أكثر من مليون أوكراني فروا إلى ألمانيا منذ الغزو الروسي
١٦ فبراير ٢٠٢٣
مع اقتراب الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، فاقت موجة اللجوء من أوكرانيا نظيرتها بين عامي 2014 و2016. هذا فيما اشتكت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر من التوزيع غير العادل للاجئين الأوكرانيين في الدول الأوروبية.
إعلان
قال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني اليوم الخميس (16 شباط / فبراير 2023) إن نحو 1.1 مليون شخص وصلوا إلى ألمانيا من أوكرانيا في عام 2022، وهو ما يتجاوز تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط بين عامي 2014 و2016.
وأضاف المكتب أن ثلثي المهاجرين من أوكرانيا وصلوا في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الغزو الروسي بين آذار/ مارس أيار/ مايو من العام الماضي.
تأتي البيانات قبل أيام من الذكرى الأولى للغزو الذي بدأ في 24 شباط/فبراير، والذي أدى إلى نزوح ملايين الأوكرانيين.
وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي أنه باستثناء أولئك الذين عادوا إلى أوكرانيا، بلغ عدد المهاجرين الأوكرانيين إلى ألمانيا 962 ألفا في العام الماضي، أي أكثر من 834 ألفا جاءوا من سوريا وأفغانستان والعراق مجتمعين بين عامي 2014 و2016. وأضاف أن هذا جعل الأوكرانيين بحلول أكتوبر تشرين الأول 2022 ثاني أكبر جالية أجنبية في ألمانيا بعد الأتراك.
وتعقد اليوم الخميس قمة خاصة باللاجئين تجمع وزرات الداخلية في الولايات والوزارة الاتحادية ومنظمات محلية. وقبل القمة بأيام قالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد: "إذا جاءت موجة لاجئين كبرى أخرى من أوكرانيا، فيجب توزيع اللاجئين في أوروبا بشكل أفضل".
وأكدت أنه يجب تخفيف العبء عن الدول المجاورة لأوكرانيا في شرق أوروبا بصفة خاصة، وقالت: "بولندا استقبلت حتى الآن ما يفوق 1.5 مليون لاجئ من أوكرانيا، واستقبلت إسبانيا 160 ألف لاجئ. لا يمكن أن يبقى الوضع كذلك".
ورفضت فيزر وضع سقف لاستقبال الأوكرانيين في ألمانيا: "ثمانية من كل عشرة لاجئين وصلوا إلى ألمانيا العام الماضي هم من أوكرانيا، أي أكثر من مليون شخص". وأضافت الوزيرة الألمانية: "لا يمكن تحديد حد لدخول النساء والأطفال الذين فروا من أوكرانيا".
وتعتزم فيزر استقبال مسؤولين من مؤتمر وزراء الداخلية (المحليين للولايات الألمانية) وكذلك من المنظمات المحلية خلال قمة عن اللاجئين بالعاصمة الألمانية برلين يوم الخميس. ومن المقرر أن يتم تناول موضوع الحد من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا خلال هذه القمة أيضاً. وتعتزم الوزيرة جعل موضوع إعادة طالبي اللجوء المرفوضين محور تركيز القمة.
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة