أفغانستان: وفاة مؤسس وقائد شبكة حقاني بعد صراع مع المرض
٤ سبتمبر ٢٠١٨
أعلنت حركة طالبان الأفغانية وفاة جلال الدين حقّاني زعيم شبكة حقّاني المتمردة التي تقاتل قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، كما أفاد موقع "سايت" لرصد المواقع المتطرفة على الانترنت.
إعلان
قالت حركة طالبان في بيان اليوم الثلاثاء (الرابع من أيلول/سبتمبر 2018) إن جلال الدين حقاني القائد السابق ومؤسس شبكة حقاني، الذراع القوي لحركة طالبان في أفغانستان، توفي بعد معاناة طويلة مع المرض. ولم يشر البيان الذي تم إرساله على تطبيق واتساب للمحادثة بشكل محدد إلى تاريخ أو مكان وفاة حقاني.
وجاء في البيان أن مجلس قيادة طالبان " يقدم تعازيه لأسرة حقاني وجميع المجاهدين وشعب أفغانستان والمسلمين في أنحاء العالم". وأضاف البيان أن حقاني كان طريح الفراش لأعوام بسبب مرضه.
ويشار إلى أنه تم تداول تقارير حول وفاة حقاني في الإعلام ولكن لم يتم تأكيدها من قبل. ويعتقد خبراء في أفغانستان أن حقاني متوفى منذ أعوام، وأنه لم يكن قادرا على الحركة أو العمل طوال وقت طويل قبل وفاته. ويعتقد الخبراء أن وفاته لن تؤثر على شبكة حقاني أو حركة طالبان، حيث أن ابنه سراج الدين حقاني يتولى قيادة الشبكة منذ أعوام بعد مرض والده.
ويتولى سراج الدين حقاني أيضا منصب نائب زعيم حركة طالبان الأفغانية. ويقول خبراء وساسة أفغان إن شبكة حقاني تتمركز في الحزام القبلي في باكستان. وقال خبير باكستاني، رفض الكشف عن هويته، إن الشبكة انتقلت جزئيا لأفغانستان عقب أن شن الجيش الباكستاني عملية عسكرية عام 2014 لإخراج مسلحي شبكة حقاني من وزيرستان الشمالية.
وأسس حقاني الشبكة المتشددة في سبعينيات القرن الماضي وحارب ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، كما كان حقاني حليفا لجهاز الاستخبارات الأمريكية، كما زار البيت الأبيض أثناء عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان.
وكان يشغل منصب وزير الحدود خلال حكم طالبان، وبعد الغزو الأمريكي عام 2001 حارب القوات الغربية والحكومة الأفغانية.
ح.ع.ح/ح.ز(د.ب.ا/أ.ف.ب)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs