1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أكاديمية أسباير: كيف تخطط قطر لتصبح قوة كروية؟

١٠ يناير ٢٠١٢

يحظى الناشئون في ألمانيا ولا سيما في لعبة كرة القدم بدعم كبير. وعندما لا يكون المال عائقا فمن الممكن أن تفتح آفاقا واسعة تماما مثلما هو الحال مع أكاديمية أسباير في قطر، وهو أكبر مشروع رياضي من نوعه في العالم.

أضحى دعم المواهب الكروية في ألمانيا أكثر احترافية. واليوم يلتحق أشبال كرة القدم مبكرا بمراكز تدعمهم كرويا ودراسيا. وعلى العكس من ذلك فإن الأمور ليست بهذا القدر من الازدهار في قطاعات رياضية أخرى ككرة اليد مثلا، ما دعا مدرب ألمانيا السابق لكرة اليد هاينر براند إلى القول "نحن نعرج قليلا خلف كرة القدم لأن الاحتراف في كرة اليد جاء متأخرا بعض الشيء." وأضاف براند الذي يعد علامة فارقة في تاريخ كرة اليد الألمانية: "في الواقع ينبغي أن تكون المسألة عندنا في كرة اليد أسهل إلى حد ما، فنحن ننظر إلى أختنا الكبرى كرة القدم ونقلدها في أشياء كثيرة، لكن المسألة ليست بتلك السهولة." ونبه براند إلى أن المسؤولية في ذلك لا تعود فقط إلى الأندية وإنما أيضا إلى اتحاد كرة اليد.

قطر تطلق مشروعا عملاقا للمواهب

اسباير هي أكبر أكاديمية رياضية في العالمصورة من: picture alliance/dpa

تولي قطر اهتماما على أعلى مستوى برياضييها، ويتولى هذه المهمة الابن الأكبر للشيخ حمد بن خليفة آل الثاني أمير البلاد. فهو مغرم بالرياضة ولاسيما كرة القدم، ويستثمر الكثير من الأموال بهدف مجاراة المستوى الرياضي العالمي. وهكذا ومن خلال أكاديمية اسباير للتفوق الرياضي يجرى جذب الرياضيين الصغار إلى قطر. وأكاديمية اسباير مشروع رياضي عملاق وهو الأكبر من نوعه في العالم. وتدعم الأكاديمية بصفة خاصة فرق كرة اليد وكرة القدم المختلفة حسب ما يوضح أندرياس بلايشر المدير الرياضي الدولي لأكاديمية اسباير: "إضافة إلى التنافس الرياضي نحاول نشر ثقافة رياضية جديدة في قطر"، حتى تكون هناك صلة بين القطريين والرياضة ويجب دعم الأطفال والنساء أيضا وإعدادهم رياضيا للمنافسات، وهذا شيء دخل قطر حديثا وبدأت معه المشكلات، ومنها المنافسات في شهر رمضان حيث الصيام، والفصل بين الأبناء والآباء وكذلك النقاش بشأن التعليم والدراسة. ونظرا لعدم تمتع النظام التعليمي في قطر بالمرونة الكافية قامت اسباير بانشاء مدرسة خاصة بها داخل ساحة الأكاديمية.

وتنفق قطر بسخاء على أكاديمية اسباير وابتلعت الأكاديمية مايزيد بكثير على مليار دولار. ويتكون الفريق الدولي العامل هناك من أكثر من ألف موظف أساسي جاءوا من 55 دولة، بينهم أطباء وعلماء في المجال الرياضي ومدربون وقمم رياضية سابقة. وتضم ساحة الأكاديمية مدرسة خاصة بها، ومستشفى كبيرا وملعب كرة قدم يتسع لخمسين ألف متفرج، و14 ملعبا لكرة القدم، وأكبر صالة رياضية مغطاة ومكيفة في العالم، علاوة على حمامات سباحة وأماكن رياضية أخرى إلى جانب فندقين. ويجرى في الأكاديمية إعداد تسعة آلاف رياضي بينهم 250 رياضيا متواجدون بصورة كاملة في المدرسة ويحصلون على أفضل فرص التعليم. ويقول بلايشر" سكان قطر مليون وثمانمائة ألف شخص ونحن نقوم بعملية اكتشاف للمواهب على مستوى قطر" فكل موهبة في البلاد يجب أن تكتشف وتدعم.

الكشف عن 600 ألف ناشئ

وتنظم أكاديمية اسباير سنويا لقاءات لاكتشاف المواهب الكروية في 14 دولة وتختبر ما يصل إلى 600 ألف طفل في 950 مكانا في الدول النامية في إفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأقصى. ويحصل أفضل عشرين ناشئا بين هؤلاء على منح للدراسة في الأكاديمية، وبإمكانهم الحلم بأن يصبحوا لاعبي كرة محترفين وتحقيق مسيرة كروية عالمية. ولا تقوم قطر بتجنيسهم وإنما تستفيد منهم بصفة خاصة على مستوى التدريب، حيث يمكن الاستفادة منهم في رفع مستوى الناشئين القطريين خلال التدريبات ومساعدتهم على التطور. وإضافة إلى ذلك يجري بصفة مستمرة استدعاء أفضل فرق الناشئين في العالم لإقامة مباريات تجريبية في قطر، وبعد مرور سنوات على إنشاء الأكاديمية ظهر أثر ذلك حسب ما يقول شتيفان نوب المحلل لدى دراسات الاستكشاف في المدرسة الرياضية الألمانية، ويوضح نوب "عندما كنا هناك، كان كل شيء مثيرا للإعجاب، مثلا المساحة الكبيرة التي أنشئت عليها الأكاديمية، بل والأهم هو تطبيق المحتوى النظري على أرض الواقع. فالأطفال يحصلون على تكوين ورعاية على أعلى مستوى ومهنية، "لقد كان الأمر رائعا فعلا."

الهدف مونديال 2022

نموذج لملعب جامعة قطر الذي من المنتظر أن يحتضن مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2022صورة من: picture-alliance/dpa

ولم تعد فرق الناشئين التي تسافر إلى هناك مثل برشلونه وليفركوزن أو ليفربول تستخف بالقطريين. إذ ليس من النادر أن تخسر هذه الفرق هناك وبوضوح. ولهذا فإن السيناريو الذي يرسمه أندرياس بلايشر مدير اسباير يبدو ممكن التحقيق تماما. فقطر، هي المنظم لكأس العالم لكرة القدم عام 2022 ومن المتوقع أن تشكل قوة ضاربة. حينما انشأت الأكاديمية قبل 8 أعوام لم تكن قطر تعلم شيئا عن تنظيمها لكأس العالم، وفي خلال الأعوام الماضية تطور التخطيط للتنافس الرياضي هناك بشكل رائع، ولا سيما في كرة القدم. ويقول بلايشر: " نحن متفائلون جدا بأن قطر ستدخل كأس العالم 2022 بفريق وطني رائع وبلاعبين قطريين."

أوليفيا فريتس/ صلاح شرارة

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW