ألمانيا - ارتفاع عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل الألمان
صلاح شرارة د ب أ
٢١ يونيو ٢٠٢٥
رغم أن عدد المواليد أقل من عدد الوفيات إلا أن عدد سكان ألمانيا ارتفع بفعل الهجرة. ووفقًا لمكتب الإحصاء الاتحادي، زاد عدد السكان الأجانب في ألمانيا في مقابل نقص عدد الألمان. وهناك فروق كبيرة بين ولايات الشرق والغرب.
عدد كبير من الأشخاص في أحد شوارع التسوق في قلب مدينة ميونيخ عاصمة بافاريا (9/3/2024). ووفقا للإحصاءات، سجلت ولاية بافاريا أكبر زيادة مطلقة في عدد السكان في 2024 بواقع 73 ألف نسمة.صورة من: Matthias Balk/dpa/picture alliance
إعلان
أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن، الجمعة (20 يونيو/ حزيران 2025)، أن عدد سكان ألمانيا بلغ حوالي 83.6 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2024.
وبذلك يكون قد تم تسجيل زيادة على نحو طفيف في عدد سكان ألمانيا بمقدار 121 ألف نسمة، أي بنسبة 0.1% مقارنة بعام 2023، الذي سجل زيادة بنسبة 0.4%، بواقع 338 ألف نسمة.
الوفيات تفوق المواليد وانخفاض ميزان الهجرة
ووفقا لبيانات أولية، تجاوز عدد الوفيات عدد المواليد بمعدل مماثل لعام 2023، حيث بلغ الفارق 330 ألف شخص. في الوقت نفسه انخفض ما يسمى بميزان الهجرة - الفارق بين الوافدين والمغادرين - من 660 ألف إلى 420 ألف شخص. وكما كان الحال في 2023، يرجع النمو السكاني في ألمانيا العام الماضي بالتالي إلى زيادة عدد المهاجرين مقارنة بالمغادرين.
عدد السكان كعامل اقتصادي
05:32
This browser does not support the video element.
أكبر زيادة للسكان في بافاريا
وزاد عدد السكان بنسبة 0.2% في الولايات الواقعة غربي ألمانيا، بينما انخفض في الولايات الواقعة شرقي البلاد (باستثناء برلين) بنسبة 0.3%.
ووفقا للإحصاءات، سجلت ولاية بافاريا أكبر زيادة مطلقة بواقع 73 ألف نسمة. وعند المقارنة بالنسبة لعدد سكان الولايات، شهدت بافاريا أيضا أكبر زيادة، وكذلك برلين وهامبورغ، بنسبة 0.6% لكل منها.
تورينغن تسجل أكبر تراجع لعدد للسكان
وفي المقابل كان أكبر تراجع في عدد السكان في ولاية تورينغن بواقع 15 ألف نسمة (أو بنسبة 0.7%)، وسكسونيا (تراجع قدره 12 ألف نسمة أو بنسبة 0.3%)، وسكسونيا-أنهالت (تراجع قدره 9 آلاف نسمة أو 0.4%).
سبب زيادة عدد كبار السن
ووفقا للبيانات، فقد زاد عدد من تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عاما (2.2%)، بينما انخفض عدد من تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاما (1.4%). وأوضح مكتب الإحصاء أن السبب الرئيسي في ذلك هو انتقال جيل طفرة المواليد إلى الفئة العمرية بين 60 و79 عاما.
نحو ثلث سكان ألمانيا يفوق سنهم 60 عاما
كما ارتفع عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاما فأكثر (بنسبة 0.2%)، ما يعني أن 30.5% من سكان ألمانيا كانوا في سن الستين أو أكثر اعتبارا من تاريخ المرجع.
زيادة عدد سكان ألمانيا الأجانب إلى 12.4 مليون شخص
ووفقا للبيانات، زاد عدد السكان الأجانب بنسبة 2.3% ليصل إلى 12.4 مليون نسمة العام الماضي، بينما انخفض عدد السكان الألمان بنسبة 0.2% ليصل إلى 71.2 مليون نسمة. وارتفعت نسبة الأجانب إجمالا من 14.5% إلى 14.8%. ومثلت الفئة العمرية من 20 إلى 59 عاما أعلى نسبة (19.7%)، بينما مثل من تبلغ أعمارهم 60 عاما فأكثر أدنى نسبة (6.3%).
وكما في السنوات السابقة، كانت أكبر فئة أجانب في ألمانيا من الأتراك (1.403مليون فرد)، تلاهم مواطنو أوكرانيا (1.085 مليون فرد)، وسوريا (889 ألف فرد)، ورومانيا (771 ألف فرد)، وبولندا (723 ألف فرد).
