فيما تتهم القوات الكردية المقاتلة لـ "داعش" في سوريا تركيا باستهداف مواقعها، صرح مسؤول في المعارضة السورية أن الهيئة العليا للمفاوضات ستجتمع لتحديد ممثلها في الجولة المقبلة من مباحثات السلام بعد استقالة محمد علوش.
إعلان
اتهمت القوات الكردية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ (داعش) في سوريا، القوات التركية بقصف مواقعها بالقرب من الخطوط الأمامية شمالي البلاد. وذكرت وكالة أنباء هاوار، المقربة من القوات الكردية، أن القوات التركية قصفت مواقع تمركز وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وجيش الثوار في قرى مناطق الشبهاء بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا.
وأضافت أن الجيش التركي بدأ بقصف مواقع مقاتلي وحدات الحماية وجيش الثوار المتمركزين في قرى بيلونية وعين دقنة والمقابلة لنقاط تمركز مرتزقة "داعش" بالمدفعية الثقيلة بعد منتصف الليل. وأفادت أن القصف أستمر حتى فجر اليوم الاثنين (30 أيار/ مايو 2016). وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد وصف اليوم الاثنين تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري بأنه "خطوة خاطئة لا تندرج ضمن إطار القيم الإنسانية".
على صعيد آخر قال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل أطيافا واسعة من المعارضة السورية اليوم الاثنين إن الهيئة ستجتمع خلال عشرة أيام لتحديد من يمثلها في الجولة المقبلة من مباحثات السلام بعد استقالة كبير المفاوضين محمد علوش. وأعلن علوش أمس الأحد استقالته بسبب فشل مباحثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة في تحقيق تسوية سياسية أو تخفيف معاناة السوريين في المناطق المحاصرة.
وقال المسلط في مقابلة مع قناة الحدث التلفزيونية الإخبارية إن الاجتماع المقبل سيعيد تقييم الموقف بالنسبة لعدد من القضايا وليس فقط من يمثل المعارضة في فريق التفاوض. وأضاف "هذا كله نتيجة الإحباط لكل السوريين من ضعف في الأداء في اتجاه ما يحصل من قبل المجتمع الدولي.. أكرر الاجتماع القادم سيتخذ قرارات في أمور كثيرة." ويمثل علوش أيضا جماعة جيش الإسلام لذا فإنه يظل بذلك الدور عضوا بالهيئة العليا للمعارضة.
وسبق لروسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وتتوسط كذلك في مباحثات السلام أن طلبت من الأمم المتحدة تصنيف جيش الإسلام كجماعة إرهابية.
ع.خ/ح.ع.ح (د ب ا، رويترز)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)