أفلام سورية في مهرجان ألماني.. قرارات صعبة تحت نيران الحرب
٩ أكتوبر ٢٠١٩
ضمن فعاليات مهرجان نورنبرغ الدولي لحقوق الإنسان في ألمانيا يعرض الفيلمان السوريان "لسما" و"بحرنا" للقرار الصعب الذي يواجهه الآباء لتقرير مصير أبنائهم في البقاء بين خراب المدن المدمرة بالقصف أو الفرار من نيران حرب مميتة.
إعلان
دون أي تخطيط مسبق بدأت المخرجة السورية وعد الكاتب، مثل غيرها من النشطاء، في توثيق الاحتجاجات السورية بهاتفها المحمول. وقبل أن تنتبه الشابة البالغة اليوم 26 عاماً، وجدت نفسها قد انتهت إلى "لسما"، فيلمها الوثائقي الأول الذي يُعرض حالياً ضمن فعاليات مهرجان نورنبرغ الدولي لحقوق الإنسان، المُقام من الثاني حتى التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري
على مدى 95 دقيقة تطرح المخرجة الحائزة على جائزة إيمي التساؤل الأصعب الذي تتوقف على إجابته مصير الأبناء في سوريا، إذ تُظهر وعد الكاتب من خلال توثيقها للأحداث في حلب الصراع الذي يواجهه الآباء بين البقاء واستكمال المقاومة والفرار لحماية الأبنائهم.
"قدر كبير من المسؤولية"
وتوضح الكاتب في بيان لها بالقول: "استكملت حياتي، تزوجت وأنجبت طفلة، ووجدت نفسي أحاول الموازنة بين عدة أدوار مختلفة: وعد الأم، وعد الناشطة، وعد الصحفية المواطنة، ووعد المخرجة. وقد شكل كل هؤلاء القصة وأشعر الآن أن هذه النواحي المختلفة من حياتي هي ما يعطي الفيلم قوته".
وعلى الرغم من أن المخرجة المُقيمة في لندن تُهدي هذا الفيلم إلى ابنتها "سما" حتى تتعرف على هوية أبويها وما كانا يدافعان عنه، فإنها تؤكد على شعورها أحد الدوافع الرئيسية وراء هذا الفيلم هو توثيق الأحداث التي وقعت في حلب منذ عام 2012 ولمدة خمسة أعوام تجنباً لتشويهها. وتشير المخرجة السورية بالقول: "لقد شعرت بقدر كبير من المسؤولية تجاه المدينة وشعبها وأصدقائنا لأن أروي قصصهم على النحو المناسب حتى لا يقعوا في طي النسيان أو يتسنى لأحد أن يشوه الحقيقة التي مررنا بها".
وتُبين الكاتب التي كانت قد بدأت دراسة التسويق في جامعة حلب قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، أن الفيلم ليس مجرد تجربة شخصية، بل مزيج من المشاعر المختلطة وسط "جرائم بشعة ارتكبها نظام الأسد بحق أبرياء".
وتضيف بالقول: "أريد لغيري أن يفهم أنه على الرغم من أن هذه قصتي وأنها تظهر ما حدث لي ولعائلتي، فإن تجربتنا ليست عادية، فقد مر مئات الآلاف من السوريين بالشيء نفسه وما يزالون حتى يومنا هذا، لأن الديكتاتور الذي ارتكب هذه الجرائم ما يزال في السلطة ولم يزل يقتل أبرياء. إن كفاحنا من أجل العدالة اليوم على نفس القدر من الأهمية التي كان عليها منذ بدأت الثورة".
إشادة دولية
لم يكن مهرجان نورنبرغ الدولي لحقوق الإنسان هو المُضيف الأول لـ"لسما"، إذ يُعرض الفيلم حالياً في بعض دور السينما بالولايات المتحدة ولندن، وقد حصل على 22 جائزة دولية من بينها جائزة "العين الذهبية" لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان كان السينمائي، وأشادت به بعض الصحف البريطانية مثل الأوبزرفر التي قالت: "فيلم خارق، صعب لكن مشاهدته مهمة"، وكذلك التايمز التي رأت أنه "ببساطة، لم يأت مثل هذا الفيلم من قبل".
بينما ينتهي الأمر بالمخرجة السورية أن تنتقل إلى لندن مع زوجها وابنتيها، يأتي فيلم آخر يُعرض أيضاً بمهرجان نورنبرغ الدولي لحقوق الإنسان ليُظهر لنا القرارات الصعبة التي يمكن للآباء اتخاذها مع اشتداد الأزمة، التي يمكن أن تصل إلى حد إلقاء أب لابنته في البحر حماية لها في الحرب مثلما تروي أحداث فيلم "بحرنا" للمخرجة السورية-الأمريكية رنا كزكز.
المياه هي الحل
في فيلم قصير لا تتجاوز مدة عرضه 14 دقيقة، تتناول كزكز مع زميلها المخرج السوري-الفرنسي أنس خلف قصة "أب وابنة وشاطئ"، مثلما يرد في التعريف الخاص بالفيلم، إذ يُعرِّض أب سوري حياة ابنته التي لا تستطيع السباحة للخطر بإلقائها في البحر، في محاولة للخروج من وضع لا فرار منه إلَّا بالنار أو الماء.
شهدت حلب حرباً بين فصائل معارضة سورية وحكومة الأسد من منتصف 2012، حتى نجحت القوات الحكومية السورية في نهاية يوليو/ تموز 2016 في السيطرة على طريق الكاستيلو الحيوي والتلال المشرفة عليه بعد أشهر من المعارك والقصف الجوي واستمرار العمليات المدعومة بالطيران الروسي. ونجحت في عزل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وفرض حصار حلب، بعد أن ظلت المعارضة والقوات الحكومية تتقاسم السيطرة على المدينة.
جهاد الشبيني
مهرجان أفلام حقوق الإنسان في برلين .. قصص إنسانية برؤية مختلفة
قد لا تحظى أفلام حقوق الإنسان بمشاهدات كثيرة، ولكن بالمقابل أهميتها كبيرة لتناولها معاناة البشر من الصراعات وغياب العدالة .. جولة مصورة لأفضل الأفلام المشاركة بمهرجان برلين لحقوق الإنسان تتناول قصصا إنسانية.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Ewa Ewart
"ما تريده ولاء"
نشأت ولاء بمخيم للاجئين في الضفة الغربية بدون والدتها التي كانت بالسجن. و"ما تريده ولاء" هو الانضمام لقوات الأمن الفلسطينية، هذا الحلم الصعب التحقيق، وثقه صانع الأفلام الكندي كريستي غارلاند في فيلم وثائقي. فقد رافق غارلاند الفتاة المتمردة منذ أن كانت في الـ 15 من العمر حتى وصولها لسن الـ 21، حيث وظفت ما بداخلها من غضب لتحقيق حلمها بأن تصبح ضابطة شرطة.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Christy Garland
"من أجل سما"
فيلم افتتاح مهرجان برلين لحقوق الإنسان، الذي يستمر حتى الـ 25 من شهر سبتمبر، هو رسالة حب من أم سورية لابنتها، حيث وثقت السيدة تجربة زواجها وإنجابها لطفلتها "سما" من قلب مدينة حلب بكل ما شهدته من صراع ودمار. وفاز الفيلم بالعديد من الجوائز، في مقدمتها جائز أحسن فيلم وثائقي بدورة مهرجان كان لعام 2019.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Waad al-Kateab/Edward Watts
"المُدعيين"
الاغتصاب في أوقات الحروب دائما ما تم اعتباره من الأثار المصاحبة للحروب. تنقلت صانعة الأفلام، ليزلي توماس، مابين الكونغو الديمقراطية والبوسنة والهرسك وكولومبيا لتوثيق سعي ثلاث محاميات للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي أثناء الحروب.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Leslie Martin
"داعش غدا. أرواح الموصل الضائعة"
سيطر نظام ما يعرف بالدولة الإسلامية على العراق لثلاث سنوات عاش خلالها نصف مليون قاصر بمفردهم، حيث تم تدريب الأطفال كي يتحولوا لعناصر انتحارية. ويحاول المخرجان فرانسيسكا مانوشي واليسيو رومينزي التعرف على مصير هذه القنابل البشرية الموقوتة الباقية من الحرب.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Francesca Mannochi/Alessio Romenzi
"هنا الكونغو"
يوثق المصور الصحفي دانييال ماكيبه الأزمة الإنسانية التي تشهدها الكونغو الديمقراطية من خلال تتبع أربعة نماذج: كاشف قضية فساد وقائد عسكري وخياط وتاجر معادن. ويعرض الفيلم الوثائقي ما يعنيه أن تعيش بدولة لم تشهد بعد تسليم سلمي للسلطة منذ استقلالها بعام 1960.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Daniel McCabe
"نوفايا"
نوفاية هي صحيفة تم تأسيسها عام 1990 بقيمة جائزة نوبل للسلام الحاصل عليها آخر رئيس للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، حيث تعتبر الصحيفة الاستقصائية الوحيدة الباقية التي تنتقد النظام في روسيا. ومن خلال هذا الفيلم الاستقصائي، يعرض اسكولد غوروف حالة الطوارئ الدائمة كما تعكسها أعمال صحفيين تسببت في مقتلهم، مثل أنا بولتكوفسكايا واناستازيا بابوروفا.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Askold Kurov
"ما تبقى بعد الملحمة"
تحاول المخرجة النمساوية ناتالي بورغرس اكتشاف الأثار التي تخلفها سفن المهاجرين الحالمين بعبور البحر المتوسط، والذين لا يصل الكثير منهم لوجهتهم، من خلال لقاء أفراد ساعدوا لاجئين في الوصول لجزيرة لسبوس اليونانية وأسرة سورية فقدت 13 فردا لم يتم العثور على أجسادهم بعد.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Nathalie Borgers
"أبي وأمير الحرب"
تربت الصحفية كلاريس غارغارد، المولودة عام 1988، على حكايات مساهمة والدها في بناء بلدها ليبيريا، ولكن حين حاولت الصحفية أن تكتشف ما إن كان والدها قد تورط مع الديكتاتور تشارلز تيلور بكل ما ارتكبه من جرائم حرب، وجدت أن الحقيقة أكثر تعقيدا من قصص طفولتها.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Shamira Raphaëla/Clarice Gargard
#فيدرشتاند
هي كلمة ألمانية تشير للمقاومة يمكن شرحها بأكثر من طريقة، وهي أيضا اسم فيلم وثائقي حاولت مخرجته، بريتا شونينغ، تقديم ثلاث ناشطات فيه؛ الأولى يسارية تتضامن مع المهاجرين في العاصمة اليونانية أثينا، والثانية تنتمي لأقصى اليمين بالعاصمة النمساوية فيينا، والثالثة شاعرة مسلمة تحارب التمييز بالعاصمة الألمانية برلين.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Britta Schoening
"لعنة الثروة"
تعد الاكوادور من الدول الغنية بالبترول، إلا أن ثلث الاحتياطي بها يوجد في منتزه ياسوني الوطني، والذي يعتبر واحدا من ركائز النظام البيئي على الأرض وموطن قبائل السكان الأصليين. وتحاول المخرجة البولندية إيفا ايوارت تتبع مبادرة تم إطلاقها عام 2007 لترك ياسوني بحالها في مواجهة مصالح الشركات الدولية وما يعرضوه من تعويضات مالية للتنقيب عن البترول.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Ewa Ewart