أكثر من ملاكمة.. كيف يترقب الأوكرانيون نزال أوسيك في الرياض؟
١٧ مايو ٢٠٢٤
يرى الأوكرانيون مباراة أولكسندر أوسيك ضد تايسون فيوري مناسبة لدعم بلادهم في الحرب مع روسيا. المناسبة ليست رياضية فقط، بل كذلك سياسية، لكن المواجهة ليست سهلة.
إعلان
في واحدة من أكثر مباريات الملاكمة المنتظرة في التاريخ الحديث، ستشهد الرياض، عاصمة السعودية، في الثامن عشر من مايو 2024، مباراة سيتحدى فيها الأوكراني أولكسندر أوسيك، البريطاني تايسون فيوري ليحكم سيطرته كأول بطل في الوزن الثقيل منذ عام 1999 دون التعرّض لأيّ هزيمة.
يدخل فيوري بصفته البطل الحالي للوزن الثقيل في المجلس العالمي للملاكمة (WBC) بينما يبقى أوسيك دون هزيمة في مسيرته الاحترافية منذ الانتقال من وزن الطراد حيث كان البطل الأول. كان من المقرر أن يتواجه الاثنان في فبراير/شباط، لكن فيوري أصيب في تدريب، ممّا أجبره على التأجيل.
صحيح أن هذه المباراة منتظرة بشدة لأسباب رياضية، خصوصا لأجل المقارنة بين براعة أوسيك التقنية في مواجهة قوة وحجم فيوري، ولكن هناك أكثر من سبب للمشاهدة وليس فقط معرفة من سيحقق أكبر عدد من اللكمات أو من سيفوز بالضربة القاضية.
أكثر من ملاكم
نشر أوسيك مؤخرًا على حسابه في إنستغرام رسالة تحدث فيها عن "القتال من أجل النور" في بلاه، مشيرًا إلى أن جميع أنظمة الكهرباء في أوكرانيا تقريبًا قد تم تدميرها خلال الحرب التي تشنها روسيا. أطلق أوسيك مؤسسة لمساعدة بلده، حيث يقدم المال للمتطوعين في المناطق الأكثر تهديدًا.
"في الوقت الحالي، يطالب المجتمع الأوكراني جميع الرياضيين بألا يكونوا مجرد رياضيين فقط، سواء في كرة القدم أو الملاكمة أو القفز العالي، بل نطلب منهم أن يكونوا مواطنين حقيقيين لأوكرانيا وأن يخبروا العالم بما يحدث في بلادنا، وهو ما يقوم به أوسيك بشكل مثالي"، يقول أوليه شيرباكوف، رئيس تحرير موقع تريبونا، أحد المواقع الرياضية الرائدة في أوكرانيا، لـ DW.
"إنه بطل حقيقي للشعب"، يضيف شيرباكوف. "لقد قابل جنود أوكرانيين على بعد كيلومتر واحد من خط الجبهة. قدم لهم هدايا، وليس فقط هدايا المشاهير، بل هدايا حقيقية، طائرات بدون طيار، طعام. أفعاله الحالية جيدة للغاية."
مشاهدة من على خط الجبهة
في مقابلة مع DW، يقول وزير الشباب والرياضة الأوكراني ماتفي بيدني: "الأهمية الآن تكمن في نقطة أخرى: أن الأوكرانيين لديهم إرادة للفوز. إنها علامة أخرى على صمود الأوكرانيين. حتى في هذا الجو، حتى في هذا الوضع الصعب، يستمر الرياضيون الأوكرانيون أن يكونوا فائزين وأن يظهروا للعالم كله ما يحدث اليوم في أوكرانيا."
لكن لم يكن الوضع كذلك قبل ثلاث سنوات، بعد فوز أوسيك في مباراة مهمة على أنتوني جوشوا، لم يتلق البطل بالضرورة تهاني في وطنه، بل حتى واجه عداءً من بعض الأوكرانيين القوميين بشدة بسبب تصريحات أوسيك الغامضة في الماضي عن روسيا وشبه جزيرة القرم المحتلة، المنطقة التي ينحدر منها.
ومع ذلك، منذ ذلك الحين، يظهر أن أفعال وأقوال أوسيك تركت مجالًا ضئيلًا للشك في أن الملاكم البالغ من العمر 37 عامًا لا يهتم بعمق بأوكرانيا وشعبها ووضعها الحالي، بل صار العكس هو الحاصل. وصرح مؤخرًا لمذيع تي إن تي سبورتس قبل النزال ضد فيوري: "أريد أن أقول إن فوزي هو فوز الشعب الأوكراني بالكامل، بينما الهزيمة هي شخصية".
نتيجة لذلك، ليس من المفاجئ أن نزال أوسيك ضد فيوري من المتوقع أن يكون واحدًا من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة في أوكرانيا وحول العالم هذا العام. فالفوز سيجعل منه بطلاً للملاكمة دون منازع ويمنحه مسيرة مثالية، لكن من جانب آخر سيحمل رمزية أكبر لأوكرانيا.
"الجميع سيرونه، بلا شك"، يقول شيرباكوف، موضحًا: "حتى جنودنا، فلدينا الآن إنترنت بالقرب من خطوط الجبهة. غالبًا ما يرسل جنودنا صوراً أو فيديوهات تبين كيف يشاهدون الملاكمة وهم في خط الجبهة."
من المرشح الأقوى؟
لكن في نزال كهذا، من الصعب تحديد الفائز على الورق. الميزة الرئيسية للبريطاني فيوري، هي الحجم الكبير– حيث يبلغ طول البريطاني 6 أقدام و9 بوصات (206 سنتيمتر) ويزن 126 كيلوغرامًا، بينما يصل طول أوسيك إلى ستة أقدام وثلاث بوصات (190.5 سنتمتر) ووزنه 100 كيلوغرام.
لكن الكثيرين، بما في ذلك شيرباكوف، يعتقدون أن الحجم وحده ليس كافيًا. "أعتقد أن أوسيك يجب أن يفوز. هو ملاكم أفضل من تايسون فيوري"، يوضح شيرباكوف، مشيراً إلى حركته السريعة وإحساسه بالمسافة. ويوضح: "ربما لا يستطيع إقصاء تايسون فيوري بلكمة واحدة، لكنه أيضًا ملاكم يرهق خصومه بضغط مستمر، لكمات من زوايا مختلفة.. أتذكر رسالة من والدي. قال إن أولكسندر أوسيك هو شاحنة بقدرات فيراري."
أوكرانيا معتادة على أن تكون الأفضل في الحلبة. الأخوان كليتشكو، أندرياس كوتيلنيك، سيرهي دزيندزورك، فاسيل لوماتشينكو – هناك الكثير من الأسماء في القائمة. الآن حان دور أوسيك، الذي سيكون أفضل ملاكم في الوزن الثقيل في التاريخ، إذ فاز في هذا النزال، حسب تأكيدات شيرباكوف.
أعده للعربية: ع.ا
عندما تصطدم السياسة بالرياضة
أثار دعم اللاعب الدولي الألماني مسعود أوزيل أقلية الإيغور في الصين وانتقاده صمت الدول الإسلامية على اضطهادها موجة من ردود الفعل السياسية. فيما يلي نظرة على بعض الاحتجاجات السياسية في عالم الرياضة.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
أوزيل يدعم أقلية الإيغور
تحول لاعب أرسنال الإنجليزي مسعود أوزيل والفائز بكأس العالم مع المنتخب الألماني إلى شخصية سياسية في السنوات الأخيرة. لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدى إلى نهاية مسيرته الكروية مع منتخب المانشافت. صانع الألعاب أثار الانتقادات في بكين بعد تعليق نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقد خلاله صمت المسلمين إزاء تعرض أقلية الإيغور المسلمة للاضطهاد في الصين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
نضال إميلي دافيسون القاتل
أوائل الأمثلة على الاحتجاج من عالم الرياضة تعود إلى عام 1913، يومها انتصرت الحركة المنادية بحق المرأة في الاقتراع بفضل الاحتجاج القاتل لإميلي دافيسون. في يوم سباق الخيل "دربي" في إبسوم دخلت دافيسون المضمار ليصدمها حصان الملك جورج الخامس "أنمر". كانت دافيسون تقاتل من أجل حق المرأة في الحصول على التصويت، وهو ما حدث بعد خمس سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/empics/S&G
محمد علي يرفض تجنيد الجيش
رفض محمد علي التجنيد للقتال من الجيش الأمريكي في حرب فيتنام عام 1967. وأرجع نجم الملاكمة قراره إلى معتقداته الإسلامية ومعارضته للحرب. وألقي القبض على "كلاي" وأُدين لاحقًا بتهمة التهرب وجُرِّد من ألقابه، وجرى تعليق رخصة قتاله. وبقي كلاي، خارج الحلبة لمدة ثلاث سنوات حتى ألغيت إدانته في عام 1971.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
تحية "بلاك باور"
كانت واحدة من أكثر الاحتجاجات شهرة في عالم الرياضة عام 1968، عندما هز تومي سميث وجون كارلوس الأولمبياد في المكسيك بتحية "بلاك باور" على منصة التتويج بنهائي سباق 200 متر رجال. ونحى اللاعبان رأسيهما ورفعا القبعات السوداء على المنصة بينما يُعزف النشيد الوطني الأمريكي في خطوة أثارت غضب ملايين الأميركيين.
صورة من: AP
عبدالرؤوف يحتج على النشيد الأمريكي
احتّل لاعب كرة السلة الأمريكي محمود عبد الرؤوف عناوين الصحف في عام 1996 عندما رفض الوقوف للنشيد الوطني قبل المباريات، معتبرا أن العلم الأمريكي كان رمزًا للقمع. وقال أيضًا إن هذا الموقف يتعارض مع معتقداته الإسلامية. أوقفه الدوري الاميركي للمحترفين وفرض عليه غرامة أكثر من 31 ألف دولار لكل مباراة فاتته بسبب الإيقاف. غير أنه توصل بعد أيام من الخلاف إلى حل وسط مع الدوري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Spencer Green
كاثي فريمان ترفع العلمين
في دورة ألعاب الكومنولث عام 1994، احتفلت كاثي فريمان بانتصاراتها في سباق 200 متر و400 متر من خلال
رفع علم إستراليا الوطني وعلم السكان الأصليين احتفاءً بأصولها. ووجه منظمو اللعبة للعداءة عقوبة اللوم، لكن فريمان احتفلت بالميدالية الذهبية في منزلها في سيدني عام 2000 بحملها كلا العلمين مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/EMPICS
بواتينغ ضد الهتاف العنصري
اتخذ لاعب كرة القدم الغاني المولد في ألمانيا كيفن برينس بواتينغ موقفًا ضد الهتافات العنصرية في عام 2013 من خلال الخروج من الملعب في مباراة ضد فريق الدرجة الرابعة الإيطالي برو باتريا. توقفت المبارة بعد 26 دقيقة عندما استهدف جزء من مشجعي فريق برو باتريا لاعب خط وسط ميلان الذي كان هو آنذاك، وكان رد فعله على الإيذاء بالتقاط الكرة وركلها عند الحشد في المدرجات خلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Pizzoli
"لا استطيع التنفس"
تحتل حركة "حياة الأشخاص السود" موقع الصدارة في العديد من الاحتجاجات والحملات في السنوات الأخيرة بالولايات المتحدة. كان من أبرزها عام 2014 عندما ارتدى ليبرون جيمس وزملاؤه في دوري السلة الأميركي للمحترفين كيري إيرفينغ وجاريت جاك وكيفن جارنيت قمصان "لا أستطيع التنفس" في إشارة إلى الكلمات الأخيرة لإريك غارنر، وهو أمريكي أسود غير مسلح توفي بعدما وضعه ضابط الشرطة في مخبأ.
صورة من: imago/UPI Photo
احتجاج عند خط النهاية
صنع صاحب الميدالية الفضية الأوليمبية فيسا ليليسا اسمًا له في أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو - لكن هذا لم يكن بالضرورة لأدائه في الماراثون. حينما وصل العداء الإثيوبي خط النهاية في المرتبة الثانية وضع ذراعيه فوق رأسه تضامناً مع نشطاء "الأورومو" الذين نظموا احتجاجات في إثيوبيا طلبا للجوء.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Morin
ركوع كوبرنيك على الركبة
ركع لاعب كرة القدم الأمريكية كولن كوبرنيك على ركبته خلال النشيد الأمريكي في عام 2016، مما أدى إلى حملة "اركع على الركبة" احتجاجا على التمييز والعنف العرقي في الولايات المتحدة. انتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة كوبرنيك والحركة الشهيرة مما أدى إلى غضب اللاعبين والعديد من المواطنين الأمريكيين على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. J. Sanchez
"يجب أن ندعو إلى التغيير"
جوين بيري وريس إمبودين أظهرا أيضا غضبهما من القضايا الاجتماعية في الولايات المتحدة. قبل عام من التنافس أمام جماهير ضخمة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، حيث احتج الاثنان على سياسات دونالد ترامب بعدما ركع أحدهما على ركبته في اللقطة التي اشتهر بها كولن كوبرنيك، وقام الآخر برفع يده على غرار تومي سميث وجون كارلوس قبل عقود.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Lima 2019 News Services/J. Sotomayor