1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألعاب الكمبيوتر: حين تصبح المقاومة لعبة

ألعاب الكمبيوتر العربية تعرف رواجاً في البلدان العربية. شركات عربية تنتج ألعاب كمبيوتر مسلية ذات قضايا مختلفة. مقارنة بين ألعاب الكمبيوتر العربية والغربية انتقادات متبادلة من منتجي لعب الكمبيوتر العربيين والغربيين.

شباب يتسلون بألعاب الكمبيوترصورة من: AP

ألعاب الكمبيوتر التي تتخذ المواجهة العسكرية موضوعاً لها تلقى نجاحا في العالم العربي و تعتمد بعض الألعاب على مسلمّات واقعية و لكنها متأخرة عن الأحداث السياسية الحالية.البنادق الآلية من ماركة أوزي تدوّي، والقنابل اليدوية تنفجر، والجنود الإسرائيليون يلقون حتفهم متأوهين خلف متاريس موقعهم العسكري. والطريق مفتوح للمستوى الثاني (في اللعب) في الكفاح ضد محتلي فلسطين. هذه أحداث لعبة جديدة تسمى "تحت الحصار"، وهي لعبة كمبيوتر ثلاثية الأبعاد تجعل "كفاح الشعب الفلسطيني من أجل التحرير" موضوعا للتسلية. وهذه اللعبة من تطوير شركة "أفكار ميديا" للبرامج الإلكترونية في دمشق، تلك الشركة التي أنتجت عام 2001 اللعبة المماثلة "تحت الرماد"، والتي تحكي قصة شاب اسمه أحمد خلال انتفاضة 2000. وهذه اللعبة قد تم تحميلها من صفحة الويب الخاصة بالشركة 500 ألف مرة وبيع منها عشرة آلاف نسخة في الشرق الأوسط. ونتيجة لهذا النجاح قررت الشركة السورية أن تطرح في الأسواق لعبة "تحت الحصار" كمستوى ثان لها عن الأحداث الجارية.وتعتمد لعبة "تحت الحصار" الجديدة على مسلّمات واقعية كما كان الأمر أيضا في لعبة المستوى الأول "تحت الرماد". والمشاهد الافتتاحية تدور حول العملية الانتحارية التي قام بها الطبيب الإسرائيلي "باروخ غولدشتاين" الأمريكي الأصل. وكان هذا اليهودي المتطرف قد قتل سبعا وعشرين وجرح ما يزيد عن مائة فلسطيني أثناء الصلاة في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل عام 1994. وأبطال لعبة "تحت الحصار" لديهم الفرصة لمحو هذه الحادثة وكأنها لم تكن، حيث استطاعوا قتل باروخ غولدشتاين رميا بالرصاص بمنتهى السرعة والدقة.ويقول "رضوان قاسمية" مدير شركة أفكار "ميديا": "إننا نحاول تقديم نوع جديد من الإنتاج الديجيتالي ذو المستوى الرفيع"، ولعبة "تحت الحصار" ليست رد فعل على الألعاب الأمريكية الأكثر رواجا مثل "دلتا فورس" أو "الجيش الأمريكي" ذات الطابع المتكرر.

التضحية بالنفس من أجل الآخرين

صورة من: AP

ويقول السيد قاسمية، الذي بدأ البرمجة وهو في سن الثالثة عشر: "إن لعبتنا ليست لعبة قتل، ولكنها لعبة تحكي قصة". والقصة تدور حول الشباب الذين يرمون الدبابات بالحجارة ويردون القنابل المسيلة للدموع، وتدور أيضا حول الرجال الذين يحملون الأسلحة الآلية ويقاتلون بها الجيش الإسرائيلي.وفي لعبة "تحت الرماد" توجد أيضا قصة المرأة التي قامت بالعملية الاستشهادية، وانتقدتها إسرائيل بشدة. هذه المرأة الشابة كانت قد أودعت أطفالها عند أقاربها قبل أن تفجر قنبلة في وسط الجنود الإسرائيليين، الذين كانوا قبيل ذلك قد قتلوا زوجها رميا بالرصاص دونما رحمة. ويعلق مدير "أفكار ميديا" قائلا: "هذه ليست قصة يأس وقنوط، ولكن الموضوع يتعلق بالاستعداد للتضحية بالحياة من أجل الآخرين".

وبـ"الاستعداد للتضحية" نجد شركة البرمجة في دمشق متأخرة عن الأحداث السياسية الحالية، حيث يحاول الآن رجال السياسة من الفلسطينيين والإسرائيليين التقارب من بعضهم البعض. وعلاوة على ذلك فطبقا للاستفتاء الحديث الذي تم بعد انتخاب الرئيس محمود عباس بلغت نسبة الفلسطينيين الذين يؤيدون "العمليات الإستشهادية" فقط 29%، بعد أن كانت نسبتهم 77% قبل ذلك بستة شهور.

لعبة القوات الخاصة لحزب الله

إن لعبة "تحت الرماد" والمستوى الثاني لها "تحت الحصار" هما ليسا فقط ما ظهر من "الألعاب القتالية" العربية، فقد ظهرت أوائل العام الماضي لعبة "القوات الخاصة" التي طورها قسم الكمبيوتر والإنترنت التابع لحزب الله، ومنذ ذلك الحين وهم يتابعون تحديثها بطريقة مستمرة. واللعبة التي طورها "حزب الله" تقوم على أحداث واقعية أيضا مثل منتجات شركة دمشق، وقد طورت لتكون بمثابة شاهد تذكاري ديجيتالي يذكّر بطرد قوات الاحتلال الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000. وفيها يظهر الجنود المسلمون أثناء قيامهم بـ"عمليات التحرير" وهم يستولون على مواقع الحراسة الخارجية للجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

الإعلام العربي المضاد

وحركة المقاومة اللبنانية تحاول عن طريق لعبة "القوات الخاصة" أن تسد فجوة إعلامية، فهي تريد أن تقدم ما تذيعه قناة الجزيرة والعربية من أخبار على شكل لعبة كمبيوتر مسلية، أي إعلام عربي مضاد للهيمنة الغربية.ويتنبأ "بلال زين"، أحد العاملين بمكتب حزب الله للإنترنت قائلا: "إن لعبة "القوات الخاصة" ما هي إلا الخطوة الأولى، ومع الوقت ستكبر حركة التحرير أكثر وأكثر".

صورة من: AP

واستطرد قائلا: "تعتبر معظم الألعاب الأمريكية المطروحة في الأسواق إهانة للبلاد الإسلامية والعربية"، فالجنود العرب والمدنيون لا يصلحون إلا كحطب لنار الحرب، والبطل الذي يقتلهم يكون عادة أمريكي. ويضيف قائلا: "إن العرب في لعبة "القوات الخاصة" ليسوا إرهابيين ولكنهم مناضلين". واللعبة التي طورها حزب الله قد بيعت حتى الآن 20 ألف مرة، خاصة في سوريا وإيران والكويت والإمارات العربية المتحدة، أما في أوروبا واستراليا فلم يباع منها إلا حوالي 1500 نسخة. ومع ذلك فقد لاقت احتجاجا قويا في العالم الغربي، ففي بريطانيا العظمى أدانت منظمة يهودية اللعبة بشدة، وفي استراليا وصفها مايكل داني - أحد البرلمانيين من حزب العمال – بأنها "ليست إنسانية". وتعرضت أيضا لعبة "تحت الحصار" لدار "أفكار ميديا" في دمشق لمثل هذه الانتقادات. وعن قريب سوف تظهر هذه اللعبة باللغة الإنكليزية، حيث قام بترجمتها متطوعون من أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية. أما بخصوص ما هو "غير إنساني" أو"مص الدماء" في لعبة "تحت الحصار" ولعبة "القوات الخاصة" التي طورها حزب الله فهم أبعد ما يكونوا عن ذلك مقارنة بالألعاب الناجحة تجاريا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

لعبة الجيش الأمريكي

صورة من: AP

ما يقرب من مليون ونصف من الناس قد سجلوا أسماءهم للعبة "الجيش الأمريكي" الموجودة على صفحة الويب الخاصة بالجيش الأمريكي. ومن بين مجموع 35 ألف من الذين يلعبونها يوميا يفتح ما بين 20 إلى 30 % منهم - حسب أقوال وزارة الدفاع الأمريكية - صفحة التجنيد التابعة للجيش. وفي لعبة "الجيش الأمريكي" تسري قاعدة القضاء على الإرهابيين في العراق وأفغانستان دون مراعاة خسائر المدنيين. وعلى هذا الغرار تماما تكون لعبة "الدفاع الجوي الإسرائيلي"، فمن الممكن للطيار الذي يقود طائرة حربية إسرائيلية أثناء غزو لبنان عام 1982 أن يختار "القصف المكثف بالقنابل فوق بيروت". وكلا اللعبتين حازتا على تقدير مجلات وصفحات ويب متخصصة بسبب "الأداء الواقعي".

فعلى سبيل المثال تذكر صفحة www.worthplaying.com الشهيرة أنه "بالنظر إلى تطور الوضع السياسي الراهن في العراق نجد مثل هذه الألعاب الحربية في طريقها للانتشار في الولايات المتحدة الأمريكية". ومن ضمن هذه الألعاب لعبة "إذلال الإرهابي" التي ظهرت في الأسواق في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وفيها "أنه واجب عليك كجندي في الجيش الأمريكي أن تكون على الجبهة الأمامية في الكفاح ضد الإرهاب.

وعليك أيضا أن تشل حركة الإرهابيين بمروحيات الأباشي ومروحيات يو إتش وسيارات الجيب المصفحة والبنادق الآلية وقاذفات الصواريخ. إن الدفاع عن وطننا مهمة يرق لها القلب".

ألعاب عربية دعائية

صورة من: Bilderbox

أما بالنسبة للألعاب العربية فقد لا تقل عن غيرها في الدعاية، ولكن ليس فيها قتل للمدنيين. ففي "حرب التحرير الفلسطينية" في لعبتي "تحت الرماد وتحت الحصار" هناك خصم للنقاط أو ما يسمى "اللعبة انتهت" إذا قتل اللاعب أحد المدنيين. وفي لعبة "القوات الخاصة" التي طورها حزب الله لا يوجد مدنيون إطلاقا يمكن أن يمسوا بسوء. ومقارنة بـ"ألعاب الحرب الأمريكية" نجد أن منتجات العالم العربي لا تجد لدى الأطفال في بيروت وكذلك أيضا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان إلا اهتماما قليلا. ويعلق على ذلك أحد الطلاب الذين يعملون في مقهى الإنترنت "سوبر فيزور" قائلا: "إن الأغلبية لا يعرفون هذه الألعاب إطلاقا، ولا تظل شيقة وممتعة إلا لمدة قصيرة وبعدها يبدأ البحث عن الجديد".ويتم الآن تطوير لعبة جديدة باسم "لعبة المقاومة" بقسم الكمبيوتر التابع لحزب الله. ويصرح "بلال زين"، رئيس قسم الإنترنت لدى حزب الله أن اللعبة مصممة بتقنية عالية تقوم على المروحيات والعمليات الجديدة المتنوعة، ويقول وهو يبتسم مثل آية الله الخميني في صورته الأكبر من الحجم الطبيعي والمعلقة خلفه على الحائط: "لا أستطيع أن أدلي بمعلومات أكثر من ذلك".

ألفريد هاكنبرغر/ ترجمة عبد اللطيف شعيب

المصدر: موقع قنطرة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW