حسب بيانات قدمتها الحكومة الألمانية فإن 1200 من المنتمين لما يعرف باسم حركة "مواطني الرايخ" بالإضافة إلى 750 يمينيا متطرفا آخر يملكون أسلحة بطريقة قانونية. وتسعى الحكومة الألمانية إلى نزع أسلحتهم.
إعلان
بالرغم من أعمال العنف التي يرتكبها متطرفون يمينيون في ألمانيا، لا يزال 1200 شخص من المنتمين لحركة "مواطني الرايخ" و 750 شخص من اليمين المتطرف يملكون أسلحة بطريقة قانونية. هذا ما خلص إليه موقع "تسايت أونلاين" الألماني، استنادا إلى جواب الحكومة الألمانية على استفسار قدمه حزب الخضر الألماني المعارض، حسب ما نشره موقع "شبيغل أونلاين".
وتسعى السلطات في الفترة الأخيرة إلى نزع رخص وأسلحة مواطني الرايخ ومنظمات مشابهة معادية للمؤسسات الألمانية. وفي هذا الصدد أعلنت الحكومة الألمانية أنها نزعت سلاح 450 شخصا من مؤيدي هذه الحركات، حسب موقع "شبيغل أونلاين". ولا يعترف مواطنو الرايخ بالدولة الألمانية في شكلها الحالي ويدعون أن نظام الرايخ الألماني (حركة الإمبراطورية الألمانية) لا يزال موجودا حتى اليوم. ويتم تصنيفهم على أنهم خطيرون ويصعب التنبؤ بتصرفاتهم.
نرع أسلحة أقل من اليمين المتطرف
وبالنسبة لليمين المتطرف فإن عدد الأسلحة التي تم نزعها تبقى قليلة، فحسب الحكومة الألمانية فإن 59 رخصة سلاح فقط تم استرجاعها من يمينيين متطرفين حتى نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي. وهو ما انتقدته المتحدثة باسم حزب الخضر لشؤون السياسة الداخلية، إيرين ميخاليتش.
وقالت ميخاليتش حسب موقع "تسايت أونلاين" إنه من غير المفهوم أن 59 رخصة فقط من 750 رخصة سلاح يملكها يمينيون متطرفون، هي ما تم استرجاعها. وتساءلت السياسية الألمانية "ماذا عن 691 نازي آخر يشتبه في حيازتهم للسلاح". حسبما جاء في موقع "شبيغل أونلاين".
ووفقا لهيئة حماية الدستور (جهاز الاستخبارات الداخلية) فإن عدد المتطرفين اليمينيين الخطيرين يقدر بـ 12.100 شخص، في حين يقدر عدد الأشخاص الذين لديهم ميول يمينية متطرفة 23 ألف ومائة وشخص. يضاف إلى ذلك 18 ألف شخص من مواطني الرايخ 950 منهم تم تصنيفهم على أنهم متطرفون يمينيون. وذلك حسب أرقام نشرتها هيئة حماية الدستور في مارس/ آذار الماضي.
ويدرس البرلمان الألماني قوانين جديدة بخصوص حيازة الأسلحة تلزم السلطات المعنية بإصدار تراخيص حيازة الأسلحة، بالتقصي لدى سلطات حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) عن الشخص الراغب في حيازة السلاح قبل منحه تصريحا بحيازته.
وحتى الآن تفحص السلطات المعنية بإصدار التراخيص في ذلك السجل المركزي الاتحادي والسجل المركزي لقضايا الادعاء العام، كما تستعلم لدى أقسام الشرطة في المنطقة المقيم فيها مقدم الطلب.
هـ.د/ أ.ح
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.