أفغانستان ـ 244 ألف نازح و1000 قتيل ومصاب منذ انسحاب الناتو
٩ أغسطس ٢٠٢١ذكرت الأمم المتحدة اليوم (الاثنين التاسع من أغسطس / آب 2021) أن عدد النازحين داخل أفغانستان في ارتفاع مطرد منذ انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي في أيار/ مايو الماضي إذ بلغ ما لا يقل عن 244 ألف شخص، وذلك بعد شن مسلحو حركة طالبان عدة هجمات ضد الحكومة، بزيادة بواقع 321 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وأشار التقرير إلى أن معظم المواطنين يفرون من مناطق بشمال شرق وشرق أفغانستان. ويفتقر جميعهم تقريبا لأماكن الإيواء الملائمة وإمكانية الحصول على الرعاية الطبية والطعام الكافي. وقد فر الكثير منهم في البداية في المناطق الريفية بسبب القتال، سعيا للجوء في عواصم الأقاليم، مع ذلك، تحول القتال خلال الأسابيع الأخيرة إلى المناطق الحضرية مع تقدم حركة طالبان في الكثير من المدن الأكبر بأفغانستان.
من جانبه قال منسق شؤون الاغاثة الطارئة بالأمم المتحدة مارتن غريفيث اليوم إن أكثر من ألف شخص قتلوا أو أصيبوا بسبب الهجمات في أقاليم هلمند وقندهار وهرات بأفغانستان خلال شهر تموز/يوليو فقط. وأعرب في بيان عن " قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في أفغانستان" في
الوقت الذي تستولى فيه حركة طالبان على المزيد من الأراضي، بما في ذلك مدن هامة، من القوات الحكومية، وفي ظل انسحاب القوات الأمريكية
وحلفائها. وأعرب جريفيث عن دعمه لدعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. كما طالب بتوفير الأمن وحرية الحركة لمنظمات الاغاثة .
طالبان تزحف على عواصم الأقاليم
وسيطرت حركة طالبان خلال الأيام القليلة الماضية فقط على ست عواصم أقاليم، بصورة أساسية في شمال البلاد، آخرها مدينة إيبك (اليوم الاثنين)، وهي سادس عاصمة ولاية تقع في قبضتهم خلال أربعة أيام، بحسب مصدر محلي. وقال صفة الله سامنغاني نائب حاكم ولاية سامنغان وعاصمتها ايبك إن "طالبان استولت على مدينة ايبك وتسيطر عليها بشكل كامل". وأضاف أن في الليلة الماضية استسلم أحد الوجهاء لطالبان "والاثنين طلب بعض الوجهاء من الحاكم سحب قواته من المدينة حتى تنجو من القتال وهو ما قبله به".
أما قندوز، فهي سادس أكبر مدينة في أفغانستان، فسقطت في أيدي المسلحين أمس الأحد. ومع استمرار تقدم حركة طالبان، من المتوقع ارتفاع عدد النازحين داخليا. ويدور في الوقت الحالي قتال عنيف بين القوات الحكومية وقوات طالبان حول عواصم أقاليم هلمند وقندهار وهيرات وباداخشان.
وكانت محاولات إجراء مباحثات سلام بين الجانبين التي أجريت في قطر العام الماضي قد أحرزت تقدما طفيفا، وتوقفت الآن حيث يستعد الطرفان للحرب. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد أن القوات الأمريكية سوف تنهى مهمتها العسكرية المستمرة منذ 20 عاما في أفغانستان بحلول نهاية آب / أغسطس الجاري، في حين أنهى حلف الناتو مهمته في البلاد بالفعل.
طالبان تقتل مدير محطة إذاعية وتخطف صحفيا
ميدانيا، قال مسؤولون بأجهزة الحكم المحلي اليوم إن مسلحين يشتبه أنهم من مقاتلي حركة طالبان قتلوا مدير محطة إذاعية أفغانية في كابول واختطفوا صحفيا في إقليم هلمند الجنوبي، وذلك في أحدث حلقة من سلسلة طويلة في الهجمات التي تستهدف العاملين في حقل الإعلام. وأطلق المسلحون النار على توفان عمر مدير محطة باكتيا غاج وأحد العاملين في منظمة (إن.أيه.آي) الحقوقية التي تدعم استقلال وسائل الإعلام في أفغانستان، في العاصمة يوم الأحد. وقال رئيس المنظمة الحقوقية مجيب خلوتجار إن عمر كان ليبراليا. وذكر مسؤولون في كابول أنهم يشتبهون أن طالبان وراء الهجوم.
وفي الشهر الماضي قال تقرير للمنظمة الحقوقية إن ما لا يقل عن 30 صحفيا وإعلاميا قتلوا أو جرحوا أو تعرضوا للخطف على أيدي جماعات متشددة في أفغانستان هذا العام. وفي إقليم هلمند الجنوبي قال مسؤولون إن مسلحين من طالبان خطفوا الصحفي المحلي نعمة الله همت من بيته في لشكركاه عاصمة الإقليم يوم الأحد. وقال متحدث باسم طالبان لرويترز إنه ليس لديه معلومات عن أي من الحادثين.
وكان ائتلاف من المؤسسات الإخبارية الأفغانية بعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن وقيادات مجلس النواب يحثهم فيها على منح تأشيرات هجرة خاصة للصحفيين الأفغان ومساعديهم. وقال منسق شؤون الاغاثة الطارئة بالأمم المتحدة مارتن غريفيث اليوم إن أكثر من ألف شخص قتلوا أو أصيبوا بسبب الهجمات في أقاليم هلمند وقندهار وهرات بأفغانستان خلال شهر تموز/ يوليو فقط. وأعرب في بيان عن "قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في أفغانستان".
"الخضر" يدعو برلين لوقف الترحيل لأفغانستان
في سياق متصل، أكد حزب الخضر الألماني المعارض مطلبه بوقف ترحيل لاجئين مرفوضين إلى أفغانستان في ظل استمرار حركة طالبان الإسلامية المتطرفة السيطرة على مناطق هناك. وقال الخبير في سياسة الشؤون الخارجية بالحزب، أوميد نوريبور، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "سقوط أولى عواصم الأقاليم يبين أن أفغانستان ليست آمنة، وبالتالي لا يمكن أن تكون وجهة لعمليات ترحيل"، مضيفا أنه يتعين على رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشيت، رؤية ذلك أيضا.
واستولى الإسلاميون على قندوز وأربع عواصم إقليمية أخرى عقب اشتباكات مع القوات الحكومية مطلع هذا الأسبوع. وقال نوريبور "تصرفات طالبان تحوّل خطاب الحكومة الألمانية القائل بأن الجهاديين مستعدون لإجراء محادثات سلام إلى عبث"، مضيفا أنها أيضا مسألة وقت قبل أن تنطلق عمليات لتنظيم القاعدة وما شابهها من أفغانستان مرة أخرى، وقال: "يتعين على الحكومة الألمانية الآن أن تسعى بشكل عاجل لإجراء محادثات مع الحكومة في كابول ومناقشة كيف يمكن للغرب أن يستمر في العمل ضد انهيار كل ما تم تحقيقه في أفغانستان".
ح.ز/ ج.ع.م (رويترز / د.ب.أ / أ.ف.ب)