أكبر تجمع بالخرطوم منذ عزل البشير يشدد مطالبه بسلطة مدنية
١٨ أبريل ٢٠١٩
تجمعت حشود ضخمة من المحتجين مرة أخرى أمام مقر قيادة الجيش السوداني للمطالبة بتولي حكومة مدنية الحكم في البلاد بعد أسبوع من الاطاحة بالرئيس عمر البشير. وأشادت واشنطن بأوامر المجلس العسكري بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
إعلان
أشادت الولايات المتحدة الخميس (18 أبريل/ نيسان 2019) بالأوامر، التي أصدرها الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق الركن عبد الفتاح البرهان بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإنهاء حظر التجول.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس إن الولايات المتحدة "ستحدد سياساتها بناء على تقييمنا للأحداث"، إلا أنها أضافت أن المحادثات الخاصة برفع السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب ستبقى متوقفة. وأضافت "نحن مسرورون لقرار الإفراج عن السجناء السياسيين والغاء حظر التجول في الخرطوم".
وفي الخرطوم قال شاهد من رويترز إن حشوداً انضمت إلى اعتصام خارج مقر وزارة الدفاع السودانية اليوم الخميس لمطالبة المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة للمدنيين.
وكان التجمع هو الأكبر منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير قبل أسبوع وتسلم المجلس العسكري للسلطة إذ احتشد مئات الآلاف في شوارع وسط العاصمة بحلول المساء. وردد المتظاهرون هتافات "الحرية والثورة خيار الشعب... وسلطة مدنية... سلطة مدنية".
المجلس العسكري لن يسلم السلطة!
ودعا النشطاء الذين ينظمون الاعتصام خارج مجمع وزارة الدفاع في الخرطوم منذ ما قبل الإطاحة بالبشير إلى احتجاج حاشد اليوم الخميس لتكثيف الضغط على المجلس.
ويأتي ذلك بعد أن دعا تحالف للمعارضة هذا الأسبوع الجيش إلى تشكيل مجلس حاكم بقيادة مدنية وتمثيل عسكري فضلا عن تشكيل حكومة مدنية. وقال المجلس العسكري إنه مستعد لتلبية بعض مطالب المحتجين بما في ذلك مكافحة الفساد؛ لكنه أشار إلى أنه لن يسلم السلطة لهم.
وكان الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم هو ذروة احتجاجات استمرت 16 أسبوعا أثارتها أزمة اقتصادية في السودان، مما دفع الجيش للإطاحة بعمر البشير واحتجازه بعد ثلاثة عقود في السلطة، وأنشأ مجلسا عسكريا انتقاليا لإدارة شؤون البلاد لما يصل إلى عامين لحين إجراء انتخابات حرة.
ص.ش/ع.ش (أ ف ب، رويترز)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