أكثر من مليوني حاج توافدوا إلى منى في بداية مناسك الحج
٩ أغسطس ٢٠١٩
حذرت السعودية من أي محاولة لتسييس الحج هذا العام. وبدأ أكثر من مليوني شخص مناسك الحج بالوصول إلى مشعر منى استعدادا للوقوف بعرفة. وتم حشد عشرات الآلاف من رجال الأمن ونصب آلاف من كاميرات المراقبة في المشاعر المختلفة.
إعلان
توافد أكثر من مليوني حاج منذ صباح اليوم الجمعة (9 آب/ أغسطس) إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، قبل التوجه إلى صعيد جبل عرفات، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية.
ويبقى الحجاج في منى إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة (غدا السبت)، ثم يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة ( الوقفة الكبرى )، ثم يعودون إلى منى بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث: جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلا من تعجل، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم.
أرقام مهمة في حج 2019
ويشارك نحو 2.5 مليون شخص في أداء مناسك الحج هذا العام، بحسب وسائل إعلام سعودية، وتم حشد عشرات الآلاف من رجال الأمن، بينهم أكثر من 17 ألف موظف في الدفاع المدني للمساعدة في تأمين الحجاج، بحسب المسؤولين. وتم نصب آلاف من كاميرات المراقبة في المشاعر المختلفة.
أكثر من مليوني مسلم يباشرون مناسك الحج في السعودية من بينهم أقارب ضحايا مجزرة نيوزيلندا
01:33
من جانبه أكّد الناطق باسم رئاسة أمن الدولة السعودية اللواء بسام عطية، اليوم الجمعة، أنَّ المملكة تعاملت مع أقسى الحوادث والجرائم، ومن لا تردعه قداسة المكان، أي مكة المكرمة، ستردعه قوتها الرادعة في الحق. وقال خلال المؤتمر الصحفي للجهات المشاركة في حج هذا العام اليوم الجمعة "الحجاج يثقون تمامًا بقدرات المملكة وأمنها".
ووصلت نحو 3 آلاف رحلة دولية تنقل الحجاج إلى المملكة، بموجب أرقام صادرة عن السلطات السعودية. وتم تخصيص أكثر من مليون من الماشية للتضحية بها من قبل سلطات الحج، بحسب وسائل الإعلام.
وقد استعانت السعودية بالتكنولوجيا لإدارة حركة الملايين في مكان واحد وتوقيت واحد. ومن ذلك أساور التعريف الإلكترونية المتصلة بأنظمة تحديد المواقع التي بدأ استخدامها بعد مقتل المئات في حادث تدافع عام 2015.
كما تعمل خلال موسم الحج الحالي خدمة قطارات سريعة جديدة تربط مكة بالمدينة المنورة للمرة الأولى بعد افتتاحها في سبتمبر أيلول الماضي.
ويمثل الحج عماد خطة للتوسع في السياحة في ظل حملة لتنويع اقتصاد المملكة بدلا من الاعتماد على النفط. وتأمل السعودية استقبال 30 مليون حاج ومعتمر كل عام بحلول العام 2030.
وحذرت السلطات السعودية من أي محاولة لتسييس الحج هذا العام. وألقت الأزمة مع قطر بظلالها على الحج للمرة الثالثة على التوالي. وكانت وزارة الأوقاف القطرية دعت في أيار/ مايو الماضي السعودية إلى "إزالة العراقيل " أمام القطريين مطالبة بتقديم التسهيلات. غير أن وزارة الخارجية السعودية اتهمت قطر "بتسييس الحج ووضع العراقيل" أمام مواطنيها الراغبين في المشاركة في الحج.
ص.ش/ف.ي (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
الحج.. حوادث مأساوية تمتد تبعاتها إلى السياسة
الحوادث الكثيرة التي حصلت في مواسم الحج السابقة بين تدافعات وانهيارات وحرائق وأعمال عنف، والخلافات الناتجة بسببها، جعلت هذه الشعيرة الإسلامية تصبح ورقة سياسية في الخلافات بين السعودية وبعض الدول.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة منى في 2015
حادثة التدافع المأساوية في منى في شهر أيلول/سبتمبر عام 2015 التي أودت بحياة نحو 2300 شخص بينهم 464 إيرانياً، فتحت باب الانتقادات الحادة الموجهة للسعودية مجدداً، وخاصة من إيران التي اتهمتها بعدم القدرة على تنظيم الحج، وتلاه أزمة دبلوماسية بين البلدين نتج عنها انقطاع الإيرانيين عن موسم الحج في عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
حادثة سقوط الرافعة
وماعدا حوادث التدافع، أودت حوادث الانهيارات وسقوط الرافعات أيضاً بحياة الحجاج، لعل آخرها كانت حادثة انهيار إحدى الرافعات في مشروع توسعة المسجد الحرام في 11 أيلول سبتمبر من العام 2015، والتي خلفت أكثر من مئة قتيل ومئتي جريح.
صورة من: picture alliance/dpa/N. Mounzer
انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في 2006
ومن الحوادث المأساوية انهيار فندق "لؤلؤة الخير" في مكة المكرمة في بداية العام 2006 أودى بحياة 76 شخصاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرائق أحياناً تودي بحياة الحجاج
وتسببت بعض الحرائق أيضاً بفقدان الحجاج لحياتهم، ففي نيسان/أبريل من عام 1997، اندلع حريق كبير في إحدى مخيمات الحجاج أودى بحياة أكثر من 300 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Nelson
حادثة نفق منى في 1990
حدث تدافع كبير في نفق منى جنوب مكة في تموز/يوليو 1990 إثر عطل في نظام التهوية، وأسفر عن مقتل 1426 حاجا اختناقاً، وكان معظم الضحايا من الماليزيين والاندونيسيين والباكستانيين.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
إيران تدعو لتدويل الحج
الحوادث التي حصلت في الحرم المكي كانت منطلقاً لبعض الدول والأطراف للدعوة إلى تدويل الحج. وكانت إيران أولها، إذ تتكرر دعواتها منذ حادثة 1987 إلى تدويل الحرمين المقدسين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Biber
بداية الأزمة مع إيران
وتعود جذور الأزمة بين البلدين إلى تموز/يوليو عام 1987، عندما خرج الحجاج الإيرانيون في مظاهرة "البراءة من المشركين" رافعين فيها شعارات مؤيدة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني. والتي وقع فيها نتيجة استخدام العنف من قبل قوات الأمن السعودية 402 قتيلا، بينهم 275 إيرانياً.
صورة من: picture-alliance/dpa
القذافي كان يدعو لـ"فاتيكان إسلامي"
وليست إيران وحدها من دعا لتدويل الحج، فقد طالب معمر القذافي سابقاً بإيجاد ما يمكن أن يطلق عليه "فاتيكان إسلامي" في مكة والمدينة بحيث يتم وضع الأراضي الإسلامية المقدسة في الأراضي الحجازية تحت وصاية هيئة إسلامية تكون هي المشرفة والوصية على البقاع المقدسة.
صورة من: picture-alliance/dpa
السعودية تعتبر دعوات التدويل إعلان حرب
وعاد الحديث عن هذه الدعوات إلى المقدمة حديثاً مع إعلان السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير أن "تدويل المشاعر المقدسة عمل عدواني وإعلان حرب ضد المملكة". في إشارة إلى قطر. إلا أن قطر تنفي الموضوع برمته وتتهم السعودية بمحاولة تسييس الحج.