ألمانيات يتعلمن تقنية الدفاع عن النفس ضد التحرش الجنسي
١١ مايو ٢٠١١يتعرض أكثر من ثـُلث الفتيات والنساء في ألمانيا ما بين السادسة عشرة والخامسة والثمانين من العمر للعنف الجسدي أو التحرش الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن، بحسب إحصائيات. ولكي تتمكن الفتيات والنساء من التصدي للمعتدين عليهن أو للمتحرشين بهن ينظم الاتحاد الرياضي الألماني للألعاب الأولمبية دورات في الدفاع عن النفس خاصة بهن.
فتيات يَقفنَ للمتحرشين بهنّ بالمرصاد
خَمس فتيات يتمرنّ في إحدى القاعات الرياضية في بلدة ديرميتسهايم بالقرب من مدينة كولونيا الألمانية، ويضحكن ويصِحْن أثناء التدريب، بل ويشعرن بمتعة التدريب رغم أن الهدف منه هو جدي جدا: وهو الدفاع عن النفس. ومدربهن بيتر بيليغ يرتدي ثياب تدريب بيضاء ويضع حزاما حول خصره.
دورة تدريبية بسعر معقول يقيمها المدرب للمبتدئات ويعلمهن فيها كيفية الدفاع عن أنفسهم إذا هاجمهن أحد الرجال يوما ما. الفتيات يتدربن على منازلة رجال قد يتعرضون لهن بالعنف أو قد يتجاوزون حدودهم ويبدؤون بالتحرش بهن جنسيا، كما يقول المدرب بيتر بيليغ: "في أحد التمارين مثلا: عندنا دمية على شكل رجُـل ويتدلى من منتصفها جورَب يرمز للأعضاء التناسلية الذكرية. والفتيات يتمرنّ على تحريك قبضات أيديهن بقوة اللكم أوالفتل أوالسحب لاستهداف الرجال الذين قد يهاجمونهن".
ويضيف المدرب أن "المجرمين أو المتحرشين لا يبحثون عن خصوم أقوياء، بل يبحثون عن أهداف سهلة وأشخاص ضعفاء"، وبمجرد أن تتعلم الفتيات كيف يستخدمن أجسامهن وأصواتهم وشخصيتهن وكل تصرفاتهن للدفاع عن أنفسهن فإن المتحرشين أو المجرمين يتخلون عن فكرة الاقتراب منهن ويبحثون عن فريسة أخرى.
خط الدفاع الأول: قوة الشخصية
الفتاة سونيا مثلاً تلميذة وتبلغ من العمر سبعة عشر عاما، وقد قامت الصيف الماضي بالتدرب في دورة مماثلة للدفاع عن النفس. استمتعت سونيا كثيرا بالتدريب وأصبحت قادرة على التسديد بدقة على دمية التدريب. وهي تعمل الآن كمدربة مع الفريق في النادي الرياضي.
ولكن الفتيات هنا لا يتعلمن فقط كيف يسبّبن الألم الجسدي لمهاجميهن، بل ويتعلمن أيضاً التصرف المناسب ووضع حد لمن يتحرش بهن من خلال الكلمات الحازمة أولاً. كقول كلمة: "توقف" وبحزم إن بدأ أحدهم يتجاوز الحدود الشخصية. وهي طريقة أصبحت سونيا تجيد استخدامها جيدا في الأماكن العامة.
وتسرد سونيا قصة لم تضطر فيها لاستخدام القوة مع شاب حاول التحرش بها جنسيا وتقول: "مرةً كنتُ في إحدى الحدائق وكان هناك شاب لا أعرفه يجلس بجانبي. وبدأ بمضايقتي والتحرش بي. فقلت بصوتٍ عالٍ: توقفْ عن ذلك! توقفْ! واتركني وحدي! وقد لفت صوتي العالي انتباه كل من كان متواجداً في الحديقة. وبدأ الناس بالنظر إلينا فتوقف الشاب فورا عن مضايقتي. ونجحتُ في صدّه".
لاورا دوينغ/ علي المخلافي
مراجعة: أحمد حسو