الهجرات التي شهدتها ألمانيا عبر العصور
الأعداد الكبيرة من اللاجئين القادمين إلى ألمانيا ليست الأولى من نوعها. فقد شهدت ألمانيا على مر العصور موجات عديدة من الهجرة، استقطبت خلالها أعدادا كبيرة من اللاجئين، وشهدت في عصور أخرى موجات نزوح بسبب الحروب والمجاعات.
صورة من: picture-alliance/dpa
كانت حرب الثلاثين عاما من الصراعات الدموية التي مزقت أوروبا وامتدت بين 1618-1648. وانتشرت خلالها المجاعات، وهرب الناس من الجيوش الغازية. وبعد معاهدة وستفاليا عام 1648 دعا القادة الألمان العمال ودافعي الضرائب للعودة والاستقرار في ألمانيا. كما قدم غير الألمان واستقروا فيها أيضا.
صورة من: Eichborn
في عام 1700 قدمت إلى ألمانيا مجموعة كبيرة من الفرنسيين البروتستانت، الذين هربوا من ملك فرنسا لويس الرابع عشر والحكم الكاثوليكي. إذ قدم حوالي 35 الف لاجئ فرنسي واستوطنوا في مناطق الأغلبية البروتستانتية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ZB
نقص المحاصيل الزراعية وانتشار المجاعات، دفع بالألمان إلى الهجرة. في الفترة الممتدة بين 1680- 1800 رحل 75 ألف ألماني من مناطق سكناهم. وعلى مدار القرن التاسع عشر ارتفعت موجات الهجرة الألمانية، ليقطن الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية القرن المذكور أكثر من خمسة ملايين ألماني.
صورة من: Lewis W Hine/Getty Images
تأسيس الحكم القيصري (الرايخ) في ألمانيا في عام 1871، ساهم في تسريع التصنيع وخلق أفاق جديدة. واحتاجت المصانع إلى اليد العاملة، ما أدى على قدوم العمال من الخارج وأصبحت ألمانيا بلدا جاذبا للمهاجرين.
صورة من: imago/Horst Rudel
التغييرات الحدودية التي حدثت بعد الحرب العالمية الأولى، أجبرت أكثر من 10 ملايين مواطن داخل أوروبا على الهجرة. كما أجبرت الثورة البلشفية مئات الآلاف من الروس للتوجه إلى ألمانيا، كذلك انتقل آلاف الألمان الفارين من الاضطرابات السياسية والاقتصادية لجمهورية فايمار إلى أمريكا الجنوبية.
صورة من: Die Maus - Gesellschaft für Familienforschung
مئات الآلاف من الألمان فروا من ألمانيا هربا من إرهاب الحكم النازي، وذلك في الفترة الممتدة 1933-1939، بما في ذلك 400 ألف يهودي. كما تم تشغيل أكثر من 12 مليون عامل أجنبي بنظام السخرة في ألمانيا خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture alliance / akg-images
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان هنالك أكثر من 20 مليون لاجئ في أوروبا. وكان نصفهم من الألمان الذين اضطروا إلى الخروج من مناطق كانت تابعة لألمانيا القيصرية، أو كانوا يشكلون أقليات عرقية في بلدان أخرى. الصورة تظهر مركز إيواء للاجئين في هانوفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
مع انقسام ألمانيا إلى دولتين، سعت الدولتان الغربية والشرقية إلى استقطاب عمال أجانب، حيث سعت ألمانيا الشرقية إلى تعويض فرار 2,7 مليون شخص من أراضيها إلى ألمانيا الغربية مع بناء الجدار العازل.
صورة من: picture-alliance/akg-images
ما بين عام 1966 وعام 1989 استقدمت ألمانيا الشرقية حوالي نصف مليون عامل اليها. وقدم العمال من دول أوروبا الشرقية وفيتنام وكوبا وموزمبيق، وبلاد أخرى كانت تطبق النظام الاشتراكي.
صورة من: imago
احتاجت ألمانيا الغربية في ذلك الوقت إلى أعداد كبيرة من العمال، حوالي 14 مليون عامل قدموا من ايطاليا والمغرب وتركيا وبلدان حوض المتوسط للعمل فيها بين الأعوام 1955 -1973. حوالي 3 ملايين عامل منهم بقي في ألمانيا وأحضروا عائلاتهم إليها.
صورة من: picture-alliance/dpa
وعلى الرغم من قرار وقف جلب العمال الأجانب في العام 1973، نما عدد العمال الأجانب من 4 ملايين إلى 5 ملايين في العام 1989. ومع انتهاء الحرب الباردة قدمت ملاين أخرى إلى ألمانيا، وكان من بينهم المنحدرين من أصول ألمانية.
صورة من: picture-alliance/J. Schmitt
ساهم انهيار الكتلة الشرقية في زيادة عدد طالبي اللجوء إلى ألمانيا بشكل كبير. فبين عامي 1990 و1993 وصل عدد طالبي اللجوء إلى 1.2 مليون شخص. إلا أن العدد انخفض بعد تشديد قوانين اللجوء. (اعداد: علاء جمعة)