ألمانيا: إجلاء عمال الإغاثة من السودان له عواقب وخيمة
٢٦ أبريل ٢٠٢٣
أكدت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه أن التسرع في إجلاء عمال الإغاثة الألمان والدوليين من السودان، الذي يشهد معارك، قد تكون له عواقب وخيمة، فيما أجلى الجيش الألماني من السودان الذي يشهد معارك أكثر من 700 شخص.
إعلان
قالت وزيرة التنمية الألمانيةسفينيا شولتسه في تصريحات لصحيفة "غنرال-أنتسايغر" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء (26 أبريل/ نيسان 2023) إن ثلث السكان في السودان يعتمدون على المعونات الغذائية الدولية، والعدد في ازدياد يوميا. وذكرت شولتسه أن موافقة أطراف النزاع الآن على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة خبر جيد، وقالت: "بهذه الطريقة يمكن إمداد المواطنين بالماء والخبز أو الدواء".
وقالت الوزيرة إن وقف إطلاق النار قد يكون بداية لهدنة دائمة وحلا للصراع، وأضافت: "لأنه بذلك فقط يمكننا استئناف عملنا"، مطالبة بالتحديد بأن ينقل الجيش السوداني سلطته إلى حكومة مدنية، موضحة أن ألمانيا عملت على هذا الأمر في السنوات الأخيرة، ولا تزال تراهن عليه، وقالت: "لذلك أنهينا في عام 2021 التعاون فقط مع الحكومة العسكرية، لكننا لم نوقف الدعم للسكان".
وذكرت شولتسه أن إجلاء المواطنين الألمان من السودان كان أمرا لا مفر منه، وقالت: "في حالة نشوب نزاع عسكري يكون من واجب كل دولة إجلاء مواطنيها. هذا لا يجعل الأمر أسهل على السودانيين، ولا يمكنني إلا أن أتخيل الخوف هناك". وأضافت شولتسه أنه لا ينبغي للغرب أن يسترخي لأن مواطنيه غادروا السودان، وقالت: "لدينا مسؤولية أن ننظر إلى أبعد من ذلك، ونبقى منخرطين ونغتنم كل فرصة تسنح من أجل السلام والتنمية في السودان".
واندلع قتال عنيف بين الجيش وقوات شبه عسكرية في السودان منذ أكثر من أسبوع. ويريد الرئيس الفعلي عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا القائد الأعلى للجيش، الإطاحة بنائبه محمد حمدان دقلو، زعيم جماعة الدعم السريع شبه العسكرية ذات النفوذ، فيما يسعى دقلوا لنفس الهدف.
وتولى الاثنان قيادة البلاد التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 46 مليون نسمة من خلال انقلابين عسكريين مشتركين في عامي 2019 و2021. ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، قُتل ما لا يقل عن 460 شخصا وأصيب ما يقرب من 4100 في المعارك. ومع ذلك، من المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير.
إجلاء أكثر من 700 شخص
وأجلى الجيش الألماني من السودان الذي يشهد معارك أكثر من 700 شخص، من بينهم 197 ألمانيا، حسبما أعلن متحدث باسم الجيش اليوم الأربعاء بعد انتهاء رحلات الإجلاء الألمانية. ووفقا للبيانات، تم استخدام ما مجموعه ثماني طائرات في عمليات النقل هذه، والتي أقلعت من مطار عسكري قرب الخرطوم.
وتبدأ الآن عملية إعادة الجنود والعتاد، ما يعني أن عملية الإجلاء لم تنته رسميا بعد. وبإمكان الألمان ومواطنين من دول أخرى الاستمرار في مغادرة البلاد، حيث لا تزال دول أخرى تسير رحلات إجلاء. وغادر السودان حتى الآن أكثر من 200 ألماني، وكان عدد قليل منهم على متن رحلات إجلاء سيرتها قوات مسلحة تابعة لدول أخرى.
وفي سياق متصل وصلت اليوم سفينة إجلاء تقلّ 1687 مدنيّاً من أكثر من 50 دولة فرّوا من العنف في السودان، إلى مدينة جدّة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية، في أكبر عمليّة إنقاذ من نوعها تُنفّذها المملكة حتّى الآن. وأوضحت الوزارة أن "بذلك يصل إجمال من تمّ إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء إلى نحو 2148 شخصًا (114 مواطنًا سعوديًا، 2034 شخصًا ينتمون لـ62 جنسية)".
ع.ش/ ع.ج.م (د ب أ)
في صور: دوامة الصراع على السلطة في السودان..أبرز القوى السياسية والعسكرية
منذ سقوط نظام البشير تتصارع قوى سياسية وعسكرية على السلطة في السودان. وتسبب الصراع في عدم استقرار الأحوال بالبلاد على مدى سنوات، إلى أن اندلع القتال الأخير بين الجيش وقوات الدعم السريع. فما هي أبرز تلك الجهات المتصارعة؟
صورة من: Ebrahim Hamid/AFP/Getty Images
قوى "إعلان الحرية والتغيير"
وهي تجمع لعدد من التيارات والمكونات السياسية الإئتلافات المدنية السودانية، منها "تجمّع المهنيين" و "الجبهة الثورية" و "تحالف قوى الإجماع الوطني" و "كتلة التجمع الاتحادي" و "كتلة قوى نداء السودان".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
تأسيس "إعلان الحرية والتغيير"
تأسّست قوى الحرية في كانون الثاني/يناير 2019 خِلال الاحتجاجات التي اندلعت عام 2018 ضد حكم الرئيس السابق عمر البشير. قامت تلك القوى المعروفة اختصاراً باسم "قحت" بصياغة "إعلان الحرية والتغيير" و"ميثاق الحرية والتغيير" الذي دعا إلى إقالة البشير من السلطة وهو ما حدث في نيسان/أبريل عام 2019.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش يطيح باتفاق تقاسم السلطة
استمرت "قحت" في نشاطها ونظمت احتجاجات في وجه المجلس العسكري الذي حكم البلاد "نظريًا" بعد سقوط نظام البشير ثمّ دخلت في مرحلة مفاوضات مع الجيش حتى توصلت معه في 17 تموز/يوليو 2019 إلى خطة لتقاسم السلطة لكنها لم تصمد كثيراً، حيث أطاح الجيش السلطة المدنية واتُهم بتنفيذ "انقلاب".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
الجيش الحاكم الفعلي منذ استقلال السودان
الحاكم الفعلي للبلاد منذ إعلان الجمهورية عام 1956. يحتل المركز 75 عالمياً في قائمة أقوى جيوش العالم ويصل عدد أفراده إلى نحو 200 ألف جندي بين قوات عاملة واحتياط. لدى الجيش السوداني 191 طائرة حربية متنوعة بين مقاتلات وطائرات هجومية وطائرات شحن عسكري وطائرات تدريب ومروحيات هجومية. كما يمتلك 170 دبابة وآلاف المدرعات وأنواع مختلفة من المدافع وراجمات الصواريخ إلى جانب أسطول بحري صغير.
صورة من: Sovereignty Council of Sudan/AA/picture alliance
انقلاب الجيش على الحكومة المدنية
استولى الجيش في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على السلطة وأعلن حالة الطوارئ، منهياً اتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في خطوة وصفت بأنها انقلاب عسكري. تقول التيارات المدنية إن الجيش يرفض تسليم السلطة للمدنيين ما أدى لصدامات متعددة كان أبرزها ما سمى "بمجزرة القيادة العامة" في حزيران/يونيو 2019 وراح ضحيتها أكثر من 100 قتيلٍ في يومٍ واحد وتبرأ المجلس العسكري منها وأكد فتح تحقيقات بشأنها.
صورة من: Sudan Sovereignty Council Press Office/AA/picture alliance
الرجل القوي في الجيش السوداني
يقود الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان والذي برز اسمه في فبراير/شباط 2019، مع إعلان البشير ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول. تولى العديد من المناصب داخل وخارج السودان. عقّدت الانقسامات بين قوات الدعم السريع والجيش جهود استعادة الحكم المدني. وسرعان ما دب الخلاف بين الرجلين القويين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع ونائب البرهان.
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP/Getty Images
قوات الدعم السريع..ميليشيات الجنجويد بالأمس
عمودها الأساسي ميليشيات الجنجويد وهي جماعات مسلحة كانت موالية للبشير، أثارت ذعراً شديداً منذ عام 2003 حين قامت بسحق تمرد في دارفور. اتهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. أضفى البشير الشرعية عليها لتتحول إلى "قوات الدعم السريع" وفق قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017". حصل قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" على رتبة عسكرية وكان له مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
قوات الدعم السريع..الرجال والعتاد
يُقدر عدد أفراد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد ينتشرون في جميع أنحاء البلاد. تمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة الخفيفة مثل البنادق والرشاشات والأسلحة المضادة للدروع والصواريخ الموجهة والمتفجرات اليدوية والأسلحة الثقيلة مثل المدافع والدبابات وآلاف من سيارات الدفع الرباعي وغيرها.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
من هو محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع؟
"حميدتي" اللواء محمد حمدان دقل، هو تاجر جمال سابق وحاصل على قدر من التعليم الأساسي ويعد الرجل الثاني في السودان وأحد أثرى الأشخاص في البلاد. أدى دوراً بارزاً في السياسة المضطربة في السودان على مدى سنوات وساعد في إطاحة الرئيس البشير عام 2019، والذي كانت تربطه به علاقة وثيقة ذات يوم. تولى عدداً من أهم الملفات في السودان بعد سقوط البشير، بما في ذلك الاقتصاد المنهار ومفاوضات السلام مع جماعات متمردة.
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
"حميدتي" ..رجل من؟
يتمتع حميدتي بعلاقات دولية قوية مع عدة دول أجنبية مثل روسيا وإثيوبيا، وأخرى عربية منها السعودية والإمارات خاصة بعد أن أرسل قواته لدعمهما ضد الحوثيين في الحرب الأهلية اليمنية. يقول مراقبون إنه منذ سقوط البشير وهو يسعى ليصبح الرجل الأول في السودان.
صورة من: Russian Foreign Ministry Press Service/AP/picture alliance
كيانات التيار الإسلامي
وهي تنظيمات وتيارات وكيانات إسلامية متنوعة المشارب والاتجاهات، منها "حركة الإصلاح الآن" بقيادة غازي صلاح الدين العتباني وهو مستشار سابق للبشير، وأيضاً "الحركة الإسلامية السودانية" بقيادة حسن عمر و"منبر السلام العادل" و "حزب دولة القانون والتنمية".
صورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance
موقف كيانات التيار الإسلامي
تقول قوى سياسية سودانية إن التيار الإسلامي في أغلبه يضم رموزاً من العهد السابق وأن أغلب مكوناته تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين. من جهتها تقول تلك التيارات الإسلامية إنها تعمل على حفظ السيادة الوطنية وجعل قيم الدين هي الحاكمة لجميع أوجه الحياة إضافة لإصلاح الشأن السياسي. إعداد: عماد حسن.