أكاديمية DW للإعلام تخصص مقاعد في برنامج الماجستير للاجئين
١٨ مايو ٢٠١٨
للسنة الثانية على التوالي، تخصص أكاديمية DW للإعلام في مدينة بون الألمانية مقاعداً في برنامج الماجستير "الدراسات الإعلامية الدولية" للاجئين الذين لديهم خبرة إعلامية. فما هي التسهيلات المقدمة للاجئين؟
إعلان
بعدما وصل فارس عبدالكريم إلى ألمانيا قبل حوالي ثلاث سنوات، بدأ بالسعي لإيجاد موطئ قدم له في إحدى المؤسسات الإعلامية. ورغم دراسته الهندسة المعمارية في سوريا، إلا أن حلمه كان دائماً العمل في مجال الإعلام كما يقول، فقد عمل مصمماً للغرافيكس في الكويت وسوريا قبل أن يتوجه إلى ألمانيا.
وقد تحقق حلم عبدالكريم، الحاصل على حق الحماية في ألمانيا، بدخول مجال الإعلام في هذا البلد الجديد من خلال قبوله في برنامج الماجستير "الدراسات الإعلامية الدولية" في أكاديمية دويتشه فيله- DW للإعلام، والذي بدأ عام 2009 بالتعاون مع جامعة بون، معهد "راين زيغ".
يقول عبدالكريم لمهاجر نيوز: "ما يميّز برنامج الماجستير هنا هو مزج الدراسة النظرية بالخبرة العملية، وعدم الاقتصار على تقديم المعلومات النظرية فقط، كما هو الحال في الدراسة الجامعية".
ويمتد هذا البرنامج الدراسي على أربعة فصول دراسية آخرها مخصص لكتابة رسالة الماجستير، ويحصل الطالب في نهاية دراسته على شهادة Master of Art أو MA التي تؤهله أيضاً لمتابعة الدراسة ونيل شهادة الدكتوراه.
برنامج تحضيري
وعبدالكريم هو واحد من أربعة طلاب لاجئين تم قبولهم في هذا البرنامج هذه السنة، ثلاثة من سوريا وواحد من غينيا.
ويستعد الطلاب الأربعة للبدء بالدراسة في الفصل الدراسي الشتوي 2018/2019 من خلال برنامج تحضيري لبضعة أشهر، يتضمّن مقدّمة عن نظام الإعلام في ألمانيا، بالإضافة إلى تحسين اللغة الألمانية والإنجليزية وجولات إلى العديد من المنظمات الدولية، بحسب الموقع الرسمي للأكاديمية.
ويرى عبدالكريم تخصيص مقاعد للاجئين في هذا البرنامج خطوة إيجابية، ويضيف: "هذه الخطوة تساعد اللاجئين على التعرف على المجتمع الجديد وبيئة العمل بشكل أفضل بالإضافة إلى بناء شبكة من العلاقات مع مختصين في المجال الإعلامي".
وتقول الأكاديمية إن هدفها من تقديم مقاعد للاجئين للعام الثاني على التوالي هو إتاحة الفرصة للموهوبين منهم لمواصلة تطورهم المهني، بالرغم من الظروف الصعبة التي مروا بها.
وقد اختارت الأكاديمية أربعة طلاب لاجئين من بين أكثر من 100 متقدم، كما يقول رئيس قسم التعليم والخدمات المركزية في أكاديمية DW البروفيسور كريسوفر شميت، مضيفاً أن "أولئك الطلاب يضفون تنوعاً على برنامج الماجستير الذي سيدرسونه".
ويؤكّد الطالب فارس عبدالكريم أن أهمّ ما يميّز الأكاديمية هو التنوع الموجود فيها، مما يفتح آفاقاً أمام الطلاب للتعرف على ثقافات أخرى أيضاً إلى جانب الدراسة.
شروط التقديم للبرنامج:
وتتضمن شروط القبول التي يجب أن تتوفر في الراغبين في الدراسة في هذا التخصص؛ حيازة شهادة جامعية وخبرة في المجال الإعلامي لمدة سنة على الأقل، بالإضافة إلى ذلك يفترض في المرشح إتقان اللغتين الألمانية والإنجليزية.
تسهيلات للاجئين:
ومنذ السنة الماضية قدمت الأكاديمية تسهيلات للاجئين ومنها؛ أنه يكفي أن تتوفر لدى اللاجئ معرفة جيدة باللغة الألمانية، لتساعده الأكاديمية بتحسين قدراته اللغوية في اللغة الألمانية حتى المستوى B2 في حال قبوله.
كما أن فقدان الأوراق ليس سبباً لاستبعاد اللاجئين من القبول في هذا البرنامج، حيث يتمّ فحص مقدرات الشخص المتقدّم بشكل فردي في هذه الحالة، بحسب الموقع الرسمي للأكاديمية.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الاكاديمية تعفي الطلاب اللاجئين من دفع الرسوم الدراسية التي تبلغ 6000 يورو للسنتي الدراسة، ضمن منحة تقدّم إلى طلاب آخرين من دول العالم الثالث أيضاً.
تسريع وتيرة الاندماج
الصحفي السوري صخر المحمد الذي كان قد قبُل في أول برنامج ماجستير مخصص للاجئين في أكاديمية دويتشه فيله- DW العام الماضي، أكّد لمهاجر نيوز أن ما يميّز البرنامج هو "البيئة العالمية" التي يشعر الطالب أنه يعيش فيها، حيث أن الطلاب يأتون من العديد من الدول ويتحدثون عن تجاربهم في بلدانهم، ما يشكل فرصة للاطلاع على المستويات الإعلامية في بلدان من قارات مختلفة، على حد تعبيره.
يقول المحمد الذي وصل لاجئاً إلى ألمانيا قبل حوالي ثلاث سنوات ويكمل دراسته الآن في الأكاديمية "قبولي في برنامج الماجستير سارع من وتيرة اندماجي في المجتمع الألماني"، ويتابع "هنا يساعدون الطلاب على فهم نظام الدراسة الأكاديمية في ألمانيا بالتوازي مع الاندماج في بيئة العمل، ما يزيد من فرص الصحفي المتخرج بدخول سوق العمل".
ويكتسب الطلاب في هذا البرنامج، بحسب المحمد، العديد من الخبرات الإعلامية والصحفية، مثل كيفية الإدارة الإعلامية وماهية العناصر التي تشكل أساس نجاح أي مشروع إعلامي، قد يرغب اللاجئون بتأسيسه في بلدانهم الأصلية مثلاً، بالإضافة إلى الجوانب المتعلقة بالموارد البشرية والتمويل.
ويؤكّد صخر المحمد أن أهم ما في البرنامج هو مراعاته لظروف اللاجئين، لكن مع التركيز على إيجابياته وخبراته، ويتابع: "هنا يتولد الإحساس لدى اللاجئ بأن هناك من يدعمه دون أن ينظر إليه بعين الشفقة، فهو يشعر بالانتماء لمؤسسة لديها رغبة جدية بمساعدة القادمين الجدد وتقديم التسهيلات لهم مع التركيز على تطوير قدراتهم الإيجابية".
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش