أكثر من 500 مهاجر عالقون في المتوسط ويبحثون عن ميناء آمن
١٣ أغسطس ٢٠١٩
ينتظر أكثر من 500 مهاجر تم انقاذهم في البحر المتوسط ومتواجدين على متن سفينتي إنقاذ ميناءً آمنا يرسون فيه. وقد ارتفع العدد بسبب انقاذ سفينة "أوشن فايكينغ" لـ105 أشخاص قبالة ليبيا، معظمهم من السودانيين، وبينهم 29 قاصرا.
إعلان
أنقذت السفينة "أوشن فايكينغ" أمس الإثنين 105 مهاجرين إضافيين في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا وباتت تقلّ 356 شخصاً وتبحث عن مرفأ آمن لإنزالهم، حسب ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس على متنها.
وفي الوقت نفسه، كان أكثر من 150 مهاجراً عالقين، بعضهم منذ أكثر من عشرة أيام، على متن سفينة "أوبن أرمز" قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
ورُصد زورق مطاطي أزرق خلال النهار على بعد حوالى 40 ميلاً بحرياً من السواحل الليبية، بفضل المراقبة الدائمة من المنصة العلوية للسفينة التي تشغلها منظمتا "إس أو إس ميديتيرانيه" وأطباء بلا حدود، وكان على متنه 105 أشخاص هم رجال ومراهقون غالبيتهم سودانيون، بينهم 29 قاصراً. وأنقذت سفينة "أوشن فايكينغ" السبت والأحد زورقين يقلّان أيضاً عدداً كبيراً من السودانيين الفارين من ليبيا.
وهذه السفينة الحمراء الكبيرة مجهّزة لاستقبال بين 200 و250 شخصاً في ظروف مناخية جيّدة في حاويات مهيأة على منصّتها لكن لديها قدرة استضافة مهاجرين جدد إذا كان الوضع يتطلّب ذلك، بحسب ما تؤكد المنظمتان.
وتعتزم السفينة مواصلة دورياتها قبالة سواحل ليبيا.
والواقع أنه ليست هناك أية منظمة غير حكومية أخرى متوفرة في الوقت الحاضر: فسفينة "آلان كوردي" التابعة لمنظمة "سي-آي" عادت إلى قاعدتها في مايوركا وسفينة "ماري جونيو" التابعة لمنظمة "ميديتيرانيا" لا تزال في صقلية وسفينة "أوبن آرمز" التابعة لمنظمة "بروأكتيفا أوبن آرمز" تُبحر حالياً قبالة سواحل لامبيدوزا.
وكتب مؤسس المنظمة الإسبانية أوسكار كامبس على مواقع التواصل الاجتماعي "أمواج يبلغ ارتفاعها أكثر من مترين مرتقبة بعد ظهر الأربعاء. سفينة أوبن آرمز ممنوعة من الدخول إلى المياه الاقليمية الإيطالية للاحتماء في لامبيدوزا وإلى المياه المالطية للاحتماء في مالطا. كل شي يجري على ما يرام".
ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو