1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أفريقيا أكبر المتضررين ـإدارة ترامب تستهدف تحويلات المهاجرين

١ يونيو ٢٠٢٥

يتضمن مشروع قانون أمريكي جديد، خطة لفرض ضرائب كبيرة على التحويلات المالية إلى الخارج. تأثير هذه الضرائب سيكون كبيرا على المهاجرين وعلى عائلاتهم واقتصاديات بلدانهم الأصلية، بما في ذلك على دول أفريقية وكذلك دول عربية.

أوراق نقدية جديدة من الفرنك الأفريقي
تساهم التحويلات المالية إلى أفريقيا في دعم الاقتصادات بأكملها ومساعدة الأسر والعائلاتصورة من: SEYLLOU/AFP

صارت خطط ترامب الضريبية، تستهدف الجميع، فحتى إرسال الأموال من الولايات المتحدة إلى الأقارب في الوطن الأم ستتعرض للعرقلة. ويرى إينوك أيكنز، الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية، "يمكنني أن أضرب المثال بنفسي، كشخص ينحدر من قرية نموذجية يسكنها الكثير من الناس وعائلة تعتمد على مساعدتي".

نشأ إينوك، الباحث في معهد الدراسات الأمنية ومقره الآن في بريتوريا، جنوب أفريقيا، في بلدة أغونا كوانياكو الصغيرة، على بُعد حوالي 70 كيلومترا (43 ميلا) من العاصمة الغانية أكرا.

تتيح له وظيفته توفير مصدر مساعدة للعديد من أفراد عائلته في غانا، سواء لتغطية تكاليف علاج والدته أو تعليم أبناء أقاربه.

قال: "في كل مرة تحدث مشكلة عائلية، يتصلون بي، ويتعين عليّ إيجاد طريقة سريعة لإرسال الأموال إليهم لحل أزمة طارئة. غالبًا ما تكون هذه النفقات مرتبطة بأمور حيوية، مثل الطعام والسكن والرسوم المدرسية أو لتغطية النفقات الطبية".

إينوك راندي أيكينز لديه تجربة شخصية حول أهمية التحويلات الماليةصورة من: privat

تأثير عالمي

إينوك واحد من ملايين الأفارقة حول العالم، الذين يرسلون تحويلات مالية إلى بلدانهم الأصلية أو مناطقهم.

وتبرز أهمية هذه التحويلات المالية بسبب مشروع قانون الضرائب الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أقره مجلس النواب في 22 مايو. يتضمن هذا الإجراء ضريبة بنسبة 3.5% على التحويلات المالية التي يقوم بها أي شخص ليس مواطنا أمريكيا. كانت الخطة الأصلية أن تكون الضريبة 5%، ولكن تم تخفيضها قبل التصويت.

أثار مشروع القانون انتقادات شديدة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية. ومن المرجح أن يؤثر سلبا ومباشرا على المهاجرين من المكسيك وأمريكا الوسطى والجنوبية. كما سيتأثر الأفارقة أيضا بشكل كبير، وفقًا لإينوك أيكينز، الذي قال "لا يمكننا أن نملي عليهم كيفية إدارة شؤونهم المالية، لكن هذا سيكون له تأثير هائل على الاقتصادات الإفريقية".

تُظهر بيانات البنك الدولي أن تدفقات التحويلات المالية إلى أفريقيا تجاوزت 92 مليار دولار (81 مليار يورو) في عام 2024، حيث استحوذت الولايات المتحدة وحدها على ما لا يقل عن 12 مليار دولار.

ووفقا للبنك الدولي، تعد الولايات المتحدة أيضا أكبر بلد منشأ لجميع التحويلات المالية في العالم، حيث تجاوزت 656 مليار دولار في عام 2023.

وتقول مونيكا دي بول، الباحثة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن العاصمة، إن هناك نقصا في البيانات الموثوقة حول التحويلات المالية لأن الكثير منها لا يُرسل عبر معاملات مسجلة.

وأوضحت في تصريحات لـ DW: "كل يرسل الأموال إلى وطنه بطريقته الخاصة، أحيانا يكون الأمر مخفيا، كأن يأتي أحد أفراد الأسرة للزيارة، ثم يحصل على مبلغ من المال ويعود به إلى الوطن. وهذه الأنواع من المعاملات ببساطة غير مسجلة". ومع ذلك، تؤكد المتحدثة بأن البيانات المتاحة، مهما كانت، تُؤكد أهمية الولايات المتحدة كمصدر للتحويلات المالية لأفريقيا".

