يعتقد البعض أن الإقبال على ممارسة ألعاب الفيديو مضر بالصحة، لكن دراسة أمريكية أظهرت نتائج جديدة مختلفة تماما، أكدت على دور ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد في تنشيط الذاكرة وتقليل احتمال تلاشي الذكريات الجديدة.
إعلان
أجرى باحثون دراسة على 69 لاعبا مبتدئا بألعاب الفيديو، تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما، وذلك بتخصيص نصف ساعة يوميا لمدة عشرة أيام لممارسة إما لعبة "الطيور الغاضبة (أنغري بيردز) الثنائية الأبعاد، أو "سوبر ماريو وورلد" ثلاثية الأبعاد، أو عدم لعب شيء على الإطلاق. وكانت تجرى لهم قبل وبعد الفترة اختبارات ذاكرة من خلال إعطائهم سلسلة من الصور لأشياء تحدث يوميا لدراستها، ثم تعرض عليهم صور لنفس الأشياء وأشياء جديدة وأخرى لا تختلف إلا بشكل طفيف عن الصور الأصلية، ويطلبون منهم تصنيفها.
ووفق أخصائي البيولوجيا العصبية بجامعة كاليفورنيا المشارك بإعداد الدراسة، كريج ستارك، فإن التعرف على الأشياء المختلفة بشكل طفيف يتطلب استخدام منطقة الحصين بالمخ التي ترتبط بعمليات التعلم المعقدة والذاكرة. ووجدت الدراسة أنه لم يحدث تحسن لذاكرة أحد إلا من مارسوا ألعابا ثلاثية الأبعاد حيث حققوا تحسنا بنسبة 12 في المائة في نتائج الاختبار. وقال ستارك وزميله المشارك بالدراسة غريغوري كليمسون، في دورية علم الأعصاب، إن من المحتمل أن ممارسة هذه الألعاب تحفز منطقة الحصين في المخ.
ألعاب "بلاي موبيل"- قصة نجاح غزت غرف ملايين الأطفال
ألعاب "بلاي موبيل" الألمانية عبارة عن تماثيل وأشكال صغيرة جدا من البلاستيك يلعب بها الأطفال ويتعلمون في نفس الوقت. ومنذ ظهورها عام 1974 يعشقها ملايين الأطفال في العالم. وبيع منها حتى الآن ما يزيد على 2.8 مليار تمثال.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
ترتبط ألعاب "بلاي موبيل" للأطفال بالراحل هورست براندشتيتر (1933- 2015)، الذي حول شركة عمه "غيبورا براندشتيتر" إلى إنتاج تماثيل وأشكال بلاستيكية صغيرة للأطفال بعد أن كانت تنتج لعب أطفال مصنوعة من الصفيح.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
كانت التماثيل الأولى من بلاي موبيل بطول 7.5 سم وعبارة عن أشكال للفرسان والهنود الحمر وعمال البناء. ثم أصبحت هناك تماثيل طولها 5.5 سم يقوم الأطفال بتركيبها بأنفسهم، ويمكنهم تحريك رؤوس وأرجل وأيادي تلك التماثيل، كيفما يريدون.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Frey
وبمرور الأعوام بدأت تماثيل بلاي موبيل تمثل مهنا أخرى كرجال الشرطة والإطفاء وحتى أطقم الأطباء والتمريض في المستشفيات لتعطي الأطفال فرصة للتعرف على عوالم مختلفة، والتعلم عن طريق اللعب.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
كانت تماثيل بلاي موبيل بسيطة وأحادية اللون في البداية. وتصفيف شعرها أيضا كان موحدا، بينما اختلفت فقط ألوان الشعر بين الأسود والأشقر والبني. لكن ذلك تغير بمرور الوقت، فأصبحت بألوان وإكسسوارات مختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وحدث تغيير أيضا في تماثيل الإناث. ففي البداية كان يعرف أن التمثال البلاستيكي الصغير لإمرأة من خلال الفساتين والشعر الطويل . ومع حقبة الثمانينات بدأت تظهر في التماثيل المعالم والملابس الأنثوية المعروفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
التماثيل الصغيرة بغرض التعليم موجودة قبل تماثيل بلاي موبيل بقرون. حيث بدأت في حدود عام 1550 صناعة تماثيل لجنود من مواد أخرى مثل القصدير والرصاص، وكانت لهذه التماثيل التعليمية قيمتها الكبيرة في حياة المجتمع.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
يقع المقر الرئيسي للشركة المنتجة لتماثيل بلاي موبيل في زيندورف بالقرب من نورنبرغ. وتقول الشركة إنها توظف أربعة آلاف عامل في ألمانيا وغيرها من الدول. وفي عام 2014 بلغ حجم مبيعاتها 595 مليون يورو.
صورة من: Playmobil
70 بالمائة من مبيعات الشركة تتم خارج ألمانيا. وهناك فروع بيع في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وأكبر موقع لإنتاج ألعاب بلاي موبيل في ولاية بافاريا، وهناك أماكن إنتاج أيضا في مالطا وتشيكيا وإسبانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وقد حذت شركة ليغو الدنماركية حذو بلاي موبيل فبدأت عام 1978 في إنتاج أولى ألعابها من التماثيل البشرية بحجم في منتهى الصغر (حوالي 42 ميليمتر). ويمكن فك وتركيب أجزاء هذه التماثيل، كالأيادي والرؤوس وغيرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
9 صورة1 | 9
واعتبر ستارك أن الألعاب ثلاثية الأبعاد تملك أشياء كثيرة غير متوافرة بالألعاب ثنائية الأبعاد، مثل المنظور وكم المعلومات المكانية الموجودة فيها، والجانب "الذاتي" أو "الاندماجي" بها، بحيث يشعر اللاعب وكأنه موجود هناك، إلى جانب مجمل الأشياء التي يمكن أن يتعلمها مصادفة. غير أن الباحثين أقروا بقيود هذه الدراسة، ومنها الحجم الصغير للعينة، واحتمال التفاوت في مدى التعقيد بين اللعبتين.
كما أشار الباحث بطب الجهاز العصبي بجامعة كاليفورنيا، د. آدم غزالي -الذي لم يكن له دور بالدراسة- إلى احتمال أيضا أن الاختبارات على شبان ربما لا تؤدي لنفس النتائج في لاعبين أكبر سنا، أو أن اللاعبين عديمي الخبرة ربما لا يحققون نفس نتائج المخضرمين.
من جهته، قال مدير مركز أبحاث وسائل الإعلام والتكنولوجيا والصحة بجامعة بطرسبرغ، د. بريان بريماك، إنه إذا تأكدت مثل هذه النتائج ومددت فإنها قد تفتح الباب أمام استكشاف دور لاستخدام ألعاب البعد الثلاثي للمرضى المصابين بمشكلات في الذاكرة.