فيما اشتعلت النيران بنزل كان مقرراً لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسين في ولاية سكسونيا، تجمع حوله عدد من الأشخاص في حالة سكر والفرح يعلو وجوههم، وفق الشرطة الألمانية. والمسؤولون في الولاية يندوون بذلك بأشد العبارات.
إعلان
أدان وزير العدل الألماني هايكو ماس الحوادث المعادية للأجانب في ولاية سكسونيا بشدة، وكتب اليوم الأحد في تغريدة على تويتر: "من يصفق تصفيقاً حاداً عندما تحترق منازل، ومن يخيف لاجئين لدرجة الموت، يتصرف بشكل مقيت ومثير للاشمئزاز".
وحذر ماس من زيادة انتشار عنف الجماعات الراديكالية اليمينية في ألمانيا، وقال لشبكة التحرير الصحفي بألمانيا إن التحريض والكراهية تجاوزا حدود حرية الرأي، وأوضح بقوله: "إن العنف اللفظي يعد دائما مرحلة تمهيدية للعنف البدني". وأشار الوزير الألماني: "الزيادة المأساوية" للأفعال الإجرامية ذات الدوافع اليمينية المتطرفة في ألمانيا. وأوضح أنه كان هناك ما يزيد على ألف جريمة ضد نزل لاجئين وطالبي لجوء في ألمانيا العام الماضي.
وكان عدد من الأشخاص قد تجمعوا في بلدة باوتسن الألمانية والفرح يعلو وجوههم حول بناية كانت مقررة لإيواء لاجئين اشتعلت فيها النيران، فيما حاول البعض منهم عرقلة عملية إطفاء النيران. ووفقاً لرجال الشرطة فقد تجمع ما بين 20 إلى 30 شخصاً في منطقة سكنية في بلدة باوتسن بولاية سكسونيا، شرقي ألمانيا، ليل السبت/ الأحد والنيران تلتهم البناية.
البعض منهم كان في حالة سكر والبعض الآخر قام بترديد "شتائم" والبعض الآخر "عبر عن فرحه"، حسبما أفاد متحدث باسم الشرطة. الحريق لم يسفر عن أضرار بشرية. وكان المبنى يستخدم في السابق كنزل قبل القيام بأشغال فيها.
رئيس وزراء ولاية سكسونيا ستانسلاف تيليش ووزير داخليته ماركوس أولبيش (وكلاهما من الحزب الديمقراطي المسيحي) أدانا الاعتداء بأشد العبارات. وفي سياق متصل قال تيليش اليوم الأحد (21 فبراير/ شباط 2016) في تصريح لصحف مجموعة فونكه الإعلامية: "هؤلاء ليسوا ببشر الذين يقومون بمثل هذه الأعمال. إنهم مجرمون".
أما وزير داخليته أولبيش فقد قال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: "إن ما يحز في نفسي أن العديد من سكان باوتسن تجمعوا في المكان مرددين شتائم". وأضاف قائلاً: "إنه أمر لا يطاق كيف يظهر (البعض) كراهيته للأجانب علنا وبطريقة مهينة جداً".
يذكر أن حوالي 100 شخص احتشدوا يوم الخميس الماضي أمام مخيم اللاجئين في بلدة مجاورة لبلدة باوتسين وهي بلدة كلاوسنيتس في ولاية سكسونيا، محاولين منع وصول لاجئين جدد إلى مكان إقامتهم بسد الطريق عليهم، في الوقت الذي لم يكن هناك إلا قوة بسيطة من الشرطة.
ش.ع/ ع.غ (د.ب.أ)
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.