ألمانيا- إعادة عدد قليل جدا من اللاجئين إلى اليونان وإسبانيا
٣ مارس ٢٠١٩
كشفت وزارة الداخلية الألمانية أنه تم إعادة عدد قليل جدا من طالبي اللجوء، من على الحدود الألمانية-النمساوية ممن كانوا قدموا طلبات لجوء في اليونان وإسبانيا، وذلك على أساس اتفاقيتي إعادة لاجئين ثنائية بين ألمانيا والدولتين.
إعلان
نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن وزارة الداخلية الاتحادية اليوم الأحد (3 مارس 2019) أنه تم "إعادة إجمالي تسعة أشخاص إلى اليونان واثنين إلى إسبانيا على أساس الاتفاقيات الإدارية" ممن قدموا طلبات لجوء في هذين البلدين قبل قدومهم إلى ألمانيا. ويشار إلى أن الاتفاقيتين كانتا جوهر التسوية التي تم التوصل إليها الصيف الماضي بعد خلاف حاد بيم أطراف الائتلاف الحكومي المكون من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي، حول كيفية رفض طالبي لجوء على الحدود الألمانية. وتم التوصل إلى الاتفاقيتين مع اليونان وإسبانيا في شهر آب/ أغسطس الماضي.
كذلك أوردت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد أنباء عن إعادة طالبي لجوء من على الحدود النمساوية الألمانية إلى اليونان وإسبانيا.
كما جرت مفاوضات مع إيطاليا التي تعد ثالث أهم دول استقبال أولي للمهاجرين وطالبي اللجوء، بشأن إبرام اتفاقية مماثلة لتلك التي تمت مع اليونان وإسبانيا. وفي هذا السياق أوضحت الوزارة للصحيفة أنه "لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي وضع جديد فيما يتعلق بالموافقة السياسية لإيطاليا" على ذلك.
أول دولة هي المسؤولة
وتنص الاتفاقيتان مع اليونان وإسبانيا على الإعادة في غضون 48 ساعة، إذا كان الأشخاص قدموا طلب لجوء بالفعل هناك. ولكن ذلك غير ممكن إلا بالنسبة للذين يتم ضبطهم على الحدود الألمانية-النمساوية التي تتم الرقابة عليها بشكل انتقائي، أي أنه ليس من الممكن سوى لجزء ضئيل من المهاجرين الذين يصلون إلى ألمانيا.
وحسب نظام دبلن يجب إتمام إجراءات اللجوء في أول دولة يصل إليها اللاجئ في الاتحاد الأوروبي، أي هي المسؤولة عن طلب لجوئه. لذا يمكن إعادة المهاجرين الذين واصلوا السفر إلى دول أخرى إلى الدول التي كانوا وصلوا إليها أولا. ولكن من ناحية التنفيذ العملي لا يتم غالبا إعادة هؤلاء الأشخاص خلال الأشهر الستة المنصوص عليها في الاتفاق. ولهذا السبب أعلن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر عزمه تسريع الإجراءات.
م.أ.م/ ع.ج ( د ب أ )
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو