أغلبية الألمان ضد مشاركة حزب البديل بأي حكومة في شرقي البلاد
٩ أغسطس ٢٠١٩
قبل فترة قصيرة من الانتخابات المزمعة في ثلاث ولايات شرقية تعد معاقل لحزب البديل من أجل ألمانيا، رفضت أغلبية الألمان تعاون أي حزب مع الحزب الشعبوي، مؤكدين أن الأداء السياسي سيزداد سوء في حال مشاركتة في الحكومات المحلية.
إعلان
قبل انتخابات البرلمانات المحلية في ثلاث ولايات في شرقي ألمانيا، رفضت أغلبية الألمان، وبنسبة بلغت 58 بالمئة، أي شكل من أشكال التعاون لأي حزب مع حزب البديل من أجل ألمانيا، هذا فيما رأى 37 بالمئة العكس تماماً، من بينهم 96 بالمئة من أنصار الحزب اليميني الشعبوي، حسب استطلاع للرأي أجرته القناة الثانية في التلفزيون الألماني ZDF نشر اليوم الجمعة (9 آب/أغسطس 2019). وبلغت نسبة الرافضين 59 بالمئة في غربي ألمانيا و50 بالمئة في شرقيها.
وستجرى انتخابات محلية في ولايتي سكسونيا وبراندينبورغ في الأول من أيلول/سبتمبر وفي ولاية تورينغن في نهاية تشرين الأول/أكتوبر المقبلين.
وتوقع 9 بالمئة من المستطلعة آراؤهم هاتفياً، والذين بلغوا 1307 ممن يحق لهم التصويت، أن يكون الأداء السياسي أفضل في حال مشاركة حزب البديل في أي حكومة في الولايات الثلاث، بينما رأى 69 بالمئة أنهم يتوقعون أن تؤدي تلك المشاركة إلى أداء سياسي أكثر سوء.
ومن المعلوم أن الحزب اليميني الشعبوي، يحظى بشعبية واسعنة نسبيا في الولايات الثلاث. فقد كشف استطلاع حديث نشر قبل أيام قليلة أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" يعد حاليا أقوى حزب في شرقي البلاد، حيث يمكن أن ينال أغلب أصوات الناخبين في الشرق إذا تم إجراء انتخابات البرلمان الألماني "بوندستاغ" في الوقت الحالي.
وبحسب استطلاع "زونتاغس ترند" (اتجاه الأحد) الذي يجريه معهد "إمنيد" لقياس مؤشرات الرأي لصالح صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية، يبلغ تأييد المواطنين لحزب البديل في شرقي ألمانيا 23 بالمئة، وبذلك يتقدم على حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والذي حصل على 22 بالمئة فقط من تأييد المواطنين في شرقي ألمانيا. وحل حزب اليسار الألماني المعارض ثالثاً بنسبة 14 بالمئة، ثم حزب الخضر بنسبة 13 بالمئة، ثم الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 11 بالمئة، وأخيراً الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) بنسبة 7 بالمئة، بحسب الاستطلاع.
خ.س/ع.ج (أ ف ب، د ب أ)
كيف تمول الأحزاب الألمانية حملاتها الانتخابية؟
لوحات الدعاية للمرشحين في الشوارع والمؤتمرات الانتخابية والشرح المفصل لبرامج الأحزاب، كلها أمور تكلف الأحزاب مبالغ طائلة. فمن أين تأتي الأحزاب الألمانية بالمال اللازم لتمويل حملاتها الانتخابية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
اعتماد كبير على التبرعات
تلعب التبرعات –بالإضافة لدعم الدولة الذي تحصل عليه جميع الأحزاب الأخرى- دوراً مهماً في تمويل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه المستشارة أنغيلا ميركل. وبلغت التبرعات التي حصل عليها الحزب في عام 2017 وحده، أكثر من مليوني يورو. أما تكاليف الحملة الانتخابية للحزب لانتخابات 2017 فقدرت بنحو 20 مليون يورو، وفقا لبيانات الحزب نفسه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
سرية تكاليف الحملة الانتخابية
أما حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي (الحزب البافاري)، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي، والذي يشكل معه ما يعرف بـ"الاتحاد المسيحي"، فلم يكشف عن تكلفة حملته الانتخابية لأسباب استراتيجية داخله. لكن توقعات الخبراء، التي تعتمد على حملة الحزب الأخيرة في عام 2013، تشير إلى أن تكلفة الحملة الانتخابية هذا العام تقدر بنحو تسعة ملايين يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
الحزب الاشتراكي يكسب أموالاً بنفسه
تكلفة الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال انتخابات عام 2013، تفوقت على كافة الأحزاب الأخرى وبلغت تحديداً 23 مليون يورو. وارتفعت إلى 24 مليون يورو خلال الحملة الانتخابية الحالية. وبدلا من الاعتماد بشكل كبير على التبرعات، يكسب الحزب الاشتراكي بنفسه أموالاً من خلال المشاركة في مؤسسات مختلفة، وهو ما يدر على الحزب سنوياً نحو مليوني يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
اعتماد أساسي على التبرعات
الحزب الديمقراطي الحر هو الآخر يعتمد بشكل كبير على التبرعات مثل الحزب المسيحي الديمقراطي، وتلقى الحزب خلال العام الجاري وحده، أكثر من 1.5 مليون يورو من كبار المتبرعين. ورغم قلة ميزانية الحملة الانتخابية للحزب مقارنة بالأحزاب الأخرى، والتي بلغت نحو خمسة ملايين يورو، إلا أن حملة الحزب هذا العام جذبت الاهتمام بشكل واضح.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Gollnow
حملة انتخابية بأقل تكلفة ممكنة
ميزانية الحملة الانتخابية لحزب الخضر كانت ضئيلة أيضا مقارنة بأحزاب أخرى، إذ بلغت هذا العام، بناء على أقوال الحزب ذاته، نحو 5.5 مليون يورو، مقارنة بنحو خمسة ملايين يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: picture alliance / dpa
أعضاء الحزب يمولون حملته الانتخابية
اختلاف واضح في طريقة تمويل حزب "اليسار"، الذي لا يعتمد على التبرعات وإنما على مساهمات الأعضاء، والتي تشكل نحو 34 بالمئة من مصادر دخل الحزب. وأنفق "اليسار" نحو 6.5 مليون يورو على الحملة الانتخابية لهذا العام، مقارنة بنحو 4.5 مليون يورو خلال انتخابات 2013.
صورة من: DW/P. Böll
حيلة مذهلة- بيع الذهب لأجل المال!
ابتكر حزب البديل من أجل ألمانيا، طريقة جديدة لتمويل نفسه، تعتمد على بيع الذهب للأعضاء بالحزب؛ بحجة أن الذهب أكثر أمناً من اليورو، الذي يعارضه الحزب أصلاً. وحصل الحزب من خلال عمليات البيع – التي تم منعها مؤخراً- على نحو مليوني يورو، تستخدم في تمويل الحملة الانتخابية، التي تشير تقديرات إلى أنها بلغت نحو ثلاثة ملايين يورو.
صورة من: DW/M. Sileshi Siyoum
تبرع غير مباشر
في الوقت نفسه يحقق الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مكاسب أيضا من خلال "الرعاية". فعن طريقها تحصل أحزاب على دعم مالي من شركات ومؤسسات، يتمثل في توفير مساحات للوحات الدعاية والإعلان للحزب. ينتقد الكثيرون غياب الشفافية في هذه الطريقة. ويتخلى حزب "اليسار" تماماً عن فكرة "الرعاية"، التي تلعب دورا محدودا بالنسبة لأحزاب أخرى مثل الخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي).
صورة من: picture-alliance/F. May
مبلغ مقابل كل صوت!
تشارك الدولة أيضا في تمويل الحملات الانتخابية، لكن بعد انتهاء الانتخابات، إذ يحصل كل حزب على مبلغ معين (83 سنتاً) مقابل كل صوت يحصل عليه في الانتخابات. وهي طريقة يمكن للأحزاب من خلالها تعويض تكلفة الحملات الانتخابية. اعداد: تابيا برونته/ ابتسام فوزي