1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أكياس البلاستيك: القتلة الحقيقيون للحياة البحرية

أليوس بيرغر/ صلاح شرارة٧ نوفمبر ٢٠١٣

يتزايد عثور علماء البيئة على مواد بلاستيكية في الأسماك والطيور النافقة. والآن يريد الاتحاد الأوروبي أن تقلل الدول الأعضاء فيه استهلاكها من أكياس البلاستيك بنسبة 80 في المئة، لكن السؤال هو: كيف يمكن ذلك؟

IDN, 2009: Eine Plastiktuete treibt unter Wasser. [en] Plastic bag floating under water, Bali, Indonesia. | IDN, 2009: Plastic bag floating under water, Bali, Indonesia.
صورة من: picture alliance/WILDLIFE

يحذر بنيامين بونغاردت خبير النفايات لدى منظمة حماية الطبيعة في ألمانيا (NABU) من أن مشكلة البلاستيك في بحار العالم ضخمة لدرجة أنه لا يمكن لأحد تحديد أبعادها، فـ"لا أحد يمكنه أن يقول بالضبط ما هو حجم كمية البلاستيك التي تعوم في البحار، لكننا نعلم فقط أنها أكبر بكثير مما يمكن أن تتحمله الطبيعة."

ومنذ أكثر من عشر سنوات، وعلماء البحار يحاولون الحصول على معلومات حول تلوث المحيطات بناء على فحوصات يجرونها على طيور نافقة. وحتى اليوم عثروا على 31 جزء صغيرا من البلاستيك في بطون الحيوانات التي ألقت بهم الأمواج غالبا إلى السواحل، والظاهرة في تزايد. ومن خلال هذه الأرقام يقدر العلماء أن كل كيلومتر مربع من الماء يعوم فيه 18 ألف جزء من البلاستيك، تكون أحجامها أحيانا في منتهى الصغر ولا ترى بالعين المجردة وأحيانا عبارة عن أكياس بلاستيك كاملة.

تدخل جزيئات البلاستيك بطون الطيور والأسماك عند تناولها طعامها الطبيعي .صورة من: Manfred Delpho

البلاستيك يبقى في المياه لعدة قرون

ويقول بنيامين بونغاردت إن كثيرا من المواد البلاستيكية لا تتحلل إلا بعد مرور 450 عاما، وإن أكياس البلاستيك التي يكثر استخدامها في الوقت الحالي مسئولة عن جزء كبير من التلوث ويضيف: "80 في المائة من أكياس البلاستيك تأتي من الأراضي الساحلية وليس من البحر بمعنى أن السفن لا تلقي الأكياس البلاستيكية في الماء، وإنما تصل هذه الأكياس أساسا إلى البحر ، وخصوصا أكياس التسوق الرقيقة التي تستخدم غالبا لمرة واحدة، عن طريق السياح، وسكان السواحل وكذلك الأنهار والرياح."

وتريد المفوضية الأوروبية في بروكسل وضع حد لهذه المسألة ودفع الدول الأعضاء إلى خفض جذري في استخدام أكياس البلاستيك. ويقدر يانيز بوتوشنيك مفوض البيئة في الاتحاد الأوروبي عدد أكياس البلاستيك التي تنتج كل عام في دول الاتحاد بـ 100 مليار كيس ويقول "أكثر من 8 مليار كيس بلاستيك تلقى في الطبيعة على شكل نفايات، مسببة مشاكل بيئية بالغة، وخصوصا بالنسبة للحيوانات التي تبتلع أجزاء منها." لذلك قدم بوتوشنيك في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 مقترحا، بمقتضاه تلتزم دول الاتحاد الأوروبي بتخفيض استهلاكها من أكياس البلاستيك.

