شباب الحزب الاشتراكي سيتوقف عن استخدام مصطلح "الإسلاموية"
٨ أبريل ٢٠٢٥
يعتزم شباب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في العاصمة الألمانية برلين التوقف عن استخدام مصطلح "الإسلاموية" في خطابهم، واستخدام عبارة "التطرف القائم على أساس ديني" بدلاً منه، دون الإشارة إلى دين معين.
يعتزم شباب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في العاصمة الألمانية برلين التوقف عن استخدام مصطلح "الإسلاموية" في خطابهم.صورة من: Sebastian Willnow/ZB/dpa/picture alliance
إعلان
خلال اجتماع لمندوبيه، تبنى فرع برلين من المنظمة الشبابية التابعة للحزب الاشتراكي قرار عدم اللجوء لمصطلح "الإسلاموية" مرة أخرى، ما أثار انتقادات حادة ونقاشاً واسعاً على الإنترنت.
يذكر أن المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وجاء في نص القرار الصادر يوم السبت الماضي أن القرابة اللغوية بين لفظي "الإسلام" و"الإسلاموية" تمثل مشكلة، إذ "تنشأ من ذلك صورة يظهر فيها الإسلام محل إشكالية وذي صلة بالسلبية"، ما يؤدي إلى وصم دين بأكمله.
وأضاف القرار أن الأشخاص الذين ينظر إليهم على أنهم مسلمون يوضعون تلقائياً تحت الاشتباه العام، ما يجعلهم معرضين للضغط بشكل دائم للنأي بأنفسهم "عن التطرف مثل ذلك الذي تمارسه حماس أو تنظيم داعش"، وأردف القرار أن هذا الأمر يؤدي أيضاً إلى تصاعد العنصرية المعادية للمسلمين.
من جانبها، اعتبرت سوزانه شرودر، الباحثة المتخصصة في شؤون الإسلاموية، أن تصرف شباب الحزب في برلين غير دقيق من الناحية الموضوعية. وفي مقابلة مع صحيفة "فيلت" الألمانية، قالت شرودر التي تشغل أيضاً منصب مدير "مركز فرانكفورت لأبحاث الإسلام العالمي" إن "ما يفعله شباب الحزب هو أسلوب معروف، كثيراً ما نجده لدى المنظمات اليسارية، وهو محاولة للتخفيف من حدة مشكلة التطرف الإسلامي من خلال الكف عن الحديث عنها، واستخدام مصطلحات أخرى على نحو مفاجئ".
ورأت شرودر أن المشكلة لا يمكن فصلها عن الإسلام، لأن هناك "منفذي اعتداءات وساسة إسلامويين يربطون أنفسهم بالإسلام ويبررون به مواقفهم وقيمهم وأفعالهم. ولا يمكن تجاهل ذلك ببساطة".
في المقابل، قالت سفينيا ديدريش رئيسة فرع شباب الحزب الاشتراكي في برلين، التي تشغل هذا المنصب إلى جانب زميلها كاري لينكه، إن الجدل حول القرار بمثابة "ضجة بلا طائل". وأوضحت في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الهدف من القرار الذي حظي بدعم واسع، هو تقليل التمييز في عمل المنظمة، مؤكدة أن القرار ليس حظراً، واستطردت :"يستطيع الجميع أن يواصلوا قول ما يشاؤون".
وشدد قرار المنظمة على ضرورة مكافحة التطرف الذي يستند إلى الأديان، "ولكن دون تبني سرديات عنصرية ووصم جماعي"، وتابع نص القرار: "بدلاً من ذلك، يجب أن يستخدم في المستقبل داخل المنظمة مصطلح 'التطرف القائم على أساس ديني'. وبهذا الشكل يتم الكف عن إثارة المزيد من الأحكام المسبقة ضد الإسلام". وجاء في النص أيضا أن هذا القرار سيسري على سبيل المثال على الطلبات والمناقشات داخل المنظمة.
خ.س/ع.ش (د ب أ)
ملف صور: المسلمون في أوروبا.. الانتشار والأعداد
ينتشر المسلمون في القارة الأوروبية دون استثناء أي بلد منها. غير أن بعض تجمعاتهم تستقر في دول بعينها نتيجة أسباب سياسية أو تاريخية أو بحثاً عن سبل العيش. المزيد في ملف الصور التالي:
صورة من: Getty Images/S. Gallup
فرنسا
تعد فرنسا البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، إذ يقدر عددهم بحوالي 5 مليون مسلم. أغلب هؤلاء المسلمين ينتمون إلى دول المغرب العربي وشمال أفريقيا. عرفت أعداد المسلمين في فرنسا تزايداً ملحوظاً بعد الحرب العالمية الأولى، إذ كان البلد في حاجة إلى الأيدي العاملة.
صورة من: AP
ألمانيا
تعتبر ألمانيا من بين أهم الدول التي قصدها مسلمون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي 5 مليون شخص. وتتجاوز نسبة الأتراك الثلثين. كما أن عدد المسلمين بهذا البلد عرف تزايداً، خصوصاً ما بين عامي 2010 و2016، حيث قصدها حوالي مليون لاجئ. وحسب الدراسات فإن 86 بالمائة من اللاجئين الذين قصدوا ألمانيا مسلمون. ويضم البلد مئات المساجد وعشرات المراكز الدينية.
صورة من: Getty Images/M. Hitij
بريطانيا
يتمركز أغلب المسلمين في بريطانيا في العاصمة لندن. وتنقسم أصولهم بين قادمين من الهند، الشرق الأوسط وأفريقيا. أحدث دراسة في الموضوع أشارت إلى أن المملكة المتحدة لم يدخلها لاجئون مسلمون كثر بين 2010 و2016، إذ قدر عددهم بـ 60 ألف. وبشكل عام، فعدد المسلمين الذين وصلوا إلى المملكة منذ 2010 يناهز 43 بالمائة من المهاجرين لبريطانيا.
صورة من: Getty Images/D. Kitwood
إسبانيا
عاش جزء من إسبانيا تحت الحكم الإسلامي لفترة طويلة، وما تزال تحتفظ في بعض مدنها بآثار ذلك. حسب إحصاءات 2012، فإن أكثر من مليون و900 ألف شخص يعتنقون الدين الإسلامي في البلد. ينحدر أكثرية المسلمين هناك من الأصول الأمازيغية، خاصة من شمال المغرب وبعض البلدان الإفريقية. ويتوزع المسلمين على مدن عديدة أهمها: مدريد وكتالونيا والأندلس وفالنسيا ومورثيا وكانارياس..
صورة من: Fotolia/Mariusz Prusaczyk
إيطاليا
حسب إحصائية تعود لـ2016، فإن المغاربة المسلمين يقدرون بحوالي نصف مليون مسلم، ضمن أكثر من مليون و700 ألف شخص يعتنق الإسلام. المسلمون في إيطاليا يتركزون في الجهات الصناعية في شمال البلد، كما تضم العاصمة لوحدها أزيد من 100 ألف مسلم. وبالنسبة لدور العبادة، فتضم روما واحداً من أكبر المساجد في أوروبا فضلاً عن مساجد أخرى تنتشر في المدن والحواضر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Lo Scalzo
هولندا
في العقود الأخيرة من القرن الماضي، استقطبت هولندا اليد العاملة من "بلدان مسلمة" كتركيا والمغرب. وتشير بيانات إلى أن عدد المسلمين في هولندا تجاوز 850 ألف مسلم في 2006. كما أشارت صحيفة AD الهولندية مؤخراً إلى أن الإسلام يعرف انتشاراً واسعاً داخل البلد، وعززت ذلك بأرقام تفيد تنامي الإسلام بامستردام على غرار الديانات الأخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Johnson
بلجيكا
يقصد الكثير من المسلمين بلجيكا، ويتجاوز عددهم هنالك 700 ألف مسلم من أصول مغربية بالدرجة الأولى. يحتل الإسلام الرتبة الثانية ضمن الديانات المعتنقة في البلد. وحسب تقرير لجريدة الإيكومنست البلجيكية، في وقت سابق، فإن نصف أطفال المدارس الحكومية في بروكسيل من عائلات مسلمة. كما يوجد في العاصمة أكثر من 300 مسجد. تعترف بلجيكا بالدين الإسلامي وتخصص ميزانية لتدريس التربية الإسلامية، ودفع رواتب بعض الأئمة.
صورة من: DW/K. Hameed
الدانمارك
وصل الإسلام حديثاً إلى الدنمارك وذلك مع هجرة العمال المسلمين بدءاً من منتصف القرن العشرين. ويقدر عدد المسلمين حوالي 300 ألف مسلم، أي 5 بالمائة تقريباً من سكان الدنمارك. وينحدر أغلبهم من تركيا ودول عربية. كما يوجد من بين المسلمين ألبان وباكستانيون ودنماركيون
صورة من: picture-alliance/Scanpix Denmark/S. Bidstrup
اليونان
تقدر نسبة المسلمين في اليونان بحوالي 3 بالمائة من إجمالي السكان. وتعتبر اليونان من بين الدول الأولى التي عرفت الإسلام، إذ قدمت جيوش المسلمين إلى جزيرة "رودوس" أول مرة عام 654 ميلادي. يوجد خمس مجموعات سكانية مسلمة في البلد، تنقسم إلى: أتراك وبوماك وألبان وغيرهم إضافة إلى المهاجرين. يوجود الكثير من المساجد في البلد، ويرجع الكثير منها للعهد العثماني.
صورة من: Getty Images/M. Bicanski
بولندا
تعود بدايات المسلمين في بولندا إلى القرن الرابع عشر ميلادي. ويعتبر حالياً عدد المسلمين هناك قليلاً مقارنة بالبلدان الأوروبية الأخرى. توجد بعض الإشارات التي تقول أن عدد هؤلاء يصل إلى 31 ألف مسلم فقط، أي ما يقارب 1 بالمائة من مجموع عدد السكان. ويوجد أكبر تجمع إسلامي في مدينة بياوتسنوك. تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المسلمين، عام 2050، سيصير ضعف العدد الذي يوجد عليه الآن. إعداد: مريم مرغيش