أكاديمية دويتشه فيله تقدم دورة مفتوحة لنشطاء الإنترنيت
٥ نوفمبر ٢٠١٢تغيرت وتعددت مصادر الخبر، وأضحت صناعة الخبر ليست حكراً على الصحافيين أو وكالات الأنباء فقط، وإنما بيد كل من يتواجد في موقع الحدث ويملك وسيلة لنقله. ووسيلة نقل الخبر أضحت ليست سوى هاتف محمول أو جهاز حاسب لوحي أو أي جهاز مرتبط بالإنترنيت وصفحات التواصل الاجتماعي. هذا التنوع أظهر مفردات جديدة على ساحات الإعلام، مثل "ناشط إنترنيت"، "مدون"، "إعلام رقمي".. وغيرها.
وفي الثورات العربية التي قلبت مشهد السياسة والمجتمع في بلدان عربية عدة، وغيرت من نظرة العالم للمجتمعات العربية، كانت وسائل الإعلام الرقمية، وشبكات التواصل الاجتماعية وصفحات المدونين، الساحات الرقمية التي حركت الشارع في هذه البلدان. إذ تمكن الشباب من كتابة مدوناتهم رغم الرقابة وحجب المواقع، والتي لم تجد نفعاً لمنع حرية التعبير عن الرأي.
دورة مفتوحة
النشاط عبر الإنترنيت والصحافة الرقمية فرضتا مكانتهما في عالم الإعلام، الذي يتطور بسرعة، كلما تطورت وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات. هذا الأمر دفع بأكاديمية دويتشه فيله الإعلامية إلى تقديم دورة لنشطاء الإنترنيت وللصحافيين المهتمين بهذا النوع من الإعلام الرقمي في العالم العربي عن طريق الإنترنيت أيضاً. ليست هناك حاجة لحضور المحاضرات ولا لصرف ساعات كثيرة في التنقل ومحاولة الوصول إلى قاعة المحاضرة. كل ما يحتاجه المرء: كمبيوتر مربوط بشبكة الإنترنيت لا أكثر.
فقد أنشأت الأكاديمية منتدى أطلقت عليه "منتدى وسائل الإعلام المفتوح" OMS2012 ويستخدم صيغة جديدة مبتكرة تسمى بالـ"دورة التعليمية المفتوحة عبر الإنترنيت" أو بالانكليزيةMassive Open Online Course، وتكتب اختصاراً (MOOC).
عن هدف المنتدى والدورة يقول مدير المشروع في أكاديمية دويتشه فيله هولغر هانك: "ما نريد الوصول إليه، هو أن يطور المدونون ونشطاء صفحات التواصل الاجتماعية من عملهم. أنا على يقين، أن دعم وسائل الإعلام المجتمعية سيدفع إلى تنوع الآراء، وهو طريق مهم لدعم الديمقراطية".
وتنطلق الدورة في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 وتنتهي بمنتصف كانون الأول/ ديسمبر 2012. وفي كل أسبوع ستتم مناقشة موضوع من المواضيع الأربعة المهمة وهي: "خلق مساحة للتعبير عن القضايا المحلية"،"تأكد من مصادر معلوماتك: عامل ثروة المعلومات التي تحصل عليها من الانترنيت بمسؤولية"، "المعلومات تقود الصحافة: أكتشف طرقاً جديدة للحصول على المعلومات وتقديمها" وأخيراً "البقاء مع الإنترنيت: التعامل مع الرقابة والتدخل عبر الإنترنت".
موضوع كل أسبوع
وستتم مناقشة موضوع الأسبوع مع خبير على الهواء مباشرة، بالإضافة إلى المشاركين بالدورة. وسيكون نقاشاً حياً بالفيديو. بالإضافة إلى تقديم وسائل تعليمية متنوعة، ولكل مشارك الحرية في طرح تصوراته ورسم خطة عمله بنفسه دون قيود. ولعل إطلاق صفة مفتوحة على الدورة يعني بالدرجة الأولى أن المشارك لا يتقيد بنظم التعليم التقليدية، وأن مشاركته أساساً، متأتية من رغبته الشخصية في تطوير قدراته الصحافية، خاصة بالنسبة لكيفية التعامل مع الخبر عبر شبكات التواصل الاجتماعية. عن ذلك يقول هانك: "صفحات التواصل الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في المنطقة. إذ يمكن التعبير عن طريق إعلام هذه الصفحات بحرية أكبر، وخارج وسائل الإعلام المعتادة المملوكة للدولة أو من القطاع الخاص. كثير من الأشخاص ليس لهم تجربة في هذا المجال. يمكن للمرء أن يفعل ذلك بشكل صحيح أو بشكل سيء، بمسؤولية أو بعدم مسؤولية، هذا هو جوهر عمل دورة OMS"، بمعنى كيفية التعامل بمسؤولية مع الخبر.
أما لغة الدورة الرئيسية فهي اللغة العربية، بالإضافة إلى الانكليزية، والتي تمكن المشاركين من الوصول إلى عالم الإعلام بشكل أوسع، حسب تعبير هانك، الذي يضيف بالقول: "هذا البرنامج مهم جداً بكل تأكيد للنشطاء والصحافيين من منطقة الشرق الأوسط، وهم مرحب بهم في الدورة. لكن دعم الدورة جاء على أساس دعم تقدمه وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي الاتحادية لمنطقة شمال إفريقيا"، التي شهدت تغييرات كبيرة خلال الثورات العربية.