ألمانيا.. آلاف الأشخاص في مسيرات عيد الفصح من أجل السلام
٢٢ أبريل ٢٠١٩
شهدت نحو 100 مدينة ألمانية خروج الآلاف في مسيرات عيد الفصح السنوية من أجل السلام ونزع السلاح. وبحسب منظمي هذه المسيرات، فإن عدد المشاركين ازداد هذا العام مقارنة بالعام الماضي. فما هي أسباب هذه المشاركة المكثفة؟
صورة من: picture alliance/dpa/C. Gateau
إعلان
شارك آلاف الأشخاص في ألمانيا اليوم الاثنين (22 أبريل/ نيسان 2019)، في مسيرات عيد الفصح السنوية من أجل السلام ونزع السلاح. وذكرت شبكة السلام التعاوني أن نحو 100 مدينة شهدت مثل هذه المسيرات، مشيرة إلى أن عدد المشاركين فيها ازداد هذا العام مقارنة بالعام الماضي بفضل الطقس الجيد وبسبب الوضع السياسي المثير للقلق حول العالم، لكنها لم تذكر أرقاما محددة.
وحسب الشرطة، فإن عدد المشاركين في مسيرة الفصح في هامبورغ بلغ نحو 2000 شخص، وخلال المظاهرة هتف شاب صغير قائلا: "لا شيء يسبب مثل هذا القدر الكبير من المعاناة وتدمير البيئة مثل الحرب".
"التهديد النووي خطر حقيقي"
وبلغ عدد المشاركين في مسيرة الفصح في فرانكفورت، حسب الشرطة، نحو 1500 شخص وسارت المسيرة بشكل سلمي، فيما وصل عددهم في مدينة زاربروكن إلى 800 شخص وحملوا شعار "لا للحرب، نزع السلاح بدلا من التسلح"، ووصل عدد المشاركين في بريمن إلى نحو 500 شخص وفي دورتموند إلى نحو 300 شخص شاركوا في مظاهرة مناوئة لليمين.
من جانبها، قالت مارفين منديكا، من شبكة السلام التعاوني إن "المزيد من الناس صاروا ينظرون إلى التهديد النووي باعتباره خطرا حقيقيا على الوجود، ويتضح ذلك من خلال المشاركة النشطة في مسيرات عيد الفصح المنادية بعالم خال من السلاح النووي".
مسيرة عيد الفصح السنوية من أجل السلام ونزع السلاح تجوب شوارع مدينة شتوتغارتصورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
"نزع التسلح أمر محوري"
وأضافت أن مخاوف الناس عززها مؤخرا إلغاء الولايات المتحدة لمعاهدة القوات النووية متوسطة المدى.
من جانبه، قال فيليب انجنلويف، المدير التنفيذي للشبكة إن المطالبة بنزع التسلح هو أمر محوري بالنسبة للعديد من الناس "فهم يتخوفون ألا يتم استثمار المال في مجالات مثل التقاعد أو التعليم أو رعاية المسنين أو حماية المناخ، بل في صواريخ وقنابل ودبابات، وهذا هو السبب على سبيل المثال في زيادة عدد النقابات المشاركة في مسيرات عيد الفصح".
وأعرب انجنلويف عن سروره بكثرة الكلمات في مسيرات الفصح 2019 من قبل ناشطين حركة (أيام الجمع من أجل المستقبل) المعنية بحماية المناخ، وجرى إلقاء هذه الكلمات في مسيرات من بينها مسيرة ميونيخ وزاربروكن وبون وهامبورغ.
وتعود جذور حركة مسيرات عيد الفصح إلى احتجاج على سباق التسلح إبان الحرب الباردة، وبدأ الأمر نهاية حقبة خمسينيات القرن الماضي في بريطانيا. وشارك نحو 1000 شخص في أول مسيرة من هذا النوع في ألمانيا عام 1960، ووصل عدد المشاركين إلى ذروته في عامي 1968 و1983 حيث شارك مئات الآلاف الأشخاص في هاتين المسيرتين.
ع.ش/أ.ح (د ب أ)
كيف يحتفل الألمان بعيد الفصح؟
هل ينمو البيض حقاً على الأشجار؟ في ألمانيا يحدث ذلك خلال عيد الفصح. ولماذا نرى الأرانب في عيد الفصح بألمانيا؟ هكذا يحتفل الألمان بعيد الفصح وها هي أهم الطقوس ومظاهر الاحتفال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
يحتفل المسيحيون في جميع أنحاء العالم بعيد قيامة يسوع المسيح. يعرف هذا اليوم في ألمانيا بعيد الفصح، والاحتفال به يبدأ قبل أسبوع من تاريخ مصادفته. البداية من أحد الشعانين، والذي يحتفي بدخول السيد المسيح مدينة أورشليم "القدس". أما الأسبوع الذي يسبق عيد الفصح فيعرف بأسبوع الآلام.
صورة من: picture-alliance/dpa/Caroline Seidel
الجمعة العظيمة هو يوم صلب يسوع المسيح وهو عطلة رسمية في ألمانيا، كما هو يوم الاثنين بعد عيد الفصح، الذي يصادف دوماً يوم الأحد. في نهاية الأسبوع الطويلة هذه، لا يمكنك أن تتخيل أنك ستقضيها في النوادي الليلية، ذلك أن الاحتفالات الموسيقية ممنوعة في 12 ولاية ألمانية من الولايات الـ16 نهار يوم الجمعة العظيمة. أما في ثلاث ولايات أخرى، فيتم حظر الموسيقى الصاخبة فقط خلال ساعات معينة.
صورة من: Fotolia/Valery Sibrikov
استناداً إلى التقويم الميلادي، يُحتفل بعيد الفصح اعتماداً على دورات القمر، وذلك ما بين 22 مارس/ آذار و25 أبريل/ نيسان. الطلاب الألمان يحبون ذلك لأنهم يحظون بإجازة طويلة تمتد إلى أسبوعين وتسمى عطلة عيد الفصح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jens Wolf
يتزامن توقيت الاحتفال بعيد الفصح مع مهرجان الربيع الوثني المسمى "أوستارا"، تيمناً بإلهة الخصوبة الجرمانية القديمة. وبما أن الاحتفال يتزامن مع عيد الفصح - الذي يحتفل أيضاً بحياة جديدة -، تم تقاسم بعض الرمزية والطقوس بين الاحتفالين. هذا سبب وصول البيض الملون والأرنب إلى احتفالات عيد الفصح، والتي ترمز إلى الخصوبة.
صورة من: Colourbox/Kzenon
كان العالم الألماني جورج فرانكفون فرانكيناو أول من كتب عام 1682 عن تقليد الأرنب الأسطوري الذي يخبئ البيض في الحديقة للأطفال حتى يجدوها. وكان التقليد يُمارس في المناطق الوسطى والجنوبية الغربية الألمانية، بما في ذلك الألزاس وبالاتينات. ومنذ ذلك الوقت، بات هذا التقليد إلى اليوم المفضل لدى الأطفال، الذين يحاولون كل عام العثور على البيض الذي تركوه في العام الماضي.
صورة من: Colourbox/Kzenon
كما يعلم كل طفل، فإن الأرانب لا تبيض، بل إنه ينمو على الأشجار! هذه ليست مزحة، إذ يتم تزيين الأشجار خارج المنزل أو الشجيرات داخل المنزل بالبيض الملون، على غرار شجرة عيد الميلاد، ولكن بالبيض. هكذا يحتفل الأطفال والكبار بعيد الفصح منذ قرون. وفي كثير من الأحيان، تزين الأشجار الداخلية ببيض مصنوع من الخزف مزينة بشكل متقن. التقليد يضم رمزين من رموز الحياة : البيض والشجر.
صورة من: Imago
الشوكولاته لا ترمز إلى الحياة أو الربيع أو الخصوبة، ولكنها مع ذلك لا يمكن فصلها عن عيد الفصح. يتم إنتاج أكثر من 200 مليون أرنب شوكولاتة في ألمانيا كل عام، ويتم تصدير حوالي 40 في المائة منها إلى الخارج. "ليندت" (في الصورة) هي شركة سويسرية، ولكن لديها مصنع في مدينة آخن غرب ألمانيا، وهي واحدة من العلامات التجارية الأكثر شيوعاً التي تنتج هذا الأرنب.
صورة من: picture-alliance/dpa
في حين أن البيض كرمز للحياة يعود إلى روما القديمة، فإن رمزية لحم الضأن أقدم من ذلك بكثير. صورة الضأن الذبيحة تشير إلى قيامة المسيح في ألمانيا، والضأن ليس مجرد وجبة رئيسية في عيد الفصح و إنما أيضاً الحملان المصنوعة من الحلوى والشوكولاتة والكعك بالسكر هي أيضاً حاضرة في عيد الفصح.
صورة من: Fotolia/A_Lein
الهدية المتخمة بالسعرات الحرارية من الحلوى والشوكولاتة هي الأكثر شعبية في عيد الفصح في ألمانيا، إذ وفقاً لاستطلاع عام 2015 فإن 62 في المائة يتهادون بين بعضهم بالحلويات في عيد الفصح، في حين أن 38 في المائة يتهادون بالبيض. ومع ذلك، فإن ما يقرب من النصف (45 في المائة) يشترون أشياء صغيرة مثل الألعاب أو الكتب لأحبائهم، وخاصة الأطفال. لكن لا يشارك الجميع في تجارة عيد الفصح، لأن 22 في المائة لا يهدون.
صورة من: st-fotograf - Fotolia.com
وفقاً لتقاليد ساكسونية قديمة، تشعل النيران في ألمانيا وأماكن أخرى في شمال أوروبا في عيد الفصح يوم السبت أو الأحد. وكان ذلك في طقوس استقبال الربيع قبل المسيحية. ومن المرجح أن النيران تشعل كرمز لطرد الشتاء. أما في شمال ألمانيا، فتضاء نيران عيد الفصح من قبل موظفين رسميين وفي أماكن مخصصة يمكن أن تتحول إلى مهرجانات صغيرة. وتظل النيران مشتعلة طوال الليل.