العقد الأخير من الزمن بطريقه ليصبح العقد الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات حرارة المناخ، بحسب الأمم المتحدة. واستناداً إلى الوتيرة الحالية للتطورات المناخية، قد ترتفع درجة الحرارة العالمية خمس درجات حتى نهاية القرن.
إعلان
أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الثلاثاء (الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2019) في قمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة في مدريد بأن العقد الحالي في طريقه ليصبح الأعلى في درجات الحرارة على الإطلاق في تاريخ سجل المناخ.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن سنة 2019 التي شهدت العديد من الكوارث الطبيعية، هي على المسار لتكون بين السنوات الثلاث الأشد حرارة المسجلة في التاريخ منذ 1850، وتأتي في نهاية عقد "ذي حرارة استثنائية".
وذكرت المنظمة أن سنة "2019 يفترض أن تكون ثاني أو ثالث أكثر السنوات حرارةً على الإطلاق" منذ عام 1850، وهو التاريخ الذي بدأ منه تسجيل درجات الحرارة بشكل منهجي، بحسب مجلة دير شبيغل.
وأوضحت المنظمة العالمية أن العام "2019 يسجل نهاية عقد بلغت خلاله الحرارة درجات استثنائية، وذوباناً للجليد، وارتفاعاً قياسياً لمستويات البحار في الكرة الأرضية، نتيجة لتأثيرات الغازات الدفيئة التي تنتجها الأنشطة البشرية". واستناداً إلى الوتيرة الحالية للمناخ، فقد ترتفع درجة الحرارة العالمية بأربع أو خمس درجات حتى نهاية القرن.
وحتى لو تقيدت الدول بالتزامات سبق أن اتخذت في إطار مكافحة التغير المناخي، سترتفع الحرارة العالمية 3 درجات، علماً أن اتفاق باريس المناخي في عام 2015 نص على الحد من الاحترار العالمي دون الدرجتين وتثبيته عند 1,5 درجة.
واعتمدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة في تقييمها الأولي لعام 2019 على درجات الحرارة بين كانون الثاني/يناير وتشرين الأول/أكتوبر الماضي. وخلال هذه الأشهر العشرة، كانت درجات الحرارة العالمية أعلى بـ1,1 درجة مئوية من معدل عصر ما قبل الثورة الصناعية، بحسب مجلة دير شبيغل.
ومنذ عام 2018، عاودت المجاعة في الارتفاع من جديد في العالم حيث يعاني منها أكثر من 820 مليون إنسان. وأشار الأمين العام للمنظمة أيضاً إلى أن " عدم انتظام سقوط الأمطار المتزايد"، مترافقاً مع نمو ديموغرافي، "يطرح تحديات هائلة في إطار الأمن الغذائي في الدول الأكثر حاجة" للغذاء.
ع.أ.ج/ز.أ.ب
البحار والمحيطات ... عالم غامض يئن في صمت
البحار والمحيطات تغطي الجزء الأكبر من كوكبنا وتلعب دورا مهما في تنظيم مناخنا وتحتضن أنواعا لا تحصى من الكائنات الحية. رغم محدودية معلوماتنا عن الحياة في بطن المحيطات، إلا أن المؤكد أنها بدأت تتضرر من تغيرات المناخ.
كوكبنا الأزرق
تغطي المحيطات حوالي 71 بالمئة من سطح الأرض وتحتضن عالم الأحياء البحرية، الجزء الأساسي للحياة، إذ تنتج ما يتراوح بين 50 إلى 80 بالمئة من الأكسجين، وبالتالي فهي تلعب دورا مهما في دورة الكربون على الأرض. يعتقد العلماء أن تاريخ نشأة البحار يعود لـ 4.4 مليار سنة.
صورة من: NASA
البحار والمحيطات.. عالم مليء بالأسرار
بعيدا عن مساحته الشاسعة، فإن المعلومات المتوافرة لدينا عن المحيطات، محدودة بشكل كبير، الأمر الذي يشكل تحديا للعلماء الذين لا تتوقف مساعيهم للكشف عن أسرار الحياة في بطن المحيطات والبحار. ومن المهم في هذه المرحلة الزمنية التي تشهد تغيرات مناخية واضحة، معرفة التغيرات التي تحدث في دورات الحياة داخل البحار والمحيطات والتعامل معها بأفضل شكل ممكن.
