في الوقت الذي تشهد فيه ألمانيا تظاهرات لليمين المتطرف بعد مقتل ألماني في مدينة كيمنتس، أعلنت الشرطة أن لاجئاً سورياً أُصيب بجراح بليغة بعد مهاجمته من قبل ثلاثة أشخاص على خلفية عنصرية.
إعلان
تعرض لاجيء سوري لشتائم معادية للأجانب وجهها إليه ثلاثة أشخاص، ثم أبرحوه ضرباً في مدينة فيسمار بشمال ألمانيا مساء الأربعاء، في اعتداء وقع في حين تهزّ البلاد تظاهرات معادية للأجانب لليمين المتطرف في مدينة كيمنتس بشرق ألمانيا.
وكان الشاب السوري البالغ عشرين عاماً عائداً إلى منزله حين "أوقفه ثلاثة أشخاص يتكلمون الألمانية ووجهوا إليه شتائم بطريقة معادية للأجانب"، حسب ما أكدت شرطة ولاية مكلنبورغ فوربومرن.
وبدأ اثنان منهم بتوجيه الضربات على وجهه قبل أن يضربه الثالث "على كتفه وأضلاعه بسلسلة حديدية". وبعد أن وقع أرضاً، أبرِحه المعتدون الثلاثة ركلاً قبل أن يلوذوا بالفرار.
من جانبها أشارت الشرطة التي فتحت تحقيقاً بالحادثة إلى أن السوري أُصيب بكسر في الأنف وكانت هناك كدمات عدة على وجهه وأعلى جسده.
يأتي هذا الاعتداء ذو الطابع العنصري في المدينة المطلة على بحر البلطيق، في وقت تشهد البلاد تظاهرات لليمين المتطرف في مدينة كيمنتس، بعد قيام لاجئين، أحدهما سوري والآخر عراقي، بطعن شاب ألماني حتى الموت أثناء شجار وقع لسبب غير معروف على هامش احتفال محلي نهاية الأسبوع الماضي وأوقفت الشرطة اللاجئين وهما في العشرينات من عمرهما.
وتظاهر الأحد الماضي حوالى 800 شخص في شوارع المدينة حيث حضور كبير لناشطي اليمين المتطرف والنازية الجديدة لـ"مطاردة الأجانب". وفي يوم الاثنين الماضي اندلعت أعمال عنف خلال تجمع شارك فيه حوالى ستة آلاف شخص، أدى بعضهم تحية هتلر، قابلهم مئات من اليسار المتطرف في حين كانت الشرطة تعاني من نقص في عدد عناصرها.
ومنذ ذلك الوقت تحشد الفئات الأكثر تطرفاً في المدينة وولاية ساكسونيا بأسرها الرأي العام ضد الهجرة وسياسة حكومة المستشارة أنغيلا ميركل التي يأخدون عليها سماحها بدخول أكثر من مليون طالب لجوء من سوريا والعراق خصوصاً في عامي 2015 و2016. وهتف المتظاهرون "الأجانب إلى الخارج" و"نحن الشعب".
ومن المتوقع خروج تظاهرتين جديدتين في المدينة مساء الخميس والسبت، الثانية يدعمها حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي اليميني.
ع.غ/ س.ك (آ ف ب، د ب أ)
كيمنتس ..كل هذا يحدث في مدينة ألمانية وأمام أعين الشرطة!
بلغ الوضع في كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، والتي يبدو أن النازيين الجدد واليمين المتطرف يتمتعون بحضور قوي فيها، درجات غير مسبوقة من التوتر بعد مظاهرات نظمت على خلفية وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بالآلاف خرج مؤيدو اليمين المتطرف والشعبوي ليلة الاثنين/ الثلاثاء (28/27 أغسطس/آب 2018) إلى شوارع كيمنتس (شرق)، للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية عقب وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: Reuters/M. Rietschel
كما نظم اليسار مظاهرة مضادة دعت إليها مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية المتطرفة. الشرطة تدخلت لعزل المجموعتين عبر استخدام خراطيم المياه وذلك لمنع مؤيدي الطرفين من الاشتباك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
ومع ذلك ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباكات بين المجموعتين، كما سجلت إصابات أخرى بعبوات حارقة ومقذوفات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن عدد الإصابات أو تأكيد الأرقام المعلنة. وعلى ما يبدو فقد فاجأ الحضور المكثف لمؤيدي اليمين المتطرف الجميع، بمن فيهم المسؤولين عن جهاز الأمن الذين أقروا بأن عناصرهم كانت أقل مما يستلزمه الوضع.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
ووفق وسائل إعلامية محلية فإن جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد شاركوا في التظاهرات إظافة من ألتراس كيمنيتس، بينما قال منظموا المظاهرة إن المشاركين هم من المواطنيين "القليقين" على مصير البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
وصباح اليوم الثلاثاء (28 آب/ أغسطس)، وجه اتحاد المدينة انتقادا لاذعا للشرطة واصفا إدارتها للأزمة بـ "رسالة سيئة من دولة القانون القوية".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وتظاهرة أمس الاثنين هي الثانية بعد خروج 800 متظاهر إلى الشوارع قبل يومين، وذلك بعد انتشار خبر وفاة رجل قالت عنه الشرطة "إنه ألماني في 35 من العمر" إثر تلقيه عدة طعنات، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين. وأصدرت محكمة ابتدائية بالمدينة بعد ذلك مذكرتي اعتقال بحق شابين مشتبه بهما أحدهما سوري والآخر عراقي.
صورة من: Imago/epd/W. Schmidt
ورفع المتظاهرون من اليمين المتطرف شعارات عنصرية تدعو إلى "حماية" ألمانيا وأوروبا من المهاجرين. بينما تحدثت قوات الأمن عن "أكثر من مائة شخص أخفوا وجوههم" وبعضهم أدوا تحية هتلر. في المقابل وصفت مراسلة المحطة الإذاعية "WDR" الشعارات المرفوعة بأنها كانت "تنم عن مستويات غير مسبوقة من العنف".
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Meyer
ومجددا وكما بات الأمر معروفا في مظاهرات اليمين المتطرف، رفعت شعارات تطالب برحيل المستشارة "المسؤولة" حسب المتظاهرين عن "تدفق اللاجئين". ورسميا، كان المتحدث الرسمي باسم المستشارة قد شدد على أن ألمانيا "لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع". وذلك عقب انتشار صور تظهر نازيين جدد يلاحقون أشخاصا من أصول أجنبية في شوارع كيمنتس.