1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أفغانستان: ما هي الآفاق التي تنتظر اللاجئين بعد العودة؟

٢٦ مارس ٢٠١٧

صراع مشتعل يدور في أفغانستان منذ سنوات. مستشار الأمن فيليب شفيرس وخبير في شؤون أفغانستان يوضح لنا الأوضاع هناك وماذا تعني عودة اللاجئين إلى أفغانستان في ظل الوضع الأمني المزري وانعدام الآفاق الاقتصادية.

München Demonstration gegen Abschiebung von Flüchtlingen
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk

مهاجر نيوز: تدور مناقشات في ألمانيا  حول ما إذا كان من الممكن ترحيل اللاجئين القادمين من أفغانستان إلى بلدهم. ما هي الأوضاع هناك وهل العودة إلى أفغانستان ممكنة؟

فيليب شفيرس: لايزال الوضع في أفغانستان صعب والأجواء متوترة. فالبلد يعاني من انقسام وصراع وحالة من الإحباط. لم يتمكن التدخل العسكري الدولي من تحقيق استقرار دائم وازداد انتشار الميليشات المسلحة والفساد.
هناك خلافات سياسية عالقة داخل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة أشرف غاني ولم تنجح حتى الآن محادثات السلام مع طالبان. وسنويا تزداد حدة النزاع في إطار الهجوم الصيفي السنوي لطالبان، ويتم تنفيذ هجمات خطيرة تتناقلها وسائل الإعلام.

وما يزيد الأمر صعوبة هو تفاقم مشكلة انعدام الآفاق الاقتصادية. وتشديد عمليات ترحيل اللاجئين الأفغان من باكستان وإيران وعدد كبير من المشردين في الداخل، يزيد الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية.

فيليب شفيرس مستشار الأمن في التعاون التنموي الحكومي ومؤسسات دولية ولديه خبرات طويلة ومهام في أفغانستان وباكستانصورة من: privat

 

مهاجر نيوز: هل هناك تطورات إيجابية؟

فيليب شفيرس: نعم لابد من إمعان النظر. لايزال الدعم الدولي لأفغانستان في القضايا الأمنية والتنمية الاقتصادية مستمر. وهذا يساعد على إحداث تغير إيجابي ويمنع إنجراف البلاد نحو صراع مفتوح. كما أن الوضع الاقتصادي والبنية التحتية في أفغانستان تطورت كثيرا. ورغم التوترات الداخلية الكبيرة داخل حكومة غاني، لكنها  نجحت في إيجاد حلول عملية مستمرة لحل الأزمة السياسية وتحقيق قدر من الاستقرار في أجزاء من أفغانستان، أكثر من الحكومة السابقة بقيادة حامد كرزاي.

وفي الوقت ذاته تمكنت الحكومة، في خريف عام 2016، التوصل إلى اتفاق سلام مع ميليشات المعارضة المسلحة وزعيم  الحزب الاسلامي قلب الدين. كما تمّ الحد من توسع الجماعات المسلحة والتابعة لما يعرف بـ"الدولة الإسلامية" في شرق أفغانستان وجنوبه.

مهاجر نيوز: ورغم ذلك، كان عدد الضحايا المدنيين في عام 2016 أعلى من أي وقت مضى. والمنظمات الدولية طالبت بإعادة تقييم الوضع في أفغانستان، بحسب معرفتك بالاوضاع هناك هل أفغانستان آمنة؟ 

فيليب شفيرس: شدة الصراع في البلاد ليست بمثابة حرب شاملة وشرسة كما هو الحال في سوريا. بل الصراع هناك أقل شراسة يتصاعد بشكل متقطع، ما يتسبب بحدوث بعض الحوادث في مناطق مختلفة.

بشكل عام، الوضع في أفغانستان متفاوت وغير ثابت. فهناك بعض المناطق مثل محافظات بانجشير، دايكندي وباميان أو شمال مدينة مزار الشريف، غير متأثرة بأعمال العنف نسبيا، على عكس الأوضاع في مناطق الصراع الساخنة مثل شمال شمال قندوز، جنوب هلمند أو شرق ننغها، فالأوضاع في هذه المناطق تشهد توترا واضحا. المناطق التي تشهد حربا شرسة ودائمة محدودة جدا، وتغلب فيها حالات عدم الاستقرار. لكن الحياة تسير بشكل طبيعي في أجزاء كبيرة من البلاد.

مهاجر نيوز: من هم أطراف الصراع؟

فيليب شفيرس: هيكل الصراع غير واضح في البلاد. ويشمل زعماء ميلشيات قوية النفوذ وزعماء حرب سابقين لديهم نفوذ قوي وتطلعات سياسية وفصائل مختلفة تابعة لحركة طالبان ومجموعات مدعومة من البلدان المجاورة وهناك أيضا ما يسمى بالـ"الدولة الاسلامية".

مهاجر نيوز: حدثنا عن الاضطراب في البلاد ، التي شهدته شخصيا هناك؟

فيليب شفيرس: حتى في الوقت الساخن الذي عززت فيه القوات الأمريكية وجودها عام 2009 و2010، عندما كنت أعمل في شرق أفغانستان، كانت حالات الاضطراب بالنسبة لي، هي تقييد للحركة واعتداءات متفرقة وهجمات بين الحين والأخر ضد قوات الأمن.

لكن الأمان لايتمثل بشدة الصراع أومدى وقوع الحوادث فحسب. بل إن الأمرالأهم بالنسبة لكثير من الزملاء الأفغان والأصدقاء، هو عدم توفر فرص العمل وكسب العيش والمستقبل السياسي المبهم بعد الانسحاب التدريجي للقوات الدولية وجوانب أكثر أهمية من "الأمن الإنساني".

مهاجر نيوز: ما هي أكبر التحديات التي تساهم في عدم استقرار البلاد؟

فشل محادثات السلام مع طالبان عدة مرات. ما يخلق صراعا ويسبب اضطرابا في البلاد. وهذا ما يتيح لجماعات مسلحة مثل "الدولة الاسلامية" بالاستيلاء على بعض المناطق.

وعلى الصعيد السياسي فالتواترات وحدها داخل حكومة الوحدة الوطنية كبيرة. ساهم زعماء الحرب المحليين  بعد عقود من العنف في ازدهار اقتصاد المليشيات، بالإضافة إلى قلة فرص العمل ونمو عدد السكان أدى إلى عدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

مهاجر نيوز: ما هي الفرص والإمكانيات المتاحة للأفغان بعد العودة إلى بلادهم؟

فيليب شفيرس: رغم الوضع الشائك، هناك فرص للعائدين. فالاستثمارات الدولية عززت  البنى التحتية في البلد،  وساهمت في استقرار الوزرات والمؤسسات الحكومية، وتعزيز مهنية الأجهزة الأمنية.

برامج الاندماج وبرامج إيجاد فرص للعمل الموسعة والتي تديرها الحكومة الوطنية والجهات المانحة، تتيح تعزيز الوضع الاقتصادي ومتابعة التعليم . كما تفتح التجارة المحلية والتصدير والمؤسسات التعليمية والاستثمار الدائم في البنى التحتية، أفاقا مستقبلية دائمة، في حال السعي لتحسين الاضطراب والوضع السياسي في البلاد.

فيليب شفيرس مستشار الأمن في التعاون التنموي الحكومي ومؤسسات دولية ولديه خبرات طويلة ومهام في أفغانستان وباكستان وإفريقيا السوداء. ويعمل بشكل حر كمستشار في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) في الدراسات المتعلقة بالصراع والاستقرار.

شارلوته هاوسفيلد (د.ص)

© مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة

مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى

المصدر: مهاجر نيوز 2017

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW