ألمانياـ قانون جديد للهجرة لسد النقص في العمالة المتخصصة؟
٢٥ أبريل ٢٠١٨
شكل ملف الهجرة المقننة والاندماج في المجتمع موضوعا أساسيا في محادثات تشكيل الائتلاف الحاكم حاليا في برلين بين المحافظين والاشتراكيين. والهدف هو تغطية حاجات المؤسسات الانتاجية في ألمانيا بالأيدي العاملة الماهرة والمتخصصة.
إعلان
في كثير من المصانع في ألمانيا تبقى وظائف عديدة شاغرة في الوقت الذي يهتم فيه الكثير من الأجانب بإشغال تلك الوظائف. بيد أن اليد العاملة المؤهلة أو المتخصصة التي لا تنحدر من دول الاتحاد الأوروبي مجبرة على تجاوز عدة عقبات في طريقها إلى سوق العمل في ألمانيا. مثل فادي الشماس الذي قدم قبل سنتين إلى ألمانيا، ولكن ليس على الأقدام عبر البلقان، بل على متن طائرة كقوة عاملة مؤهلة. وهو يتكلم بطلاقة الإنجليزية ويتوفر على شهادة في التسويق. وهدفه الكبير كان العمل كخبير كومبيوتر في برلين. إلا أن هذا الحلم تلاشى بسرعة. " حاولت الحصول على تأشيرة عمل، لكنني أخفقت أمام البيروقراطية بسرعة. عليك تقديم الكثير من الشهادات والوثائق في عدة أماكن. والنظام السائد في سوق العمل لا يمكن فهمه من قبل الأجنبي الذي يصل البلاد للتو. وأحيانا كان لي الانطباع بأن مركز العمل (وكالة العمل) كان يعرقل كل شيء. وهذا كان محبطا للغاية".
ورغم التأهل المهني لم يحصل فادي إلا على نصف فرصة عمل بعد سنتين من البحث عن وظيفة والتردد باستمرار على إدارة الأجانب ومكاتب العمل. وبعدها قدم طلبا للجوء لتفادي ولوج الخدمة العسكرية في سوريا، ولكن أيضا لتحسين فرصه في سوق العمل. ويقول فادي بأنه يعرف بعض الأشخاص الذين قدموا طلب اللجوء ليس للحصول على الحماية، بل من أجل فرصة عمل.
الاتحاد الأوروبي لا يكفي
فالأشخاص المؤهلين مهنيا من الخارج مثل فادي يواجهون التعثر، في حين أن الاقتصاد الألماني يحتاج بصفة ملحة إلى مهارات حرفية، لاسيما في المهن التقنية وقطاع الصحة اللذين فيهما نقص ملحوظ. فيدو غايس من معهد الاقتصاد الألماني مقتنع من أن هذا النقص في المهارات الحرفية ستكون له قريبا انعكاسات سلبية على النمو والرفاهية في ألمانيا. "المهاجرون من بلدان الاتحاد الأوروبي ساهموا في خضم حرية التنقل في تأمين اليد العاملة المؤهلة. لكن الإمكانيات بالنسبة إلى المستقبل تبقى محدودة... ولذلك تحتاج ألمانيا إلى مهارات من بلدان أخرى. ولكن من أجل ذلك نحتاج إلى قانون هجرة عصري"، يقول الخبير الاقتصادي.
يجب بلورة قانون هجرة
منذ 2015 و 2016 عندما تدفق لاجئون بكثرة على ألمانيا يجري نقاش حول قانون للهجرة. وفي اتفاقية التحالف الحكومي الجديد تفاهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب المسيحي الديمقراطي على تبني قانون هجرة يمكن بسهولة من الحصول على تأشيرة عمل في ألمانيا. وفي الوقت نفسه يُراد أن تحصل هجرة اليد العاملة المؤهلة الأجنبية حسب احتياجات الاقتصاد الألماني ومراعاة المؤهلات.
المهارات الحرفية تواجه صعوبات
ومجلس خبراء الجمعيات الألمانية للاندماج والهجرة قيم في تقرير سنوي الطلبات المعلقة على قانون هجرة، وتوصل إلى نتيجة أنه يجب تسهيل الهجرة على القوى العاملة المؤهلة. ويعتبر دانييل تيم من مجلس الخبراء أنه لا يجب في قانون الهجرة المستقبلي فقط مراعاة اللاجئين، وغالبا ما يُنظر إلى الهجرة فقط في إطار هروب أناس من أوطانهم، وليس بأنها في مصلحة السكان الألمان.
فهناك مطالبة بقانون هجرة جديد يسهل القواعد الموجودة من أجل الهجرة، كما أن هناك مطالبة بأن لا يكون قانون الهجرة قضية المشرعين فقط، بل يجب أن يطرح في المجتمع كمادة "لعملية تأمل وإدراك"، يعني أن المجتمع يجب أن يدرك هل تصبح ألمانيا بلد هجرة أم لا.
دانييل بيلوت/ بن كنايت/ م.أ.م
مشاكل اندماج السوريين في تركيا ما تزال قائمة
تُعد الإشكالية اللغوية وعدم الحصول على أجور لائقة من بين المصاعب التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا. ولم يتغير هذا الوضع، رغم مكوث العديد منهم هناك لأعوام كثيرة.