صورة من: Colourbox/S. Dmytro
جهاز تكييف طبيعي للكوكب
تلعب المحيطات دورا محوريا في تنظيم حرارة الأرض من خلال امتصاص وعكس ضوء الشمس، وبدأت التغيرات المناخية في التأثير على هذه الآلية، أمر يؤثر على حرارة كوكب الأرض ودورة الكربون وانتاج الأكسجين.
أشكال متنوعة للحياة
تحتضن البحار والمحيطات ما لا يقل على 230 ألف من أنواع النباتات والحيوانات، إذ تجد الأسماك والحيوانات غير الفقرية، مكانا آمنا لها في أعماق المسطحات المائية، وتزدهر النباتات بشكل كبير في المسطحات المائية غير العميقة، فيما تفضل الأحياء المائية الضخمة كالحيتان وأسماك القرش والدولفين، المسطحات المائية المفتوحة.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel
أغرب وأعجب الكائنات
يرجح العلماء أن أكثر من ثلثي أشكال الحياة في المحيطات والبحار، لم تكتشف بعد. فكل عام يكتشف العلماء أنواعا جديدة من النباتات والحيوانات، التي تختلف تماما عن كل ما تم اكتشافه حتى الآن، تماما مثل هذا الكائن الذي أطلق عليه العلماء اسم " السمكة الدودة"، بعد اكتشافه عام 2007.
صورة من: Laurence Madin, WHOI
جرس إنذار!
فقدان هذه الطحالب للونها يعتبر من علامات الخطر، فاللون المزدهر لهذه الكائنات ونموها المتسارع يعتمد على كائنات دقيقة، يتأثر عملها بتلوث البيئة وبدرجات الحرارة المرتفعة، وهذا ما يظهر في اللون الباهت لها.
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
كائنات لا تستطيع حماية نفسها من الحرارة
تمثل التغيرات المناخية تهديدا واضحا للحياة في البحار والمحيطات، إذ رصدت دراسات حديثة، ارتفاعا في سرعة معدلات انقراض بعض أنواع الأسماك والكائنات البحرية، بنسبة تصل للضعف مقارنة بأنواع شبيهة بها على اليابسة. الارتفاع الكبير في درجات الحرارة هو المسؤول الأول عن هذه التغيرات، إذ لا تجد الكائنات المائية في البحار والمحيطات، أماكن تحتمي بها من الحرارة المرتفعة.
مخاطر لا تحصى لذوبان الجليد
يتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في ذوبان الثلوج في المناطق الجليدية، الأمر الذي يؤدي بدوره لارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وأيضا في انبعاث غاز الميثان، ما يؤدي لما يعرف بظاهرة "حمضية المحيطات" والتي تشير إلى زيادة حموضة المسطحات المائية.
صورة من: Getty Images/M. Tama
ارتباط الإنسان بالمياه..علاقة مهددة؟
استقرت الشعوب المختلفة منذ آلاف السنين بمحاذاة الشواطئ واستفادت من البحار كمصادر للحياة والغذاء كما أثرت البحار والمحيطات على الحضارات المختلفة بشكل واضح. ويعيش الآن نحو مليار شخص في المناطق الساحلية..حياة صارت مهددة بسبب ارتفاع منسوب المسطحات المائية.
صورة من: imago
حماية الحياة البرية..تحديات في انتظار الأجيال المقبلة
تشكل نسبة المسطحات المائية التي لم يقترب منها البشر حتى الآن، ما لا يزيد عن 13 بالمئة من إجمالي مساحة المسطحات المائية في العالم، فعمليات الصيد بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية، لم تترك تقريبا أي منطقة مهما بدت بعيدة وغير مأهولة. حماية هذه المناطق القليلة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأجيال المقبلة. انك مولز/ ا.ف