أفادت تقارير أمريكية بأن الحوثيين المدعومين من قبل إيران هاجموا مجددا سفنا تجارية في البحر الأحمر. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار. وهذا هو الهجوم الـ26 الذي يشنه الحوثيون على ممرات الشحن التجاري في البحر الأحمر.
إعلان
أكدت لندن اليوم (الأربعاء العاشر من يناير/ كانون الثاني 2024) أن الهجوم الأخير للحوثيين فيالبحر الأحمر كان "الأكبر" منذ بدء حرب غزة. وكانت القيادة المركزية للجيش الأمريكي قالت إن قوات تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا أسقطت 18 طائرة مسيرة وصاروخا أطلقها حركة الحوثي اليمنية أمس الثلاثاء على جنوب البحر الأحمر باتجاه الممرات البحرية الدولية.
وأضافت أنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار مادية أو بشرية، مشيرة أن هذا هو الهجوم السادس والعشرين الذي يشنه الحوثيون على خطوط الشحن التجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن القوات الأمريكية والبريطانية أسقطت 18 طائرة مسيرة وصاروخين كروز مضادين للسفن وصاروخا باليستيا مضادا للسفن.
أهمية طريق البحر الأحمر للملاحة الدولية
01:32
وأضافت أنالقوات الأمريكية والبريطانية أسقطت 18 طائرة بدون طيار وصاروخين كروز مضادين للسفن وصاروخا باليستيا مضادا للسفن.
وكثفت جماعة الحوثي المتحالفة مع من إيران هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر احتجاجا على الحرب الإسرائيلية في غزة. وأوقفت شركات شحن مختلفة عملياتها في البحر الأحمر، وحولتها بدلا من ذلك إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا.
وتعهد الحوثيون بمواصلة الهجمات إلى أن توقف إسرائيل الصراع في غزة، وحذروا من أنهم سيهاجمون السفن الحربية الأمريكية إذا تعرضت الجماعة المسلحة نفسها للاستهداف.
من جهته قال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس إن السفينة الحربية دايموند التابعة للبحرية الملكية البريطانية ربما جرى استهدافها في هجوم الحوثيين. وتعقيبا على الهجمات الأخيرة قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية إن هجمات الحوثيين الأخيرة في البحر الأحمر تظهر تصعيدا واضحا للوضع.
ويشنّ الحوثيونهذه الهجمات بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، وهي هجمات عرّضت للخطر الممرّ المائي الذي ينقل من خلاله ما يصل الى 12% من التجارة العالمية. ودفع هذا الوضع بالولايات المتحدة إلى تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
ح.ز/ ا.ف (د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش