توصل شريكا الائتلاف الحكومي في برلين اليوم إلى اتفاق لتسهيل ترحيل من ارتكبوا جنايات في المانيا، وتقرر هذا الإجراء بعد الاعتداءات المنسوبة إلى مهاجرين وقعت في نهاية السنة المنصرمة في كولونيا بغرب البلاد.
إعلان
توصل شريكا الائتلاف الحكومي في برلين اليوم الثلاثاء (12 كانون الثاني/ يناير 2016) إلى اتفاق حول تسهيل ترحيل من وصفتهم الحكومة بـ "المجرمين الأجانب" من البلاد، في إجراء تقرر بعد الاعتداءات المنسوبة إلى مهاجرين وقعت في 31 كانون الأول/ديسمبر في مدينة كولونيا بغرب البلاد.
الاتفاق تم بين وزيري الداخلية توماس دي ميزير، الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل، ووزير العدل هايكو ماس الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. وقال ماس إن "على المجرمين أن يحاسبوا بالشكل المناسب في ألمانيا". وأضاف "بالنسبة إلى المجرمين الأجانب، الإبعاد من هذه العواقب".
بدوره قال وزير الداخلية توماس دي ميزير خلال مؤتمر صحافي بعد التوصل للاتفاق "إنه رد قاس، لكنه مناسب من الدولة إزاء من يعتقدون أنهم قادرون على ارتكاب جرائم من دون أن يكون لذلك عواقب على وجودهم في ألمانيا رغم أنهم يبحثون هنا عن الحماية".
وقالت المستشارة أنغيلا ميركل بعد اعتداءات كولونيا "إذا ارتكب لاجئون جريمة فسيكون لذلك عواقب (...) هذا يعني أن حق (الإقامة) يجب أن يلغى إذا صدرت عقوبة بالسجن حتى مع وقف التنفيذ". ومنذ تلك الأحداث يدور جدل حاد في ألمانيا حول استقبال طالبي اللجوء الذين بلغ عددهم رقما قياسيا العام الماضي مع وصول 1,1 مليون شخص.
وتريد برلين أن يُجبر الأجانب المدانون بعقوبة بالسجن حتى مع وقف التنفيذ على مغادرة ألمانيا، على أساس اقتراح قدمته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد أعمال العنف التي وقعت في كولونيا ليلة رأس السنة الميلادية وأثارت صدمة في ألمانيا.
وحتى الآن هناك إجراءات تنص على إبعاد أي أجنبي حكم عليه بالسجن لثلاث سنوات على الأقل إذا لم تكن حياته أو صحته معرضتين للخطر في بلاده. ويقضي بعض هذه الإجراءات بإصدار أمر بمغادرة الأراضي الألمانية بعد إدانة الجاني بالسجن لعام مع النفاذ. وقالت برلين إنه سيتم توسيع هذا الإجراء ليغطي أيضا العقوبات مع وقف التنفيذ.
وقالت السلطات إن أكثر من 500 شكوى رفعت لعمليات سرقة وخصوصا اعتداءات جنسية ارتكبت ليلة رأس السنة في كولونيا على نساء نسبت إلى مهاجرين من بلدان عربية ومغاربية.
ويشار إلى أن ألمانيا هي الدولة الأكثر ترحيبا باللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي، خصوصا السوريين.
م.أ.م/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.