صورة من: DW/D. Cupolo
صبي ينظر باتجاه الشارع من داخل مدرسة في مخيم للاجئين في نصيب2 جنوبي تركيا. وقد عاش العديد من السوريين هناك لأكثر من خمس سنوات، ولكن لديهم صعوبات في الاندماج داخل المجتمع التركي، بسبب الحواجز اللغوية وظروف العمل الصعبة. يقدم هذا المخيم أماكن إقامة جيدة تتوافق مع المعايير الدولية، ولكن السكان مازالو يكافحون من أجل كسر العزلة المجتمعية.
صورة من: DW/D. Cupolo
على ضفاف نهر الفرات أقيم عام 2012 مخيم اللاجئين نصيب 2 والذي يوفر عروضا مجانية في التعليم والرعاية الصحية. وهناك أيضا محلات السوبرماركت للسكان السوريين البالغ عددهم 4500 لاجئا. وعلى خلاف الخيام التقليدية في مخيمات اللاجئين تعيش العائلات هنا في منازل على شكل حاويات، مزودة بحمامات وتدفئة وتكييف.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفقا لأرقام وزارة التربية الوطنية التركية فإن 40 بالمائة من الأطفال اللاجئين السوريين في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة. لكن التعليم في مخيم نصيب 2 مجاني ومتوفر للطلاب بجميع المراحل الدراسية باللغة العربية والتركية والانجليزية، غير أن بعض اللاجئين انتقدوا أن تعلم اللغة التركية لا يتوافق مع طموحاتهم للعمل مستقبلا بأجور جيدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بالنسبة للأطفال، فالتعليم الأفضل يكون خارج المخيم، حيث لا يتم تعلم اللغة التركية بداخلها بشكل سريع، وهم يريدون تعلما أسرع من اجل الالتحاق بالصفوف المدرسية التي يتواجد بها طلاب أتراك. كما يعتبر مصطفى عمر الذي يدرس اللغة الإنجليزية وهو في الأصل من مدينة حمص، أن "اللاجئين يشعرون بالأمان داخل المخيم مع مواطنيهم، وهو الأمر الأهم بالنسبة لنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
"التفاعل بين الأطفال السوريين والأتراك مهم لتخفيف التوترات الاجتماعية، كما يقول عمر كادكوي، وهو باحث متخصص في مجال التكامل الاقتصادي والاجتماعي للاجئين. ولكنه يلاحظ: "ومع ذلك، فالمدارس الحكومية ومراكز التعليم المؤقتة تعاني من نقص في وجود موظفين مؤهلين لتعليم التركية كلغة ثانية"
صورة من: DW/D. Cupolo
هناك قصص نجاح واضحة. ماهر إسماعيل، 17عاما، درس اللغة التركية لمدة عام واحد ويلاحظ "إنها سهلة التعلم "، ويقول إسماعيل في لقائه مع DW. "أستطيع أن أفهم نسبة 70 في المائة من الكلام بالتركية". وعندما يُنهي المدرسة الثانوية فهو يأمل في دراسة الهندسة بجامعة غازي عنتاب القريبة ، كما ذكر مدير المخيم إبراهيم خليل دمير
صورة من: DW/D. Cupolo
نسبة البطالة مرتفعة بين السوريين، ولكن العديد يعثرون على وظائف متدنية المهارات، خاصة في قطاعات يكون العمل فيها شاقا، في حين ينشأون آخرون شركات خاصة بهم. ستة آلاف من الشركات السورية تم إنشاؤها في تركيا بين 2011 و 2017. نسبة 13 في المائة منها موجودة في غازي عنتاب القريبة. ويسعى العديد من السوريين نقل مهاراتهم المهنية إلى السوق التركية.
صورة من: DW/D. Cupolo
كهرمان مراش، 24 عاما، يقيم في المخيم في زيارة لجديه في يوم عطلة، وهو يعمل 12 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع في محل لبيع الكباب في مدينة قريبة مقابل 1000 ليرة تركية أي ما يوازي 256 يورو، ويقول إنه يود أن يتعلم التركية والذهاب إلى المدرسة إلا أنه ليس له وقت للقيام بذلك.
صورة من: DW/D. Cupolo
الأغلبية الساحقة من سكان المخيم يفكرون في العودة إلى ديارهم في سوريا. محمد حاجي (يسار) يقوم بتعبئة الخضار والفواكه طوال اليوم براتب 35 ليرة تركية، أي ما يوازي 9 يورو. ويقول إنه لا يفكر في الذهاب إلى المدرسة هنا، حيث إنه يود العودة إلى سوريا. ويوافقه زكريا عريض (يمين) من الرقة في هذا الرأي. فهو أيضا ينتظر تحرير مدينته من داعش.
صورة من: DW/D. Cupolo
عيوش أحمد (خارج إطار الصورة) تحمل واحدة من حفيداتها. وتعيش عيوش في نصيب 2 منذ خمس سنوات، وكانت من أوائل السكان في المخيم. فحفيداتها رأين نور الحياة في المخيم. وتقول: "إذا بقينا هنا فإن حفيداتي سوف يصبحن تركيات، أما إذا عدنا إلى سوريا فسوف يبقين سوريات". (دييغو كوبلو/علاء جمعة)