أقرب مساعديها يخسر أمام مرشح مغمور ـ انتفاضة ضد ميركل؟
٢٥ سبتمبر ٢٠١٨
في مفاجأة كبرى خسر فولكر كاودر، أقرب مساعد لميركل، منصبه كرئيس لأكبر كتلة برلمانية في البوندستاغ أمام مرشح مغمور. ميركل اعترفت بالهزيمة وعرضت التعاون على الفائز. فهل خسارة كاودر انتفاضة داخل التحالف المسيحي ضد ميركل؟
صورة من: picture-alliance/dpa/B.von Jutrczenka
إعلان
خسر فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، منصبه كزعيم لأكبر كتلة في البرلمان الألماني لصالح منافس مجهول من داخل الحزب المسيحي الديمقراطي ألا وهو رالف برينكهاوس.
وحصل برينكهاوس، وهو خبير اقتصادي من ولاية شمال الراين- فيستفاليا، على 125 صوتا (52.7 في المائة)، مقابل 112 صوتا لكاودر المقرب من ميركل اليوم الثلاثاء (25 أيلول/ سبتمبر 2018). وعقب الإعلان عن النتيجة توقفت وقائع جلسة الكتلة البرلمانية وغادرت رئاسة الكتلة الجلسة للتشاور بشكل سري بشأن العواقب التي ستترتب على هذه النتيجة المفاجئة.
ميركل تعترف بالهزيمة
واعترفت المستشارة ميركل بهزيمتها وقالت في برلين إنها "دعمت فولكر كاودر وأضافت : لكن هناك ساعات للديمقراطية تكون بها هزائم أيضا وهذا الأمر ليس به ما يحتاج للتجمل". وأكدت ميركل على التعاون الجيد مع صاحب الأعوام الـ69 مقدمة الشكر له على الأعوام الـ13، التي قضاها رئيسا للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي. كما هنأت الرئيس الجديد للكتلة البرلمانية رالف برينكهاوس (50 عاماً) وعرضت عليه التعاون الجيد.
رالف برينكهاوس كان مجهولا حتى الآنصورة من: picture-alliance/dpa/K.Nietfeld
ومن جانبه دعا هورست زهيوفر، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا، الشقيق الأصغر داخل تحالف ميركل المسيحي الديمقراطي، لاحترام نتيجة التصويت داخل الكتلة البرلمانية للتحالف. وجاء ذلك بعد أن أبدى زيهوفر، وزير الداخلية الاتحادي، شعوره بالمفاجئة من فوز برينكهاوس بهذا المنصب الهام. وكان زيهوفر قد دعا هو وأنغيلا ميركل، رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، لانتخاب كاودر.
انتفاضة ضد ميركل؟
أما هانز ميشيل باخ، نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، فقد رأى أن أغلبية أعضاء الكتلة قرروا التصويت لصالح "الانطلاقة الجديدة التي وعد بها برينكهاوس". وأكد باخ أن التصويت على منصب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل لم يكن تصويتا على ميركل نفسها. جاء ذلك في معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كان تنحية كاودر من منصبه تعتبر تصويتا بسحب الثقة من ميركل.
غير أن ميشيل باخ أكد في الوقت ذاته أن تولي برينكهاوس منصب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي سيعني تغير موقف الكتلة تجاه ديوان المستشارية.
وفي تغريدة له على حسابه على موقع تويتر قال توماس أوبرمان، نائب رئيس البرلمان الألماني والرئيس السابق للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن تنحية كاودر من هذا المنصب يعتبر "انتفاضة ضد ميركل".
من جانبه فسر يوآخيم بفافير، المسؤول عن الشؤون الاقتصادية في الحزب المسيحي الديمقراطي، تنحية كاودر المفاجئة من منصبه على أنها "إعلان واع للكتلة عن استقلال إرادتها". وقال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "نعم، إنه أمر مرير لكاودر، ولكنه يؤكد أيضا أن الكتلة حية وتعمل" مضيفا أن على الكتلة أن تنجح في تجديد نفسها وأكد أنها قادرة على القيام بواجبها وستظل كذلك.
موقف المعارضة من رحيل كاودر
كادور كان أقرب المؤيدين لميركل على مدار 13 عاما.صورة من: picture-alliance/dpa/M.Kappeler
ومن جهتها سارعت أليس فايدل، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني الشعبوي، إلى القول إن "فشل فولكر كاودر في انتخابات رئيس الكتلة البرلمانية يعني أن فقدان أنغيلا ميركل نفوذها داخل حزبها المسيحي الديمقراطي أصبح واضحاً". وأضافت قائلة: "أخيراً بدأ عهد أفول ميركل".
وجاء رد فعل كاترين غورينغ إيكارت، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض، محايداً حيث اكتفت بتهنئة برينكهاوس وشكرت كاودر على التعاون.
أما نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، ألكساندر غراف لامبسدورف، فرأى في انتخاب برينكهاوس "بداية نهاية الائتلاف الحكومي الكبير" بين التحالف المسيحي الديمقراطي بقيادة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة أندريا ناليس؛ وقال إن سلطة ميركل داخل كتلتها البرلمانية "دُمرت رسمياً".
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
في صور - المستشارة ميركل والضغوط السياسية المتصاعدة
يعتبر عام 2016 من أصعب الأعوام على المستشارة ميركل مع تعدد الخسارات لحزبها في انتخابات البرلمانات المحلية. وآخر هذه الخسارات ما لقيته مؤخرا من برلين عندما سجل حزبها أسوأ نتيجة في تاريخه في انتخابات هذه الولاية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الانتخابات المحلية عرفت تراجعا لحزب ميركل في عدة ولايات، وهذا الأمر يؤثر على زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي والمستشارة أنغيلا ميركل، وكذلك على نائبها وشريكها في الائتلاف الحاكم زغمار غابرييل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: Reuters/F. Bensch
المستشارة ميركل المعروفة بتركيزها على التوافق تواجه مهمة غير سهلة أمام حزبين شريكين في الحكم: الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة زغمار غابرييل. وزعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي، هورست زيهوفر، صاحب المشاكسات السياسية. وترد ميركل في الغالب بموضوعية صارمة تعكس شخصيتها كأخصائية في علوم الفيزياء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. von Jutrczenka
قضية اللاجئين تشغل أنغيلا ميركل التي لا تتردد في أخذ صور شخصية أثناء تفقدها لدور اللاجئين والمدارس، على غرار الصورة التي أخذتها هنا مع لاجئ سوري عام 2015 في مركز إيواء اللاجئين برلين مارتسان.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
منذ مدة تروج تكهنات الصحفيين والسياسيين حول حركة يدي المستشارة ميركل عندما تقف لأخذ صورة، ويتساءل الجميع ماذا تريد المستشارة قوله أو إبلاغه بتلك الحركة التي باتت مشهورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Michael Kappeler
المستشارة ميركل تجيب على أسئلة الصحفيين عقب قمة الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا. ميركل تتوسط رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكه وعلى يمينها رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشيل. في هذه القمة تعرضت سياساتها لانتقادات من بعض قادة دول الاتحاد، وخاصة من رئيس الوزراء الإيطالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Hoslet
غالبا ما يرتبط الأمر بالشخصية التي تقابلها من جنس الذكور: هنا لحظة نادرة تظهر فيها ميركل مبتسمة أمام دعابة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على هامش اللقاءات السياسية الرسمية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Mori
أعلنت أنغيلا ميركل أن الإنترنيت وعالم وسائل الإعلام الإلكترونية مجال غريب بالنسبة إليها. فهي تفضل استخدام موقع توتير للتواصل. لكن سبق لها في 2015 أن أجرت باهتمام حديثا خلال مأدبة غذاء لمنتدى الأمم المتحدة مع مؤسس موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي مارك تسوكربيرغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
لحظة جميلة جدا لأنغيلا ميركل: لقاء خاص مع البابا فرانسيس في روما (2016) حين تبادلت معه الرأي حول كتب مفضلة. وكان ذلك لقاء ذا أهمية بالنسبة إلى ابنة قس بروتستانتي.
صورة من: Reuters/A. Pizzoli
نادرا ما يُتاح لها الوقت للاحتفال في استرخاء في إطار برنامجها اليومي المضبوط. لكن الذكرى الخمسين "لاتفاقية الإليزي" بين ألمانيا وفرنسا وجب إحياؤها بالطريقة التي تستحقها.
صورة من: AP
المستشارة أنغيلا ميركل لا تتوانى عادة في التعبير بوضوح وقوة أمام الشخصيات النافدة في ألمانيا. لكن يبدو أن الأمر كان مختلفا أثناء لقاءها الرسمي في مقر المستشارية مع رئيس البنك الألماني يوزف أكرمان.
صورة من: AP
وحتى أثناء أسابيع عطلتها القليلة في السنة الواحدة لا تنجو المستشارة ميركل من تعقب المصورين لها. لكن الرأي العام مهتم بمعرفة الحياة الشخصية للمستشارة أثناء قضاء عطلتها الشخصية. وهنا يظهر في حالة استثنائية زوجها في الصورة يواخيم زاور.
صورة من: dapd
عقد لقاءات لتبادل الآراء: السياسية الشابة أنغيلا ميركل كانت تتلقى الاستشارة من سياسيين معاصرين. هنا مع صديقتها في الحزب المسيحي الديمقراطي أنيته شافان وزميلها إرفين تويفيل في طريقهم خلال جولة جماعية على الدراجة الهوائية في جزيرة جنوبي ألمانيا. ولا تظهر على وجهها في ذلك الوقت "بصمات النفوذ"، كما هي الحال عليه اليوم.