مشروع قانون ترامب الذي أقره مجلس النواب، يتجه الآن إلى مجلس الشيوخ للتداول حولهصورة من: AP/picture alliance

أهمية التحويلات المالية لإفريقيا

تُعتبر التحويلات المالية مهمة في جميع أنحاء أفريقيا لثلاثة أسباب رئيسية. أولا، لأنها تُمثل جزءا كبيرا من دخل العديد من اقتصادات القارة، وكثير منها من بين أفقر اقتصادات العالم.

تُشير آخر الإحصائيات إلى أن التحويلات المالية السنوية تفوق الآن كلا من المساعدات والاستثمار الأجنبي المباشر كدخل في القارة.

يقول أيكينز إن التحويلات المالية تُمثل "أكبر تدفق مالي خارجي إلى أفريقيا" في الوقت الحالي. وأضاف: "لا توجد اختناقات أو مشاكل إدارية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تُقدم مساعدة بقيمة 100 مليون دولار تقريبًا إلى دولة أو مؤسسة أفريقية، فإن أكثر من نصفها يُصرف إداريا قبل أن يصل إلى الناس".

ثم إن الفئات ذات الدخل المنخفض عادة ما تكون الأكثر اعتمادا على التحويلات المالية من الأقارب أو الأصدقاء العاملين في الخارج.

وقالت مونيكا دي بول: "إنه أمر مُضرٌ للغاية. في كثير من الأحيان، تأتي هذه التدفقات من ذوي الدخل المحدود في الولايات المتحدة إلى بلدانهم الأصلية وعائلاتهم التي تعاني هي الأخرى من ضائقة مالية".

ستتأثر بعض الدول الأفريقية أكثر من غيرها. فبينما تُسجِّل الاقتصادات الكبرى في القارة، مثل مصر ونيجيريا والمغرب، أعلى مستوى إجمالي للتحويلات المالية من الخارج، فإن بعض الاقتصادات تعتمد عليها بشكل خاص، وفقا لأيكينز.

تُشير إحصائيات البنك الدولي إلى أن نسبة التحويلات المالية الواردة من الناتج المحلي الإجمالي تبلغ حوالي 20% في ليسوتو وجزر القمر والصومال وغامبيا وليبيريا.

مشاكل مالية

تنتقد مونيكا دي بول ضريبة التحويلات المالية، وتعتقد أن المهاجرين سيجدون طرقا للتهرب من الضريبة. وتقول: "إذا كان الأشخاص الذين يرسلون الأموال إلى أوطانهم يستخدمون الطرق القانونية، فسيحاولون الآن طرقا أخرى لتجنب الضريبة".

وتشير إلى أن فرض ضرائب على التحويلات المالية أمر نادر عالميا، وتعتقد أن هذه السياسة جزء من حملة إدارة ترامب ضد الهجرة غير الشرعية.

وتقول بول: "سيكون التأثير هو الضغط على المهاجرين، والضغط على المقيمين حاليا في الولايات المتحدة، وتعطيل الآليات التي لا يعتمدون عليها في إعالة أنفسهم فحسب، بل يعتمدون عليها أيضا في إعالة أفراد أسرهم". وتضيف: "الخلاصة هي أن التحويلات المالية مشكلة مالية، فهي تسحب المال من جيوب الناس".

منزل عائلة إينوك راندي أيكينز في بلدة أغونا كوانياكو، غاناصورة من: Enoch Randy Aikins

لن تُفرض ضرائب على تحويلات إينوك المالية لأنها لا تأتي من الولايات المتحدة. ومع ذلك، يستطيع أن يتخيل بوضوح العواقب الواقعية المترتبة على شخص في قرية مثل تلك التي نشأ فيها، ويعتمد على قريب يرسل له المال من الولايات المتحدة.

عندما يتلقى طلبا للحصول على المال، تكون الحاجة إليه ملحة، ويعتقد أن المهاجرين سيلجأون بشكل متزايد إلى العملات المشفرة وغيرها من الوسائل لإرسال الأموال إلى وجهتها؛ "سيكون للضريبة تأثير هائل على كيفية إرسال الناس الأموال إلى عائلاتهم في الوطن".

أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW