دخل الاقتصاد الألماني في حالة يطلق عليها الخبراء "الانكماش التقني" بعد تسجيل تراجع في إجمالي الناتج المحلي للربع الثاني على التوالي، في سابقة لم تحدث منذ جائحة كورونا. فماذا يعني ذلك لأقوى اقتصاد في أوروبا؟
إعلان
أظهرت بيانات من مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا اليوم الخميس (25 مايو/أيار 2023) أن اقتصاد البلاد انكمش بشكل طفيف في الربع الأول من عام 2023 مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة وبذلك يدخل في حالة ركود.
وأظهرت البيانات أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض 0.3 في المئة عند تعديله للأخذ في الاعتبار تأثيرات الأسعار والتقويم. يأتي هذ بعد انخفاض بنسبة 0.5 بالمئة في الربع الرابع من عام 2022.
ويجري تعريف الركود عموما بأنه ربعان متتاليان من الانكماش. وهذه سابقة منذ وباء كوفيد-19 الذي تسبب في تراجع إجمالي الناتج المحلي في الربعين الأول والثاني من2020.وأظهر تقدير أولي أن الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول شهد كسادا وأن ألمانيا بالكاد تجنبت الركود.
وقال مكتب الإحصاء إنالتضخم لا يزال يشكل عبئا على الاقتصاد الألماني في بداية العام. وانعكس ذلك في استهلاك الأسر الذي تراجع 1.2 بالمئة على أساس فصلي بعد تعديلات على أساس السعر والعوامل الموسمية والتقويم.
وبالاختلاف مع ذلك التوجه، زاد الاستثمار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام بعد ضعفه في النصف الثاني من 2022. كما جاءت التجارة بمساهمات إيجابية أيضا.
وبدا الاقتصاد الألماني أكثر متانة مما كان متوقعا في بداية العام مع الآثار التي تم احتواؤها لأزمة الطاقة بفضل مساعدات هائلة واستخدام الغاز المسال بشكل متزايد وبدء انخفاض أسعار الغاز. لكن التضخم الذي ما زال كبيرا جدا ويبلغ 7 بالمئة أدى في نهاية المطاف إلى خفض الإنفاق الاستهلاكي الخاص والعام بشكل كبير.
وقالت روت براند، رئيسة مكتب الإحصاء الاتحادي في مدينة فيسبادن: "بعد أن انزلق إجمالي الناتج المحلي بالفعل إلى المنطقة السلبية بحلول أواخر عام 2022، سجل الاقتصاد الألماني ربعين سلبيين على التوالي".
من ناحيته أعلن معهد "إيفو" الاقتصادي الألماني أن ارتفاع أسعار الفائدة تسبب في إرباك الأعمال التجارية للمصدرين الألمان. وذكر المعهد اليوم أن مؤشر توقعات التصدير الخاص بالمعهد تراجع خلال شهر أيار/مايو الجاري مقارنة بما كان عليه الشهر الماضي، وانخفض من 5ر6 نقطة إلى 8ر1 نقطة.
وقال رئيس فرع الاستطلاعات بمعهد إيفو، كلاوس فولرابه: " قطاع التصدير الألماني يفتقر للديناميكية". وأشار إلى أن خطط التصدير لقطاع صناعة السيارات، التي كانت تأمل مؤخرا في تحسين الصفقات الأجنبية، عانت من ضربة قوية.
ا.ف/ ع.ج.م (رويترز، أ.ف.ب، د.ب.أ)
بالصور: الشباب في ألمانيا.. أمنيات ومخاوف العام الجديد 2023
أسدل الستار على عام 2022، الذي كان مليئا بأزمات اقتصادية وسياسية وكوارث طبيعية في الكثير من بلدان العالم. ومع حلول العام الجديد، طرحت DW أسئلة على شبان وشابات من ألمانيا حول أمانيهم ومخاوفهم خلال 2023. وهذه إجاباتهم؟
صورة من: Rupert Oberhäuser/picture alliance
ميا بوسات (20 عاما) من مدينة فرانكفورت: آمل النجاة من الرأسمالية
"بشكل شخصي، آمل أن أتمكن من استكمال دراستي للطب. وعلى الصعيد العام، آمل أن ننجو من الرأسمالية بسبب أنها تسبب في أزمات مثل كارثة ظاهرة تغير المناخ بل تضع الكثير من الضغوط النفسية على الكثير من الشعوب. ورغم ذلك، لا أعتقد أن الكثيرين يدركون ذلك."
صورة من: Peter Hille/DW
جوردان راتكه (27 عاما) من مدينة فرانكفورت: وقف صوت المعارك في أوكرانيا
"حياتي الشخصية على ما يرام إذ تحققت أمنياتي هذا العام، لكن فيما يتعلق بالعالم، يتعين أن يطرأ الكثير من التحسن بما يشمل إنتهاء جائحة كورونا ووقف صوت المعارك في أوكرانيا".
صورة من: Peter Hille/DW
فاليريا شفانه توريس ( 22 عاما) من مدينة برلين: خلق بيئة إيجابية
"أتمنى أن تجذب الفنون والثقافة الكثير من الاهتمام والرعاية سواء على الصعيد الفردي وعلى صعيد المجتمع. يتعين أن نركز على الأشياء التي تُثري حياتنا. لقد عاصرنا أهمية ذلك خلال جائحة كورونا لذا يتعين علينا أن نقدر ذلك أكثر. ورغم الجنون الذي يعصف بالعالم، اتمنى أن يسود العالم الهدوء وأن تتاح لنا فرصة أن نخلق بيئة إيجابية".
صورة من: privat
راحيل (17 عاما) من مدينة كولونيا: مستقبل آمن
"أريد مستقبلا آمنا حتى اتمكن من استكمال الدراسة وإيجاد فرصة عمل جيدة بعد ذلك، لأني أخشى أن أضطر إلى العمل في وظيفة لا تجعلني سعيدة."
صورة من: privat
غريغور تايله (28 عاما) من مدينة كيل: عدم ارتفاع معدلات التضخم
"آمل أن يشهد العالم هدوءا العام المقبل وحتى على الصعيد الشخصي آمل أن تهدأ الأمور في 2023 لأني شخصيا أعاني من توتر حاليا فأنا أقوم بالانتقال إلى سكن جديد وهناك أزمة غلاء الأسعار. يعد سوق الإسكان ضيقا للغاية ويحدوني الأمل في عدم ارتفاع معدلات التضخم أكثر وأن تبقي عند المعدلات الحالية. لكني بشكل عام، متفائل للغاية حيال تحسن الأمور خلال العام المقبل ويتعين علينا الانتظار لنرى تطور الأمور في أوكرانيا".
صورة من: Lisa Hänel/DW
اميلي (20 عاما) من مدينة كيل: الخوف من أزمات في كل بقاع الأرض
"عندما أنظر إلى عام 2023، تسودني حالة من عدم اليقين حيال ما سيحمله العام الجديد خاصة وأن الوضع العالمي يشعرني بالقلق فلا توجد سوى أزمات في كل بقاع العالم سواء ظاهرة تغير المناخ والحرب في أوكرانيا والاحتجاجات الإيرانية وأزمة الطاقة والكوارث الطبيعية والمجاعات. لا شيء سوى الأزمات. آمل أن نعمل ونتعاون كشعوب مع السياسيين لمواجهة التحديات. أتمنى أن يسود العالم السلام والعدالة خاصة في مجال حقوق المرأة".
صورة من: privat
ألفين غارسيا (30 عاما) من مدينة فرانفكفورت: الاستمتاع بحياة أكثر سعادة
"أتمنى أن يحب الناس ذاتهم أكثر حتى يتمكنوا من الاستمتاع بحياة أكثر سعادة. وآمل أن يسود العالم المزيد من الاستقرار والسلام". إعداد: بيتر هيله/ م.ع