كشف استطلاع للرأي أن أغلب الألمان يؤيدون استقالة رئيس الحزب المسيحي، أرمين لاشيت، من منصبه بعد خسارته في الانتخابات. وعبر منافسه الاشتراكي أولاف شولتس عن تفاؤله بتشكيل ائتلاف "إشارة المرور"، قبل محادثات لتشكيل الحكومة.
إعلان
أيدت غالبية الألمان استقالة رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشيت، من منصبه، بعد أسوأ نتيجة في تاريخ الحزب في الانتخابات العامة، كما كشف استطلاع "دويتشلاند ترند" (الاتجاه في ألمانيا) الذي تقدمه القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ARD)، اليوم الجمعة (الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2021).
ورأى نحو ثلثي المشاركين في الاستطلاع ضرورة استقالة لاشيت من منصبه كرئيس للحزب. ووصلت نسبة من يتبنى وجهة النظر هذه بين أنصار التحالف المسيحي إلى 60%. بينما أيد نحو ربع المشاركين بقاء لاشيت في منصبه، ووصلت هذه النسبة بين أنصار الاتحاد المسيحي إلى 36%.
وأظهر الاستطلاع أن أكثر من نصف المشاركين قالوا إنهم يرون أن تشكيل ائتلاف حاكم جديد في البلاد يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، وهو ما يعرف بائتلاف "إشارة المرور"، يمثل بداية سياسية جديدة. بينما أيد 18% تشكيل ائتلاف حاكم جديد يضم تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي والخضر والليبراليين، وهو ما يعرف بائتلاف "جامايكا". لكن 24% من المشاركين قالوا إنهم لا يرون أي بداية سياسية جديدة في أي من الائتلافين.
وأوضحت نتائج الاستطلاع أن 50% من الأشخاص الذين يحق لهم الانتخاب يرون في مرشح الحزب الاشتراكي لمنصب المستشار أولاف شولتس، مستشاراً جيداً، مقابل 30% يعارضون توليه هذا المنصب، فيما قال 20% إنهم يرغبون في إجراء تقييم له أولاً.
شولتس "متفائل" إزاء ائتلاف "إشارة المرور"
وقبل بدء جولات على نطاق أوسع من المحادثات حول تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة، أكد مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لشغل منصب المستشار، أولاف شولتس، مجدداً سعيه نحو تشكيل ائتلاف حاكم مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
وقال شولتس في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم الجمعة: "أنا متفائل بأن تحالف إشارة المرور يمكن أن ينجح". وذكر شولتس أن الألمان جعلوا الحزب الديمقراطي الاشتراكي والخضر والحزب الديمقراطي الحر أقوى بأصواتهم، وقال: "هذه رسالة إلى الأحزاب الثلاثة مفادها أنه يمكننا الآن إنجاز ذلك وتشكيل حكومة معاً".
مرشح الاشتراكيين للمستشارية، شولتس
02:27
وأكد شولتس ضرورة "أن تتحدث الأحزاب مع بعضها البعض على قدم المساواة وأن تجد ما يعبر عنها في اتفاق الائتلاف، وقال: "كل من يريد تشكيل حكومة مشتركة يجب أن يبدي ثقة في الآخر، لأنه في وقت لاحق سيتعين علينا حل العديد من المهام التي لم تكن حتى متوقعة خلال مفاوضات الائتلاف". محادثات ثنائية
وإدراكاً لدورهما كـ"صناع ملوك" محتملين في تشكيل ائتلاف حاكم ألماني جديد، يبدأ حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، المؤيد للأعمال التجارية، جولة ثانية من المحادثات الثنائية اليوم الجمعة. وتهدف المحادثات "الاستطلاعية التمهيدية" إلى إيجاد أرضية مشتركة بين الحزبين اللذين جاءا في المركز الثالث والرابع في الانتخابات العامة التي جرت الأحد الماضي. وفاز حزب الخضر بنسبة 8,14% من الأصوات، في حين حصل الحزب الديمقراطي الحر على 5,11%.
وعقد الطرفان الجولة الأولى من المحادثات خلف أبواب مغلقة يوم الثلاثاء الماضي، واتفقا على إبقاء المناقشات الحالية سرية. ومن المقرر أن يبدأ الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي حصل على 7,25% من الأصوات، والتحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل، والذي حصل على نسبة 1,24% من الأصوات، محادثات استطلاعية يوم الأحد المقبل.
ويسعى كلا الحزبين لرئاسة الحكومة الجديدة، ويعولان على تشكيل تحالف ثلاثي مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر. وفي إشارة إلى التوجهات السياسية المختلفة للاشتراكيين والخضر والأحرار، قال شولتس: "لدي بالفعل تصورات محددة حول كيفية جعل الأمر مناسباً"، موضحاً في الوقت نفسه أنه لا ينبغي إجراء محادثات التحالف من خلال وسائل الإعلام، وقال: " لن يكون من الحكمة الحديث عن أي خطوط حمراء الآن. حتى من المنطلقات المختلفة يجب أن يكون هناك تفاهم في النهاية".
وذكر شولتس أن هناك قواسم مشتركة بين الأحزاب الثلاثة، مشيراً على سبيل المثال إلى أهداف مشتركة مثل توفير شبكة اتصالات خلوية من الطراز الأول في ألمانيا، وتوسيع وتحديث شبكة الكهرباء وتوسيع الاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وقال: "من أجل تحقيق ذلك، يتعين علينا إحكام إجراءات التخطيط والترخيص ودعم استثمارات القطاع الخاص في تحديث الصناعة. هناك الكثير مما يمكن الاتفاق عليه".
م.ع.ح/و.ب (د ب أ ، أ ف ب)
صور ولقطات من يوم الاقتراع.. ملامح خريطة سياسية جديدة في ألمانيا؟
أكثر الانتخابات البرلمانية سخونة منذ 16 عاما تشهدها ألمانيا بطولها وعرضها. أكثر من 60 مليون ناخب يحق لهم اختيار نواب يمثلونهم في البوندستاغ. ومن هناك سيتم اختيار المستشار أو المستشارة لألمانيا. جولة في يوم الانتخابات.
صورة من: Maja Hitij/Getty Images
الأوفر حظا لمنصب المستشارية
أوضحت التوقعات حصول الاشتراكيين على ما يتراوح بين 25 و26% فيما حصل التحالف المسيحي على ما يتراوح بين 24 و25% . اولاف شولتس مرشح الحزب الاشتراكي، نجح في كسب ثقة الناخب الألماني من خلال موضوعيته وخبرته خلال الحملة الانتخابية.
صورة من: Habbibal Hanschke/REUTERS
ماذا بعد؟
المرشح عن الاتحاد المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت الذي تراجع حزبه كثيرا مقارنة بآخر انتخابات جرت عام 2017. خيبة الامل بادية بوضوح على وجوه قيادة الحزب.
صورة من: John Macdougall/AFP/Getty Images
فرحة الإشتراكيين
الاشتراكيون متقدمون في النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية. الأمين العام للحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني لارس كلينغبيل أعلن أن الحزب قادر على تشكيل الحكومة المقبلة.
صورة من: Maja Hitij/Getty Images
التصويت عبر البريد ..نسبة تاريخية
بلغ عدد الناخبين الذين صوتوا عن طريق البريد في بعض المدن الألمانية 40 بالمائة. الصورة في مركز المعارض الدولي في ميونيخ، حيث تفرز الأصوات القادمة عبر البريد، نتائجها لا تظهر للعلن إلا بعد انتهاء التصويت، كي لا تؤثر على نتائج الانتخابات.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
أجواء بافارية في يوم الاقتراغ
ناخبة بزي بافاريا التقليدي تضع ورقتها الانتخابية في الصندوق في مركز الاقتراع بمنطقة بايرشتزيل في بافاريا. الحزب الحاكم في بافاريا هو الحزب المسيحي الاجتماعي الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي. الحزبان شكلا اتحادا مسيحيا منذ عقود يشكل جبهة المحافظين في الخريطة السياسية الألمانية.
صورة من: Uwe Lein/AFP/Getty Images
الكلب كان حاضراً
كلب قررت صاحبته أن لا تتركه وحيدا في المنزل عند خروجها للتصويت، كما يبدو فإن الكلب يبدو سعيدا بهذا الحدث الديمقراطي.
صورة من: Arne Dedert/dpa/picture alliance
في السر
الانتخابات البرلمانية في ألمانيا سرية، أي يمنع إظهار الاختيارات في الورقة الانتخابية كي لا يمكن التأثير على الناخبين الآخرين. السباق حامي الوطيس بين الاشتراكيين - الديموقراطيين والمحافظين على تولي السلطة خلفا للمستشارة أنغيلا ميركل التي قرّرت الخروج من الحياة السياسية بعدما حكمت البلاد على مدى 16 عاما.
صورة من: Steffi Loos/Getty Images
مركز اقتراع الكنيسة
كنيسة مارينمونستر استعملت كمركز اقتراع. وصل إجمالي عدد الأحزاب المشاركة في الانتخابات إلى 47 حزبا، ولكل ناخب صوتان أحدهما للمرشح المباشر عن دائرته الانتخابية والثاني للحزب، ويبلغ عدد الدوائر الانتخابية 299 دائرة.
صورة من: Friso Gentsch/dpa/picture alliance
التراخت
التراخت هي بدلة نسائية ترتديها المرأة في جنوب ألمانيا، في ولايتي بافاريا وبادن فورتمبيرغ. هذه السيدة قررت منح صوتها بالانتخابات، مرتدية الملابس التقليدية في ولاية بادن فورتمبيرغ. يحكم الولاية حزب الخضر ورئيس وزرائها منذ عام 2012 فينفريد كريتشمان، وهي الولاية الأولى التي يحكمها رئيس وزراء من هذا الحزب منذ تأسيسه.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
الأخطاء تلاحق لاشيت
الكاميرات تراقب مرشح التحالف المسيحي لمنصب المستشارية أريمن لاشيت، هذه المرة اصطادته وهو يضع الورقة الانتخابية من دون أن يطويها بشكل صحيح. لاشيت رئيس وزراء ولاية شمال الراين - فيستفاليا ويعتبر خليفة ميركل في سياستها المؤيدة للتعدية الثقافية.
صورة من: Thilo Schmuelgen/REUTERS
بالكمامة
مرشحة الخضر لمنصب المستشارية أنالينا بيربوك قبيل دخلوها المركز الانتخابي. ارتكبت زعيمة الحزب أنالينا بيربوك سلسلة من الأخطاء قبل الصيف، فاضطرت إلى الدفاع عن نفسها بمواجهة اتهامات بانتحال مقاطع من كتابها وتقاضي علاوات لم تصرح بها، الأمر الذي دفع بحظوظها للوصول إلى المنصب بالتراجع في استطلاعات الرأي.
صورة من: CHRISTIAN MANG/REUTERS
خيبة ما بعد الفرحة
بعد أن كان الحزب متقدما بنتائج الاستطلاعات في قبل أشهر وكانت مرشحته أنالينا بيربوك المرشحة الأوفر حظا لنيل منصب المستشارية، تراجع الحزب بسبب أخطاء المرشحة بيربوك. أظهر استقصاء ما بعد الاقتراع الذي أجرته القناتان الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني حصول الخضر على المركز الثالث بنتيجة تتراوح بين 14,5 و15% .
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
اليسار
حفلة لناخبي حزب اليسار، تبدو خيبة الأمل واضحة على الوجوه بعد ظهور نتائج الانتخابات. اذ حصل على 5 بالمائة فقط، حسب نتائج النتائج الأولية التي بثتها القناتان الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني.
صورة من: Cathrin Mueller/REUTERS
حزب البديل
حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، حصد ما بين 10 و11 بالمائة من النتائج . لا الإشتراكيون ولا الاتحاد المسيحي يرغب بتشكل ائتلاف يضم حزب البديل.
صورة من: Ronny Hartmann/AFP/Getty Images
خيبة أمل
شباب من الحزب المسيحي الديمقراطي وتبدو خيبة الأمل ظاهرة على وجوههم. بعد 16 عاما من حكم الحزب بقيادة المستشارة ميركل، تراجع الحزب بشكل كبير ليحصد ما نسبته 25 بالمائة حسب النتائج الأولية. إعداد: عباس الخشالي