4 أكياس في فنلندا و 450 في البرتغال

لكن مشكلة أكياس البلاستيك الخفيفة الخاصة بالتسوق تختلف من دولة إلى أخرى في الاتحاد الأوروبي فبينما يستهلك المواطن في فنلندا أربعة أكياس فقط في العام، يستهلك المواطن في بولندا، أو سلوفاكيا أو البرتغال 450 كيسا ، أما المواطن في ألمانيا فيستهلك 70 كيسا في العام. ويقول بوتوشنيك إن بعض دول الاتحاد الأوروبي حققت نجاحات بالفعل في تخفيض أعداد أكياس البلاستيك لديها، وإذا خفضت دول أخرى أيضا من استهلاكها لأكياس البلاستيك، فسينخفض استهلاك الاتحاد منها بنسبة حوالي 80 في المائة.

الاتحاد الأوروبي يريد في البداية القضاء على أكياس البلاستيك الخفيفةصورة من: picture-alliance/dpa

ونظرا للاختلاف الكبير بين الدول الأوروبية في استهلاك أكياس البلاستيك يريد مفوض البيئة في الاتحاد الأوروبي أن يترك لكل دولة عضو في الاتحاد حرية اختيار الإجراءات التي تناسبها والتي يمكنها من خلالها تقليل نفايات البلاستيك لديها، ويقول: "ينبغي أن يكون لدول الاتحاد الحق حتى في فرض حظر على استخدام أكياس البلاستيك، وهو أمر لا تسمح به معايير الاتحاد الاوروبي حاليا."

منع الأكياس تماما مسألة غير محبوبة

لكن الألمانية داغمار روت- برنهاردت عضوة البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي انتقدت موقف بوتوشنيك وقالت إن مفوض البيئة يكون بهذا قد رضخ بالفعل قبل نقاش هذه المسألة، وتابعت : "لو كنت أنا مفوضة للبيئة وجادة في المسألة لتوجب أن يكون هناك حل موحد على مستوى أوروبا. وإذا تحدثت عن وجود مشكلة فمن واجبي أيضا أن آخذ بناصية هذه المشكلة."

تنقل الرياح أكياس البلاستيك لمسافات تبلغ أحيانا كيلومترات وبعدها تصل لمياه البحارصورة من: CC/Zainub Razvi

أما بنيامين بونغاردت من منظمة حماية الطبيعة في ألمانيا فيرحب بمرونة مفوض البيئة الأوروبي ويقول إن الأهم الآن من النزاع الطويل بشأن تلك القضية هو أن يحدث تغيير وأن تبدأ الآن بعض الدول في محاربة تلوث البحار بشكل جدي. ويضرب مثالا بأيرلندا التي تدرجت عبر سنوات وجعلت استخدام أكياس البلاستيك أمرا مكلفا، حيث أنها فرضت ضريبة قدرها 22 سنتا على كل كيس بلاستيك. وكانت نتيجة هذه الخطوة أن انخفض استهلاك أكياس البلاستيك بمقدار 90 في المائة فأصبح المواطن في أيرلندا يستهلك 18 كيسا في العام، كما استخدمت أموال الضرائب في إجراءات تنقية المياه من البلاستيك، حسب ما يقول بنيامين بونغاردت.

الرفاهية الجديدة تزيد المشكلة

ويرى خبير النفايات، بونغاردت، أن الاتحاد الأوروبي هو قاطرة العالم في مجال حماية البيئة، فالمشاكل تتعدى حدود أوروبا وتشتد خصوصا في الدول الصاعدة، حيث إن وسائل الرفاهية في تلك البلاد في ازدياد ويزيد معها استخدام أكياس البلاستيك.

18 ألف جزء من البلاستيك تسبح في مياه كل كيلومتر مربعصورة من: picture-alliance/dpa

وفي بعض الدول تختنق الأنهار والبحيرات من أكياس البلاستيك وكذلك من القناني البلاستيكية. وفي لحظة ما تصل كثير من تلك الأشياء إلى البحر أحيانا بعد سنوات وأحيانا بعد عشرات السنين. وعند المقارنة نجد أن هذه المشكلة قليلة جدا في أوروبا، حسب قول بونغاردت، "بالطبع لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يحل هذه المشكلة في العالم كله، لكنه يستطيع أن يدفع لحلها من خلال أمثلة جيدة، وأن يقول نحن في الدول الصناعية نبذل جهدنا من أجل تقليل استخدام البلاستك، فلربما تسير دول من الدول الصاعدة على هذا النهج."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW