ألمانيا ـ نحو 10 آلاف تأشيرة لم شمل للاجئي الحماية الثانوية
٢٠ ديسمبر ٢٠١٩
رغم العمل بوتيرة أسرع وتذليل بعض العقبات، بشأن منح تأشيرة لم شمل أسر اللاجئين الحاصلين على حق الحماية الثانوية في ألمانيا، لم يصل عدد هذه التأشيرات إلى الرقم الذي حددته الحكومة، ولا تزال هناك آلاف الطلبات قيد الدراسة.
إعلان
منحت السلطات الألمانية حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي 10461 تأشيرة (فيزا) لم شمل لأفراد عائلات لاجئين في يتمتعون بحق الحماية الثانوية في ألمانيا، حسب الأرقام التي حصلت عليها وكالة فرانس برس من و زارة الخارجية الألمانية ونشرتها اليوم الجمعة (20 كانون الأول/ ديسمبر).
ويعني ذلك أن العدد لم يصل إلى الحد الذي وضعته الحكومة وهو ألف فيزا كل شهر أي 12 ألف في العام، وخلال عام 2018 كان الرقم أقل من ذلك بكثير إذ لم يتجاوز 2612 تأشيرة لم شمل لعائلات اللاجئين الذين يتمتعون بحق الحماية الثانوية.
وحسب وزارة الخارجية الألمانية، فإن هناك تراكما كبيرا في عدد طلبات تأشيرات لم الشمل للاجئي الحماية الثانوية، إذ وصل عددها حتى بداية الشهر الجاري إلى 23 ألف طلب.
واتفق أطراف الائتلاف الحكومي (الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي) على استئناف منح تأشيرات لم شمل لأسر اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية في آب/ أغسطس 2018 بعد تعليقها لمدة عامين، وذلك بمعدل ألف تأشيرة في الشهر، أي بما لا يتجاوز 12 ألف تأشيرة في السنة.
ويقدم طلب التأشيرة لدى ممثليات ألمانيا في الخارج ثم يتم دراسة وفحص الطلب من قبل دائرة الأجانب في ألمانيا، لتبدي رأيها حوله؛ لكن القرار النهائي برفض الطلب أو الموافقة عليه يعود للهيئة الإدارية الاتحادية التي تبلغ قرارها لممثليات ألمانيا في الخارج، وهذه تقوم بتنفيذ قرار الهيئة سواء أكان يقضي برفض الطلب أو الموافقة عليه ومنح التأشيرة لصاحبه.
كيف ينظر لاجئون سوريون بألمانيا لقانون لم الشمل الجديد؟
02:56
تجدر الإشارة إلى أن عدد تأشيرات لم الشمل لأسر لاجئي الحماية الثانوية التي تم منحها منذ آب/ أغسطس 2018 وحتى بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بلغ 18533 تأشيرة منها 12403 تأشيرات خلال عام 2019.
وتقريبا جميع الطلبات التي تمت دراستها من قبل الهيئة الإدارية الاتحادية، قد تمت الموافقة عليها وحصل أصحابها على تأشيرة لم شمل. إذ ان دائرة الأجانب حولت خلال العام الجاري 10 آلاف و46 طلبا للهيئة التي وافقت بدورها على 9981 منها.
لم يكن السوري حيدر درويش يتخيل، في عام 2016 ، أنه سيعيش بعد عامين من هذا التاريخ في برلين وأنه سيؤدي هناك عروضا راقصة. في هذه الصور نعرض قصة ثلاثة لاجئين وجدوا ضالتهم في برلين.
صورة من: Reuters/A. Cocca
كأنه رجل أعمال
عندما يمشي يوسف صليبا في شوارع برلين، قد يعتقد المرء أنه رجل أعمال. وبالفعل كان رجل أعمال قبل مجيئه إلى ألمانيا. وعندما كان في التاسعة من عمره، أرسله والده إلى دمشق للعمل عند صديق في معالجة الخشب. وهذا ما جلب له متعة كبيرة، مما جعله يستقل في عمله، الذي ازدهر إلى حين تفجرت الحرب في سوريا في عام 2011.
صورة من: Reuters/F. Bensch
فنان يصعد إلى المنبر
يوسف صليبا كان يخشى أن يساق إلى الجيش السوري ـ وهكذا فر قبل ثلاث سنوات إلى أوروبا. وعندما ـ لاحقا في ألمانيا ـ قام ضمن دروس تعلم الألمانية برحلة استكشافية في كاتدرائية برلين شعر فورا بارتباط ما بالمكان. وعرض أن يساعد بشكل تطوعي في أعمال الترميم. وبعدها بسنة عرضت عليه الكنيسة عملا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
الكنيسة كوطن
وتحولت كاتدرائية برلين بسرعة إلى موطن صليبا بخلاف ألمانيا. ولا تريد سلطات برلين إصدار هوية شخصية له وتحيله على السفارة السورية في برلين. لكنه يرفض دخول سفارة البلد الذي هرب من حكومته، ولهذا قدم شكوى ضد ألمانيا. ولا يُعرف كيف سيستمر الوضع بالنسبة إليه في ألمانيا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
طلب اللجوء يوم مصيري
علي محمد رضائي لا يعرف تاريخ ميلاده. لكن الشاب البالغ من العمر 26 عاما يعرف تاريخا آخر: الـ 15 من أكتوبر 2015 حين وصل الأفغاني إلى برلين وقدم طلب لجوء. وبرلين كانت وجهة سفره، الذي استمر شهرين من أفغانستان عبر البلقان إلى ألمانيا حيث عمل أشياء كثيرة منها عزف الموسيقى.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الموسيقى والدراجات النارية
علي محمد رضائي التحق بفرقة موسيقية تعرف فيها على كريس فاخهولتس، التي استضافته في منزلها للطبخ هناك مع زوجها وتعلم الألمانية. وتبين أن علي محمد رضائي وزوج كريس لهما نفس الشغف ـ الدراجات النارية. وارتبط علي بالزوجين اللذين يعتبرهما كأمه ووالده.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مقهى اللغة
في ألمانيا قام علي محمد رضائي ببعض الدورات التدريبية، لكنه لم يحصل على عمل ـ في دار عجزة وفي مخبزة وفي فنادق ومطاعم. وفي وقت الفراغ يحاول تحسين لغته الألمانية مثلا داخل مقهى برليني يقدم دروسا في هذا المجال.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الخوف من الترحيل
عندما لا يحضر علي محمد رضائي الأكل في صالة استراحة لوفتهانزا في مطار برلين أو ينظف، فإنه يلتقي مع أصدقاء في حانة. إلا أن خطر الترحيل يطارده :" لدي شقة وأعرف الكثير من الناس اللطفاء. وإذا رحلوني، فإنني سأخسر كل شيء". لأنه تم رفض طلب لجوئه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
من وابل القنابل إلى الحياة الليلية
الغالبية لا تتخيل لاجئا سوريا مثل حيدر درويش. لكنه لاجئ. في 2016 هرب من الحرب. وعندما بدأ يرقص في 2017 داخل نادي للمثليين، تحدث إليه جودي لاديفانا، طالب إسرائيلي عرض عليه المشاركة في عرضه. وفي سوريا لم يسبق لحيدر درويش أن رقص فوق حلبة.
صورة من: Reuters/A. Cocca
أعمال غير عادية
جودي لاديفانا أقنعه، ومنذ ذلك الحين تسير الأمور جيدا. ويقول بافتخار: "الكثير من الناس يسألون متى وأين أقدم عروضي كي يحضرونها". ولتحسين راتبه، فإنه يعمل في متجر للموضة وأدوات الجنس للمثليين. وصاحب المتجر سبق وأن زار عرضه الفني.
صورة من: Reuters/A. Cocca
الانفتاح
حيدر درويش (يسار) يساعد رئيسه فرانك ليتكه (يمين) في تظاهرات المثليين في برلين. وحياته في سوريا كانت ستكون مختلفة عما هي عليه الآن في برلين: متنوعة ومتحررة وخالية من الخوف. وبإمكانه في برلين أن ينطلق أكثر. وبرلين زادت بقسط في تنوعها.