ألمانيا...مقترح يربط حق إقامة المهاجرين بوجود دخل كاف
٤ يناير ٢٠٢٥
في فبراير/شباط المقبل تشهد ألمانيا انتخابات مبكرة. الهجرة من بين أكثر التحديات التي تواجه الأحزاب الألمانية. الحزب الاجتماعي المسيحي يتبنى توجها صارما بخصوص إقامة المهاجرين. المزيد في التقرير التالي.
إعلان
تبنى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري المحافظ في ألمانيا توجها أكثر صرامة بشأن الهجرة، مقترحا ربط حق المهاجرين في الإقامة بتأمين دخل كاف، كما دعا أيضا إلى ترحيل المجرمين منهم. وصاغ الحزب اقتراحه في وثيقة أعدها لاجتماع أعضائه في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) الأسبوع المقبل.
ويشكل الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، إلى جانب شقيقه الأكبر الحزب المسيحي الديمقراطي، أكبر كتلة معارضة في البوندستاج، والتي تعرف باسم "التحالف المسيحي". ويتصدر التحالف استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المبكرة المقبلة في 23 فبراير/شباط المقبل.
ورغم أن هناك توافقا في العديد من النقاط مع البرنامج الانتخابي المشترك للتحالف المسيحي، فإن لهجة الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري صارت أكثر صرامة بشكل ملحوظ في بعض المجالات.
وتؤكد الوثيقة، التي أطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن الأفراد الذين يسعون للحصول على تصريح إقامة يجب أن يكونوا قادرين على إعالة أنفسهم من خلال العمل وعدم الاعتماد على الإعانات الاجتماعية.
كما جدد الحزب دعوته إلى ترحيل المجرمين والأفراد الذين تصنفهم السلطات على أنهم تهديد أمني. وتؤكد الوثيقة على أن المبدأ يجب أن يكون: "أولئك الذين يرتكبون جريمة سيتم طردهم".
وجاء في الوثيقة: "أي شخص يرتكب جريمة أو يكرر الجريمة عمدا عدة مرات يجب أن يغادر بلدنا". وتقترح الوثيقة أن أولئك الذين لن يمكن ترحيلهم يجب أن يواجهوا الاحتجاز لأجل غير مسمى.
كما دعا الحزب إلى تشديد الرقابة على الحدود، مطالبا أيضا بأن يعطي وزير الداخلية القادم الأولوية للقدرة على طرد الأفراد من على الحدود لضمان الأمن الداخلي والنظام العام. ويتضمن الاقتراح خططا لتنفيذ حظر فعلي على الهجرة غير الشرعية عبر عمليات طرد من على الحدود الألمانية.
وسبق لزعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس أن أكد تمسكه بمطلب ترحيل المجرمين السوريين، رغم التطورات السياسية غير الواضحة في سوريا بعد الإطاحة بحاكمها بشار الأسد. وقال مرشح المستشارية عن الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي لوكالة الأنباء الألمانية في برلين:"لا يزال الوضع في سوريا غير مستقر، وهذا أمر نعلمه. لكننا في الاتحاد نؤمن منذ فترة طويلة بضرورة إمكانية الترحيل إلى أفغانستان وسوريا. وهذا ما سنفعله."
وفي الوقت ذاته، شدد ميرتس على ضرورة التدقيق في هوية الأشخاص الذين يأتون من سوريا إلى ألمانيا وأوروبا. وقال: "على أي حال، لا أريد أن أرى أعضاء الميليشيات التابعة للأسد، الذين ارتكبوا جرائم فظيعة في سوريا، هنا في ألمانيا." وأضاف أن هؤلاء هم شركاء نظام الأسد، وربما يواجهون الآن قضايا جنائية في سوريا، لكنهم يفضلون الفرار بدلاً من ذلك. وقال: "يجب أن تكون الرسالة واضحة: سنمنعكم من دخول حدودنا فورًا."
السوريون في ألمانيا... الاقتصاد يحتاجكم!
08:40
"لن نستقبل أنصار الأسد"
دعا ميرتس إلى موقف واضح ومنسق مع جميع الدول الأوروبية الأخرى، قائلاً: "لن تستقبل ألمانيا والاتحاد الأوروبي أنصار الأسد. يجب أن يكون هذا الموقف حازمًا وعقلانيًا في نفس الوقت."
حاليًا، يعيش في ألمانيا حوالي 975,000 سوري، وفقًا لوزارة الداخلية الفيدرالية. معظمهم وصلوا بعد عام 2015 نتيجة للحرب الأهلية السورية. ويحمل أكثر من 300,000 منهم وضع حماية مؤقتة بسبب الحرب الأهلية في وطنهم.
إعلان
ينبغي فصل اللجوء عن الهجرة بحثا عن عمل
صرّح رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد بأن ألمانيا قدمت المساعدة والإيواء للعديد من اللاجئين. لكنه أكد أن عدد اللاجئين الموجودين في ألمانيا الآن قد تجاوز القدرة الاستيعابية للمدن والبلديات. وقال: "لا يمكن أن يستمر الوضع بهذا الشكل. ولهذا السبب يجب أن نقول بوضوح في النقاش حول الهجرة: نحتاج إلى تغيير في السياسة المتعلقة بالهجرة."
واقترح الاتحاد فصل الهجرة بحثا عن عمل عن اللجوء، مشددًا على أن هناك حاجة إلى إجراءين منفصلين من البداية. وأوضح: "من يريد القدوم إلى ألمانيا أو أوروبا بسبب وجود سبب لجوء، يجب أن يتبع إجراء مختلف عن الشخص الذي يقول: 'أريد أن أبدأ العمل في ألمانيا غدًا.'"
واقترح الاتحاد إنشاء وكالة رقمية بالكامل "للتوظيف والإقامة"، والتي ستتولى هذه المهمة بشكل موحد في جميع أنحاء ألمانيا. كما يجب أن ينطبق ذلك أيضًا على البعثات الدبلوماسية الألمانية في جميع أنحاء العالم، حيث تتراكم الطلبات دون معالجة كافية.
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو