظر المختلفة في كثير من القضايا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
الاشتراكيون يتجاوزون عتبة مؤتمر بون
وبما أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي واجه معارضة قوية، لاسيما من شبيبة الحزب التي رفضت الدخول في ائتلاف حكومي جديد بزعامة ميركل، اضطُر الحزب لعقد مؤتمر حزبي خاص في بون للحصول على موافقة من الأعضاء على الدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف موسع. وقد صوت المشاركون في المؤتمر بفارق ضئيل للشروع في تلك المفاوضات مع أحزاب اليمين المحافظ بزعامة ميركل.
صورة من: picture alliance / Federico Gambarini/dpa
ميركل تهنئ الاشتراكيين
وتنفست قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الصعداء بقبول غالبية أعضائها الدخول في مفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي بدأت في الـ 26 من يناير/ كانون الثاني 2018، وهو ما رحبت به ميركل، ومهد عملياً لولاياتها الرابعة.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
شولتس يترك رئاسة الاشتراكي
وبالفعل لقد نجح الاشتراكيون في التفاوض بنجاح مع حزبي الاتحاد المسيحي، وتلقوا عدة وزارات هامة، بينها العدل والخارجية. وفي المساء ظهر رئيس الحزب الاشتراكي مارتن شولتس ليعلن انسحابه من قيادة الحزب، لأنه ينوي شغل منصب وزاري في الحكومة الجديدة بقيادة ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
نالس المرأة القوية في الاشتراكي
وبعد تراجعه إلى أدنى مستوى تاريخي له في الانتخابات الأخيرة (20. بالمائة) وهبوطه الحاد في استطلاعات الرأي بسبب خلافاته الداخلية، كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي يفضل الانتقال إلى المعارضة لالتقاط أنفاسه وإعادة ترتيب صفوفه، إلا أنه أدرك المسؤولية الوطنية الملقاة عليه بعد فشل مفاوضات جامايكا، ليتخذ موقفاً مختلفاً، واختار أندريا ناليس رئيسة جديدة للحزب.
صورة من: picture alliance/dpa/O. Berg
الاشتراكيون يصوتون لصالح البرنامج الحكومي
قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي شرعت في إرسال بطاقات انتخاب لمئات الآلاف من الأعضاء ليصوتوا على قبول اتفاقية الائتلاف الحكومي الجديد أم لا. وجاءت نتيجة التصويت مؤيدة باعتبار أن قيادة الحزب الاشتراكي ورئيسه السابق مارتن شولتس أحسنا التفاوض على برنامج الحكومة، فحصلا على عدة تنازلات في مجالات شتى مثل الصحة والوظائف، وفازا بست وزارات للحزب.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
ميركل تنجح في تجاوز الانتقادات الداخلية
مؤتمر الحزب المسيحي الديمقراطي في فبراير/ شباط ببرلين أعطى الضوء الأخضر للدخول في ائتلاف حكومي جديد مع الاشتراكيين رغم مواجهة المستشارة ميركل (63 عاماً) انتقادات لم تشهدها من قبل داخل حزبها الذي تقوده منذ حوالي عقدين. كما ندد عدد من مسؤولي الحزب المسيحي بالخط الوسطي الذي تعتمده ميركل وسياستها السخية في مجال الهجرة التي فتحت أبواب البلاد أمام أكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
إزالة العقبة الأخيرة في وجه ولاية رابعة لميركل
وافق أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بغالبية 66.02 في المائة على الدخول في تحالف جديد مع حزب أنغيلا ميركل التي بإمكانها الآن تشكيل حكومة بعد أكثر من خمسة شهور على انتخابات تشريعية أضعفت موقعها. ونوهت المستشارة بقرار قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعلقت في تغريدة على صفحة حزبها بالقول: "يسرني أن نواصل تعاوننا لما هو في صالح بلادنا".